رأي

عز الكلام

افتتاح متواضع ومحبط!!
ام وضاح
رغم أن كل حواسي كانت تحرضني على أن اقفل جهاز التلفزيون قبالتي، إلا أنني قاومت هذا الشعور حتى أكون منصفة وأنا اكتب عن حفل افتتاح مهرجان البركل، الذي شرَّفه بالحضور السيد رئيس الجمهورية، وكنت أتوقع أن يكون افتتاحاً مبهراً ومُدهشاً وعامراً بالمفاجآت، التي هي نتاج ثلاثة مهرجانات ماضية ونتاج دعم سخي من رئاسة الجمهورية، التي أصدرت قراراً بتكوين هيئة للمهرجان، مما يمنحها الكثير من الصلاحيات والأذرع الطويلة التي تستطيع أن تطوع المستحيل وتذلل الصعاب، وكنت أتوقع أن يكون حفل الافتتاح مبهراً وشركات وطنية دقت صدرها دعماً له على رأسها شركة سوداني، التي قدمت دعماً مالياً وعينياً إلى جانب شركة دال التي دعمت المهرجان هي الأخرى، كما فعلت سوداني مادياً ومعنوياً، وخلوني أقول إن حفل الافتتاح   لم يكن فيه جديد، ولم يخرج عن تقليدية ظلت هي تمومة جرتق لكل مناسباتنا واحتفالاتنا، لا فرق بين افتتاح الدورة المدرسية أو افتتاح دورة رياضية أو حتى دورة رمضانية، ياها فرقة الفنون الشعبية (القادننا) بيها بذات أسلوبها الغنائي وأزيائها التي ليس فيها جديد أو تجديد، إضافة إلى حشد عدد من الفنانين بالضرورة أن يكون القاسم المشترك بينهم سيدي “دوشكا” و”عمر إحساس” كناية عن التنوع والتمازج الإثني في السودان.
هكذا جاء الاحتفال بمسرح متواضع وخلفية فقيرة، لم يكن المكان للبفهموا شغل المهرجانات معداً للنقل التلفزيوني، لأن إضاءة المهرجانات ليست هي إضاءة بيوت الأعراس أو صالات الأفراح، إضاءة المهرجانات توزع بشكل احترافي بخاصيات عالية الجودة والإبهار وبفنيات تقوم بها أتيام وأطقم متخصصة في المهرجانات، لأن المهرجان عالمي ويفترض أن ينقل للمشاهد كما لو أنه موجود على أرض الواقع، وللما عارفين كدي يرجعوا لأرشيف المهرجانات العربية أو حتى حفلات الفنانين العرب المنقولة على الهواء مباشرة، خليكم من ده كله ولنعود لمحتوى البرنامج الذي لم تكن فيه إشارات أو دلالات أو فذلكة تاريخية بشكل مسرحي واستعراضي فيه قدر من الاجتهاد لتراث الولاية أو تاريخها أو الأسر الحاكمة بها  حتى دخول الإسلام إليها لم تكن هناك إشارات أو ملامح أو سرد لقمم الولاية من الفنانين المادحين … الخ، بشكل احتفائي مخدوم ومعمول بأسلوب جاذب والبرنامج احتوى على خطب طويلة ومملة ليس لها داعٍ، ولم يكن الجو مناسباً لها ولا حتى المزاج العام.
ولا تحتملها هكذا مناسبة
الدايرة أقوله إن مهرجاناً في نسخته الرابعة متكئاً على مرجعية ثلاثة مواسم سابقة، كان يفترض أن يكتسب النضوج الكافي لإبرازه بشكل احترافي، يجعلنا نخرج من تحنيط أنفسنا ومخاطبتنا لها لأننا محتاجون أن نخاطب الآخر بأدواته التي من بينها الإبهار والأناقة والترف في الجمال والاستعراض من غير ابتذال أو خروج عن النص.
للأسف يوم الافتتاح كان كئيباً حزيناً لم يخرج عن كونه مجرد ليلة ثقافية متواضعة أو احتفالية في مدرسة بنهاية عام دراسي ظللت طوال الوقت أحدق في الشاشة واتفحص الوجوه محاولة أن اقرأ خطوطاً عريضة تنم عن انبهار أو إعجاب أو حتى دهشة سببه ماهو جديد أو مبتكر لكن للأسف باءت محاولاتي بالفشل لتذبح ليلة الافتتاح من الوريد للوريد.
كلمة عزيزة
الأفلام الوثائقية التي تم عرضها على شاشة البروجكتر مكانها الصحيح فضائيات عربية حتى لو تدفع إدارة المهرجان مقابلاً لقاء عرضها متزامناً مع ليلة الافتتاح لأنه ما عنده معنى أن يتفرج أهل المنطقة من الحضور على أمكنة وتضاريس هم ادرى الناس بشعابها وتفاصيلها شنو البمنع أن تقوم إدارة المهرجان بتفاهمات مع فضائيات عربية لنقل الحدث مسجلاً أو مباشراً أقول ليكم حاجة بركة الما نقلتوا كان (جرستنا بقت بي حناجل) على قول عادل إمام .
كلمة اعز
حدثني أحد أعضاء اللجنة أنهم سيتداركون أخطاء حفل الافتتاح في حفل الختام وأنهم في حالة انعقاد لتحقيق ذلك قلت له ما عايزة أسبق الحوادث.. لكن الفيه طيب بتشم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية