ربع مقال
القدس ..الصفقة الكبرى والكذبة الكبرى!
خالد لقمان
.. مع الاتهامات المتلاحقة من الجماهير العربية ببطء التفاعل من أقطاب الدول العربية الكبرى مع ما أقدم عليه الرئيس الأمريكي أخيراً بإعلانه القدس عاصمة للكيان الصهيوني، بدأت تلك الأقطاب تساندها بعض القوى الدولية تروِّج بقوة لما أسمي أخيراً بالصفقة الكبرى وهو منحى ينظر إليه الآن باعتباره توجيه ساذج لحالة مستقبلية مستحيلة الحدوث فأي وضع يمكن أن يطرح كحل نهائي للقضية الفلسطينية لن يوافق عليه هذا الكيان المغتصب إلا إذا تضمن ذلك وضع الأراضي المقدسية بين يديه النجستين، كما أن أي حل مرتقب ومرتجى لن يوافق عليه الفلسطينيين والعرب والمسلمين جميعاً، إذا لم يتضمَّن ذلك كامل السيادة على المسجد الأقصى وما حوله من مقدسات، بل وكامل الأرض الفلسطينية المحتلة.. ساذج من يصدِّق هؤلاء والحقيقة الواقعة الآن أن العرب والمسلمين باتوا في أسوأ حالاتهم وأضعف مواقفهم بسبب التدمير المنظَّم والمخطط له لقواهم العسكرية والاقتصادية ممثلة في العراق وسوريا وليبيا مع إلهاء مصر واستنزاف السعودية وإدخال الخليج الغني كله في حالة اشتباكات غبية وتائهة.. ما الحل إذاً؟ .. لن يكون هنالك حل من أي من الحكومات العربية الراهنة .. ولا يبقى أمل سوى في الجماهير العربية والإسلامية إذا ما صاغ موقفها عقل ملهم وقلب مؤمن يودعه الله في صدور رجال يأتون من رحم الغيب لتصديق قوله الحق: ( ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) صدق الله العظيم.