رأي

بكل الوضوح

“أردوغان” وفاشر السلطان
عامر الباشاب

{ الاستقبال الحاشد بالحضور والحافل بالزهور الذي وجده الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” لدى وصوله مطار الخرطوم بالأمس  يؤكد المكانة التي حفرها هذا الرجل في قلوب السودانيين بمواقفه القوية في الكثير من القضايا الدولية، خاصة تلك التي تتعلق بالدين الإسلامي، وآخرها مساندته مسلمي الروهينغيا بإقليم أراكان غربي ميانمار حيال المجازر التي يتعرضون لها، ورفضه السريع لاعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعقده قمة إسلامية عاجلة، هذا بجانب علاقة الدم التي ظلت تجمع الشعب السوداني والشعب التركي من قديم الزمان حتى قبل الحكم التركي للسودان.
{ كما هو معلوم، فإن زيارة “أردوغان” التاريخية باعتبارها أول زيارة يقوم بها رئيس تركي إلى الخرطوم، هي بالتأكيد زيارة حافلة بملفات عديدة لشراكات سياسية وأمنية واقتصادية وغير ذلك.
{ لكن وحسب علمنا باهتمام الرئيس التركي “أردوغان” بالعلاقات الأزلية والتاريخية التي كانت تجمع الدولة العثمانية وسلطنة دارفور والصداقة المتميزة والخاصة جداً التي نشأت بين السلطان “عبد الحميد” والسلطان “علي دينار”، حيث كان “دينار” من أبرز حلفاء الدولة العثمانية التي كانت تقود العالم الإسلامي، بل العالم أجمع لقرون عديدة، اهتمت خلالها بالمقدسات الإسلامية وحافظت على الإرث الحضاري الإسلامي في شتى المجالات.
{ وعلمنا أيضاً أن السفير التركي قبل مقدمه إلى أرض النيل مقدماً أوراق اعتماده سفيراً لتركيا لدى الخرطوم جاء محملاً بوصايا عديدة من قبل الرئيس “رجب طيب أردوغان”، من بينها التعرف على كل شيء يتعلق بالسلطان “علي دينار”.
{ هذا كله يجعلنا نتساءل هل سيسجل “أردوغان” زيارة خاطفة إلى فاشر السلطان حيث يوجد قصر السلطان “علي دينار”، ذلك الصرح الأثري التاريخي الذي تتجسد متانة وقوة تلك العلاقات الأزلية بين تفاصيل تصميمه الهندسي والعمراني الذي قام بتنفيذه أحد خبراء فن الهندسة المعمارية التركية في ذلك الزمان يدعى “الحاج عبد الرازق”؟
{ على أي حال، نتوقع في هذه الزيارة التاريخية للسلطان “أردوغان” أن يجمعه لقاء بأحفاد السلطان “علي الدينار” سواء كان ذلك بالفاشر أو الخرطوم.
} وضوح أخير
{ أخيراً.. نتمنى من قادتنا أن يستفيدوا من التجربة التركية في العديد من المجالات خاصة فيما يتعلق بإنعاش الاقتصاد، وكذلك الاستفادة منها كدولة وصلت للاكتفاء الذاتي، بل صارت في مقدمة الدول المصنعة والمصدرة، حيث تنتشر صادرات منتجاتها الآن في كل أسواق العالم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية