ربع مقال
القدس .. فعلها الأصهب المأفون!
خالد لقمان
.. ما فعله أخيراً الرئيس الأمريكي المهووس “دونالد ترمب” باعترافه بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي الغاصب وذلك عبر قراره نقل سفارة بلاده إليها .. شيء يدعو للحزن العميق .. الحزن المبكي والقاهر .. فمنذ نهاية المواجهات المباشرة مع العدو الإسرائيلي في آخر مواجهة شاملة في العام 1973م وما تحقق من نصر في أكتوبر، ذلك النصر الذي حققته جميع الدول العربية مجتمعة مع مصر لم يجرؤ رئيس أمريكي على التفكير في حسم أمر القدس، هكذا كما فعل الآن هذا الرئيس المعتوه، وحتى بعد أن استطاع اللوبي الصهيوني إصدار قرار الكونغرس الشهير بهذا الشأن لصالح إسرائيل في العام 1995م لم يجرؤ كافة الرؤساء الأمريكان على مثل هذا الاعتراف ليس حفاظاً على الدور التفاوضي للولايات المتحدة باعتبارها الوسيط الأول والرئيس في الصراع العربي – الإسرائيلي، ولكن أيضاً بسبب الموقف العربي – الإسلامي القوي والموحَّد المحافظ عليه منذ قرن من الزمان.. والقهر يأتي من هنا، فما فعله “ترمب” الآن هو دلالة مباشرة وواضحة على حجم الضعف الذي باتت عليه الأمة الإسلامية والعربية التي تستقبل الآن مثل هذا القرار وتذهب لتنام على فراشها خائرة القوى ذليلة الإرادة ومنكسرة النفس.. كيف لا وهاهو أول قبلتيها وثالث حرميها ومسرى رسولها الكريم وبداية معراجه يستهزئ بهويته رجل نجس قبيح الوجه وقذر اللسان.