رأي

الحاسة السادسة

لعنة الديمقراطية!!
رشان أوشي
“والله الديمقراطية دي لو شالها كلب ما في زول بقول ليه جر”
“الشريف زين العابدين الهندي”..
مقولة السياسي العظيم والشاعر الفذ،  “الشريف زين العابدين” تنطبق اليوم تماماً على ما يحدث داخل أروقة الأحزاب الاتحادية، فبعد أن تفرَّقت بالأشقاء السبل،  وأصبحوا فصائل وكيانات، وعم الحنق مؤسسات تلك الأحزاب، أصبحوا عاجزين تماماً عن إنجاز مؤتمر عام يضفي شيء من الشرعية والجدية على لافتاتها على الأقل، ناهيك عن  ممارسة ديمقراطية وشفافة، تضع تلك الفصائل في طريق الفعل السياسي المؤثر.
بدأ الاتحادي المسجل بقيادة “أحمد بلال”، عقد مؤتمرات قاعدية وصولاً للمؤتمر العام، بعد شد وجذب استمر لأكثر من عشر سنوات حسوماً، تشظى فيها الحزب أكثر من مرة، وخرجت تيارات تصحيح وإصلاح، وبحت الحناجر وبلغ السيل الزُّبى مطالبة بعقد المؤتمر العام ليعود الحزب إلى وضعه الطبيعي بعد هزة المشاركة في الحكومة التي أقرها رئيسه الراحل “الشريف زين العابدين” ونتج عنها خروج عدد كبير من القيادات ذات الثقل الجماهيري الرافضة لمشاركة الأنظمة الشمولية، ولكن من خلف الشريف في الحزب حوله إلى (ضيعة) خاصة به وبأسرته وأصدقائه المقرَّبين، وبات ورقة رابحة في يد الأمين العام المستقيل، وصديقه المكلَّف حالياً، يشترون به مزيداً من المقاعد الوثيرة في مكاتب الجهاز التنفيذي الفخمة، ويوطدون به علائق شخصية مع قيادة الدولة العليا، وتتسع استثماراتهم التجارية لتبتلع الديمقراطية ومسيرة حزب الحركة الوطنية منذ الاستقلال وحتى اليوم.
وفي الجانب الآخر اختزل “الميرغني” الحزب الاتحادي الأصل في مكاسب يجنيها أبناؤه، وبعضاً من أصحاب الولاء الطائفي الأعمى،  يتبادل أبناؤه السيارات الفارهة وطاقم حراسة الشخصيات المهمة جيئة وذهاباً من وإلى القصر الجمهوري، ويحظى المقرَّبون من “الميرغني” الأب بفتات الوزارات وبعض المناصب التي تضاهي طموحهم.
يبدو أن لعنة الديمقراطية التي ناضل من أجلها الاتحاديون لعقود من الزمان قد أصابتهم في مقتل، عندما رهنوا أحزابهم لمجموعة من المنتفعين وأصحاب الطموحات الشخصية، فلم يعد هناك أحزاب اتحادية كما كانت من قبل وخرجوا من دائرة الفعل السياسي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية