بكل الوضوح
(100 يوم).. مضى كل الزمن..!!
عامر باشاب
{ الزمن الذي حددته حكومة ولاية الخرطوم بـ(100 يوم) للوصول لـ(الزيروهات) الثلاثة (زيرو كوش)، (زيرو حُفر) و(زيرو عطش) قارب علي النهاية وما زالت (الكوش) وأكوام القاذورات على مد البصر بولاية الخرطوم، خاصة في مدنها الثلاث بالشوارع الرئيسية والفرعية والميادين والأسواق والأحياء السكنية الشعبية، وحتى الأحياء الراقية الزاهية مثل كافوري والصافية والرياض والمنشية، وحيثما توجهت الأنظار لابد أن تقع عيناك على فوضى النفايات (تتبعثر هنا) و(تتكوم هناك).
{ وفيما يخص (زيرو الحُفر) عينك ما تشوف إلا الحُفر، شركات الاتصالات ما زلت لديها (حفرها الخاصة) التي تظهر من حين لآخر، وهيئة المياه (تحفر) ولا تدفن، وناس (الصرف الصحي) (يحفروا ويدفنوا) ثم يعاودون الحفر من جديد، وشركات الدعاية والإعلان (تحفر بعشوائية)، وشركات الطرق تحفر وتحفر وتحفر.. هذا بخلاف حُفر الخريف الماضي والحُفر التي تظهر فجأة على الطريق من غير سبب وأسباب، ما جعل العاصمة المثلثة تستحق لقب (بلد المليون حفرة).
{ إذا جئنا إلى أزمة العطش وما أدراك ما العطش، فالكثير من الأحياء في قلب العاصمة ما زالت تعاني من شح المياه وشخير المواسير.. أما المناطق الطرفية فغالبيتها لم تمتد إليها أيدي مشروع (زيرو عطش) لا من قريب ولا من بعيد.. والصيف قادم بقوة، والله يكضب الشينة.
} وضوح أخير
{ العواصم والمدن في كل بلدان العالم حتى النامية والنائمة وصلت إلى السقف أو الحد الأعلى في التنمية العمرانية والتخطيط الحضري والرفاهية، والوصول إلى نظام بلدي بكفاءة عالمية يحقق التنمية المستدامة، بل إنهم ذهبوا في التخطيط إلى المستقبل البعيد لتعزيز معايير جودة الحياة في المدن، ونحن في الخرطوم ما زلنا في محطة (التنظيرات) الضاربة و(الزيروهات) الفاشلة!!
{ أخيراً.. نقولها بكل الوضوح للسيد والي الخرطوم ومَن حوله مِن القائمين على أمر إدارة البلديات (المحليات) والبنية التحتية إذا لم تعودوا إلى إتباع الإرث القديم في التخطيط والتنفيذ والمتابعة والمراقبة الذي سار عليه قدامى المحاربين في الخدمة المدنية فلن تتقدم عاصمتنا ومدننا خطوة إلى التحضر والتطور المنشود.
{ ومن أمثلة التميز الحضري، نجد إمارة أبو ظبي قد نجحت في توفير خدمات بلدية مميزة تعزز من جودة حياة كل المقيمين، وذلك من خلال التنسيق والإشراف والمراقبة على المجالس البلدية.