رأي

الحاسة السادسة

خريف الزعيم
رشان أوشي
حالة التصعيد التي وصلت لها مجريات الأمور في (مستريحة) متوقعة، فالزعيم القبلي عنيد، فاقت طموحاته السياسية زعامة قبيلته، خاصة بعد أن أوهمه بعض سماسرة الأزمات من حوله بأنه ربما يجلس يوماً ما على أحد كراسي القصر الجمهوري، على غرار من قاتلهم يوماً ما مدافعاً عن هذا النظام وهذه الدولة، وبحسب سذاجته المعروفة ورعونته، غرق في وحل أحلامه التي تفوق إمكانياته الذهنية ومقدراته السياسية كثيراً، وعندما وجد نفسه في خضم معركة سياسية لا تتكافأ مع توقعاته، اتجه لخطاب التحدي عله يجدي نفعاً بعد أن خذلته خطوة إعلان حزب سياسي مشفوع بمجموعة مسلحة، وهنا كانت السقطة التي عول عليها خصومه كثيراً وخدمت الأحداث الطرف الثاني بأن تصادف كل ذلك بقرار الدولة نزع السلاح في دارفور، لم يتوقع “موسى هلال” أن تمضي الأمور على هذه الشاكلة، خاصة بعد أن حاول التذاكي بتوجيه معركته مع الحكومة إلى شخصية نائب الرئيس “حسبو عبد الرحمن”، بعد أفتى له المقربون منه بألا يحطم مراكب العودة ويتلف كل الأوراق، ولكن لم يعد للحكومة صبراً على هكذا صراعات، فقد استنفذ الإقليم المنكوب كل صبر الدولة، وضغط سياسيوه معارضة وموالاة على أعصاب الجميع، واليوم وجد هلال نفسه في مواجهة لم تكن في الحسبان،
بات واضحاً أن قضية جمع السلاح ليست محل مزايدات لأي من كان، وهو المحمدة التي تصب في نهر استقرار أهل دارفور ممن فقدوا نعمة النوم الهانئ لأكثر من عقد من الزمان، فلم يعد هناك متسع لمزيد من اللعب على الذقون أو المراوغة، والحسم بات واضحاً ومختصراً. أن كان هلال حريصاً على مصلحة أهله المحترقين بنيران تلك البنادق، فليتجه لتسوية الأمر بما يحفظ له ماء وجهه كزعيم قبلي وليس سياسي يطمح لفسحة في الجهاز التنفيذي، وإلا ستؤول الأمور إلى ما يفقده كثيراً من هيبته وسط أهله وعشيرته، فمشورة من حوله لن تدفع به إلى ما يصبو إليه ولا في محض مخيلة فسيحة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية