ربع مقال
لا للجشع!
خالد حسن لقمان
شيء قبيح أن يستغل البعض ما حدث خلال الفترة الماضية من تذبذب حاد صعوداً وهبوطاً في أسعار الصرف للجنيه السوداني..هل من المقبول أن يتجرَّد بعض التجار من الأخلاق والمبادئ للحد الذي يقومون فيه برفع أسعار سلعهم هكذا في وضح النهار وبعين (قوية) ونفس جريئة؟ كيف يرضى تاجر عن نفسه وينوم هادئ البال بعد أن يبيع سلعه بأضعاف ما اشتراه بها محققاً ربحاً غير شرعي؟ الغريب أن هذه المرة ارتفع الدولار ثم عاد للتراجع بسرعة لا تمكِّن أحداً حتى من الشراء أو البيع لسلعه التجارية، وبالرغم من ذلك فقد استغل الآن بعض من التجار ما حدث ليرفعوا أسعارهم إلى أرقام فلكية.. هل تصدِّقون أن سعر كيس اللبن أصبح يتجاوز الآن الـ(350) جنيهاً؟ قفزة مفزعة بحق.. كيف إذاً سيلبي الناس حاجاتهم الاستهلاكية وبين أيديهم تلاميذ وطلاب وأفواه تحتاج لكل شيء وكل شيء أصبح الآن غالياً ومرتفع السعر.. أين أجهزة الدولة من هذه الفوضى ؟ وأين الأجهزة الحامية المستهلك؟ وأين ضميركم أيها التجار؟ ألا تخافون من الله؟ صحيح أن المشهد الاقتصادي برمته شديد البؤس بسبب السياسات غير المجدية وغير الحكيمة لأجهزة الدولة الاقتصادية وهو ما تتحمَّله وبالكامل هذه الحكومة، لكن ليس معنى هذا أن ينهش الناس بعضهم البعض بمثل ما يفعل التجار الآن.