عز الكلام
والله عيب!!
ام وضاح
دفعت المطربة المصرية المعروفة “شيرين عبد الوهاب” الثمن غالياً لمزحة عابرة تبادلتها مع إحدى المعجبات وهي تصف النيل بأنه السبب في مرض البلهارسيا، وقامت الدنيا عليها ولم تقعد رغم أنها من خلّدت هذا النيل وغنت له كثيراً، لكن خروجها عن النص في ما يعدّ مساساً بقيم هي في خانة الخطوط الحمراء جعلها في مرمى النيران، ولم يشفع لها جميل غنائها ولا جزيل تجربتها الفنية الزاخرة بالجمال والألق في إيجاد الأعذار لها، لكن لأن الشعوب المحترمة تحافظ على رموزها وقيمها الراسخة فإنها لا تجامل أياً كان وزنه أو قدره في التقليل من شأنها أو السخرية منها.
ولأن الشعب السوداني، ولله الحمد، ما زال يعترف بالفضل والمنّة لرموزه وقاماته ويقدرهم حق قدرهم لقّنت جموعه طوال الساعات الماضية البهلوان “عوض شكسبير” درساً لن ينساه وهو يسخر ويقلل من مكانة القامة الفنان الكبير “أبو عركي البخيت” الرجل الوطن والفنان القضية، حيث صور هذا “الشكسبير” الأستاذ “أبو عركي” كمن يلهث خلف اليورو فقط لأنه أحيا حفلاً نظمه الاتحاد الأوروبي، ما يفضح جهل وقصر نظر هذا المشخصاتي الذي أدمن الإساءة لمن هم تحت الأضواء الكاشفة، في محاولة لاستجداء النجومية وشراء الشهرة الزائفة.
وخلوني أقول إن الكوميديا النظيفة التي أرخ لها “شارلي شابلن” مثلاً هي كوميديا مبنية على المواقف وعلى براعة الممثل نفسه الذي يمكن أن يوصل فكرته بنظرة أو إيماءة، أو حتى تلميحاً لتخدم الكوميديا أو الدراما قضايا مجتمعية بشكل مدروس ومفهوم، لكن لأنه في بلدنا دي كل حاجة جاطت، وكلٌ في غير مكانه، جاء علينا يوم يكون فيه نجم كوميديا على شاكلة “شكسبير” في بلاد أنجبت “الفاضل سعيد” و”تور الجر” و”أبو قبورة” و”محمد نعيم سعد” و”محمد السني دفع الله” و”عبد الحكيم الطاهر”.. هؤلاء العمالقة الأفذاذ الذين وضعوا بصمة محترمة وتاريخاً ثراً تتناقله الأجيال.. والمصيبة أن الأخ “شكسبير” لم ينتقد القامة “أبو عركي” في تجربته الفنية أو حتى قلده أو حاكاه في كاركتر غنائي، لكنه وبكل قوة عين شكك في مواقفه الوطنية ووصفه بالنائم الذي لا يصحو إلا على صوت خشخشة أوراق اليورو، ما يفضح جهله ويؤكد أنه بلا خلفية ثقافية ولا مرجعية فكرية، و”أبو عركي” انحاز للغلابة والغبش، لم يسجن نفسه في برج عاجي أو يرتفع عن مستوى أحلامهم البسيطة، وكان بإمكانه أن يكتنز الذهب والفضة من عائد حفلات لا تتوقف صباح مساء، لكنه آثر الصمت ورؤيته في ذلك اختلفنا أم اتفقنا معه فيها أنه متضامن مع قضايا الناس، وأكثر من مرة حاولت أن (أجره) إلى حوار (تلفزيوني) فوجدته يجرني للحديث عن سعر الدواء وعجز الفقراء في المشافي بإحساس الفنان وفكر المثقف واندفاع المناضل، لتكون نهايتها يجي واحد زي هذا “الشكسبير” الذي لا يقف على أرضية تنطلق منها اسكتشاته السخيفة، ومن قبل اعتذر وتراجع عن محاكاته لشيخ “الأمين” ووصفه بأنه شيخه، ما يؤكد هشاشة فكرته وأنها بلا هدف ولا رؤية، وإنما هي محاولة بائسة ويائسة للنجومية والانتشار بأي شكل وأي أسلوب.
في العموم.. شكراً لكل الذين أجلسوا الكوميديان المستظرف في مواعينه، وعلموه درساً بالمجان أن الكوميديا رسالة ووسيلة للبناء وليست غاية لحصد الأموال وركوب الطائرات لاستنشاق هواء الأجواء الأوروبية والهندية.
{ كلمة عزيزة
سبب أساسي في انتشار أنصاف المواهب والمدعين هي الفضائيات السودانية التي تفرد بعض برامجها لمن لا يستحقون الإطلالة من خلالها، فيكون الناتج مجموعة من الموهومين الذين يظنون أنهم وصلوا مراتب النجومية.. قبل أيام شاهدت على برنامج (العوامة) بقناة (سودانية 24) فنانة مغمورة متواضعة الإمكانيات، والمصيبة أنها كانت تغني من ورقة أمامها.. يعني فنان وشغلته الغناء شنو البخليه ما حافظ، إن لم يكن هذا استسهالاً واستهبالاً في ذات الوقت؟!
{ كلمة أعز
استمعت في مناسبة تخص إحدى الصديقات للفنان “حامد كترينا”.. وبصراحة الشاب صاحب صوت جميل وحضور كبير، وهو فنان قادر على امتلاك المسرح والجمهور تظلمه الأجهزة الإعلامية كثيراً بعدم استضافته في برامجها، ويظلم نفسه أكثر بالاستسلام والابتعاد عن أذن المستمع.