رأي

المشهد السياسي

بيان السفارة في غير زمانه ومكانه
موسى يعقوب

بالأمس التاسع عشر من ديسمبر كان هو اليوم الموافق لإعلان الاستقلال من داخل البرلمان في العام 1955م، الذي تم واكتملت إجراءاته في الأول من يناير 1956م، وبعد أيام يكون الاحتفاء بالعيد الثاني والستين لاستقلال السودان وهو ما درج عليه أهل السودان شعباً وحكومة.
وقبل أيام كان في الولاية الشمالية (مهرجان جبل البركل) المناسبة التأريخية العظيمة التي نعمت فيها الولاية بالكثير المفيد كما في افتتاح السيد “المشير” رئيس الجمهورية عدداً من المشروعات التنموية والخدمية التي تضيف لاستقرار الولاية وتلبي الكثير من مطالب مواطنيها التي وعد السيد الرئيس بالكثير منها، وأمر الوزراء المرافقين ذوي الاختصاص بالعمل لإنفاذها.
خبرات مهرجان البركل للحقيقة كثيرة رفعت من شأن الولاية الشمالية تاريخياً وعالمياً ووحدت مواطنيها ثقافياً ومجتمعياً وسياسياً، فخطاب رئيس اللجنة المنظمة الدكتور “عبد الرحمن الخضر” جمع فأوعى وجاء البرنامج الذي تلا ذلك مكملاً ومترجماً لما قال به “الخضر”.
قصة الاحتفال بالاستقلال والبركل طويلة إلا أنه من قال.. إن ليس هناك ما يعكر الصفو ويلقي بالكدر في المناسبات والاحتفاءات.. وأشير هنا إلى ما جاء في صحيفة (السوداني) بالأمس من بيان مصدره السفارة الأمريكية، وقد جاء فيه بالتفصيل.
إن السفارة تطالب الحكومة السودانية بإلغاء مادة الزي الفاضح رقم (152) من القانون الجنائي أو تعديلها حتى تتوافق مع الميثاق الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
اعتقال النساء بموجب تلك المادة يمثل انتهاكاً للحريات المدنية وسلامة المواطنين وكرامتهم.
ومن عجب أن ذلك البيان جاء في وقت استخدمت فيه السلطات في بلادها حق النقض (الفيتو) لوقف القرار الخاص بجعل القدس عاصمة الدولة العبرية – إسرائيل، فقد صوت ضد القرار الأمريكي حول القدس بـ(14) عضواً في مجلس الأمن ولم تعترض على ذلك إلا الولايات المتحدة الأمريكية.
ليس هذا ما نريد أن نقوله ونذكره في هذا السياق وحده وإنما ما هو أكثر أي الاعتراض على التدخل في المعتقدات والحقوق الدينية والشرعية للسودانيين فضلاً عن السلوكيات الثقافية والمجتمعية، فالدين الإسلامي لا يوافق على الإباحية والعري وخدش الحياء العام.
عليه وحال البعثة الدبلوماسية الأمريكية كذلك تخشى أن تخرج علينا يوماً ببيان تطالب فيه بالسماح بالعلاقات بين (المثليين) حال ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول.
فماذا يقول أهل الحل والعقد من جهات الاختصاص في هذا البيان الذي جاء في غير زمانه ومكانه؟..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية