مواطنون يحتفلون بالعام الجديد بطريقتهم الخاصة
كيف يستقبل السودانيون 2018؟
الخرطوم – مروة التجاني
2018 على الأبواب، الكل يستعد على طريقته للاحتفاء به.. البعض يرى أن السودان يحتفل بالاستقلال تزامناً مع العام الجديد.. (العيد اثنان) كما يقول البعض.. فكيف يستقبل المواطنون 2018؟ وما هي تحضيراتهم وأمنياتهم للعام للجديد؟ كل ذلك نجده في التقرير الذي استطلعنا فيه عدداً من مواطني الخرطوم وخرجنا بالإفادات التالية..
{ طقس منزلي
اعتادت أسرة “مزاهر النور” (ربة منزل) استقبال العام الجديد في منزل الأسرة الكبير عاماً بعد عام حتى تحول إلى طقس منزلي يمارس عند بداية كل سنة وفي ذلك تحدثنا قائلة: (نعدّ الاستقلال وبداية العام الجديد مناسبة سعيدة جديرة بالاحتفاء بها ولا نجد مكاناً مناسباً أكثر من منزل الأسرة الكبير، حيث يجتمع الأهل ونلتقي بعد غياب عن بعضنا البعض نسبة لظروف الحياة الضاغطة ومسؤوليات العمل والأبناء، بعيداً عن الصخب والضوضاء في الشوارع، نجتمع في هدوء ونتفقد أحوال بعضنا البعض.. وهكذا ربينا أولادنا على الاجتماع مع الأسرة الكبيرة وأصبحوا هم كل عام من يستعجل هذا اللقاء السنوي). وتضيف: (نقوم نحن النسوة بتحضير ما يلزم من الأكل والشرب وإعداد اللقيمات والكعك والشاي ونمضي أمسية كل عام ونحن مجتمعون معاً.. وأدعو الأسر السودانية إلى إتباع هذا التقليد لأنه يحث على تواصل الأجيال وعملاً بالقرآن الذي يدعو إلى صلة ذوي القربى).
{ مظاهر سالبة
وجه الشاب “مؤتمن عبد العظيم” انتقاداً للمظاهر السالبة التي ينتهجها الشباب في رأس السنة وتثير السخط لدى كثير من المواطنين، وتمنع بعض الأسر من الخروج من المنازل حتى لا يصيبهم أذى، وقال شارحاً وجهة نظره: (يتزامن العام الجديد مع عيد استقلال البلاد، ونحن بذلك نحتفل بمناسبتين في وقت واحد ويجب أن نكون شاكرين لذلك ونتعامل مع المناسبات بمسؤولية، خاصة نحن جيل الشباب المنوط بنا عكس الواجهة المشرقة للبلاد ونكرم جيل الاستقلال الأوائل ونمضي في سبيل تطوير البلد)، وزاد: (لكن بعض الشباب يمارس عدداً من السلبيات التي لا تتفق مع القيم السودانية الأصلية ويقلدون الغرب في احتفالاتهم، حيث نجد عدداً منهم يسبب الضوضاء في الشوارع العامة ويزعج المواطنين بأبواق السيارات، والبعض الآخر يتقاذف بالبيض والمخلفات في مظهر مشين لا يحدث في أي من دول العالم ولا يمت للمناسبات بصلة ولا يشبه مظهراً احتفالياً حضارياً يليق بشباب بلدي)، وأضاف: (ونجد آخرين يتصايحون في الشوارع العامة حتى وقت مبكر من الفجر ويطلقون الألعاب النارية بأصوات مزعجة في الأحياء الشيء الذي يصيب كبار السن ومن يحتفلون في منازلهم بالإزعاج. وغيرها كثير من المظاهر السالبة التي أتمنى أن تختفي هذا العام، وأن نحافظ على نظافة شوارعنا عند الاحتفال بالعام الجديد ونتبع السلوك الحضاري، ونؤكد على القيم المثالية التي يحملها الجيل الجديد لنعكس الجوانب المشرقة في سلوكنا).
{ لقاء
“عهود الزين” (طالبة) تقول في إفادة لـ(المجهر): (أستقبل العام الجديد في وقت مبكر، أي في اليوم الأخير من العام لكن قبل الساعة 12 مساءً لأنني أتأخر عن البيت، وفي اليوم 31 عند العصر ألتقى مع صديقاتي ويبدأ برنامجنا مبكراً قبل الزحمة التي تحدث في المساء والجوطة). وتضيف: (الاحتفال بالاستقلال والعام الجديد مناسبة مهمة ومن الجيد أنها تأتي في وقت واحد حيث أدخر مع صديقاتي مبلغاً من المال ونذهب لقضاء الوقت في أحد المطاعم ونتناول الآيس كريم معاً. العام الجديد هو فرصة للقاء الصديقات ونتحدث عن تجارب العام الفائت ونتفقد أحوال بعضنا البعض، وهكذا ينتهي يومنا مبكراً وقبل عودتنا للمنزل نشتري بعض الحلوى والبسكويت ونوزعها للمشردين ولأطفال الشوارع ونشاركهم الفرحة بالعام الجديد واستقلال السودان الذي نتمنى أن يعمه الخير والسلام).
{ جرد حساب
بخلاف الكثيرين يفضل “أبو الحسن منصور” (تاجر) الجلوس في المنزل عند بداية العام الجديد مع أسرته الصغيرة حيث يقوم بمفرده بعملية جرد حساب للعام الماضي ويقول: (لا أفضل الخروج من المنزل وأجد إجازة العام الجديد والاستقلال فرصة للجلوس مع نفسي ومراجعة إنجازات وخسارات العام الماضي، وأقوم بمسامحة من أخطأ في حقي وأصالح من كنت مختلفاً معه، وهذا أفضل بالنسبة لي من الخروج وحضور الحفلات المختلفة)، ويزيد: (في المساء أجلس مع أسرتي الصغيرة وأتبادل معهم أطراف الحديث ولا أسمح لأبنائي بالخروج للاحتفال بالعام الجديد لأنه تقليد غربي ولا يشبه ثقافتنا السودانية لكن نحتفل بالاستقلال عبر إعداد الوجبات الخفيفة في المنزل وتناول الحلويات مثل الباسطة).