هذه مشكلتكم.. وليست مشكلة "البشير"!!
من المؤسف جداً.. أن يصبح قادة الرأي في بعض تيارات المؤتمر الوطني هم (ود فلان) و(ود علان) من أبناء قيادات الحزب الحاكم !!
يكتب أحدهم في (الفيس بوك) منتقداً الدعوة لإعادة ترشيح الرئيس “البشير” أو تعديل الدستور (لا علاقة لي بالفيس لا من قريب ولا من بعيد ولكن وصلني البوست عبر الواتس أب)، وفيه يقول كاتبه ابن القيادي الكبير الشهير إن من يطلقون دعوة ترشيح “البشير” إنما يعبرون عن أنفسهم، لا عن الشعب والجماهير !!
وكأنما يعبر الشاب كاتب البوست عن الشعب والجماهير !!
إن مثل هذه الدعوات المطلوقة على (الفيس)، تكون مقبولة ومبلوعة واعتيادية عندما يرسلها أي مواطن من غمار الناس، أو يكتبها كادر معارض أو عضو بالحزب الحاكم من القواعد، فهذا حقه، وذاك رأيه، وهو حُر في ما يرى .
لكن أبناء القيادات (الكبيرة) ينبغي أن ينأوا بأنفسهم وأهليهم عن إثارة الفتن وابتدار المعارك السياسية (الداخلية)، قبل أن يحين أوانها .
فما الذي يجعل الناس يهتمون بتعليق لزيد، وهو شاب عشريني من جملة ملايين الشباب في بلادنا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، إن لم يكن هو “زيد” ابن “عبيد”، وأنا بالمناسبة احترم “عبيد” هذا وأقدره، وأناشده بتغيير المنهج غض النظر عن رؤيته في موضوع المرشح الرئاسي.
قضية إعادة ترشيح الرئيس “البشير” في انتخابات 2020 أو تقديم مرشح آخر خلفاً له، قضية تحسمها مؤسسات الحزب، عبر انتخابات بإجراءات معلومة داخل مجلس الشورى القومي، وقد خاضها “البشير” في الدورة السابقة في مواجهة مرشحين آخرين هم: “علي عثمان محمد طه”، “نافع علي نافع”، “بكري حسن صالح” و”إبراهيم غندور”، وحصل “البشير” على أعلى الأصوات تلاه “نافع” .
وعليه.. فإن الذين يخالفون التيار المتصاعد في الولايات داخل حزب المؤتمر الوطني وبقية أحزاب حكومة الحوار الوطني بإعادة ترشيح “البشير”، عليهم مواجهته في انتخابات الشورى، وليس مقارعته في (الفيس) !!
نحن مع المؤسسية، والعمل داخل مسارات الحزب من مؤتمر عام، ومجلس شورى، ومجلس قيادي، ومكتب قيادي، حتى لا ينحرف الحزب الكبير الذي هو صمام أمان الدولة حالياً، إلى (مفاصلة) جديدة، تعصف بما تبقى من كيان السودان المستقر وسط إقليم مضطرب وملتهب من “ليبيا” غرباً.. إلى “سوريا” و”اليمن” شرقاً.. و”جنوبنا” الحبيب جنوباً.
ينبغي أن يضع الجميع الكرة (واطه)، وأن يهدأوا، ويتبصروا، ويعترفوا بأنه ليس عندهم (مرشح) بديل.. جدير وقدير ومتفق عليه حتى اليوم !
هذه مشكلتهم.. وليست مشكلة “البشير” الذي حاول أكثر من مرة أن يقدم خليفة له، ويجربه، فما نجحت التجربة !!