رأي

المشهد السياسي

نعود إلى زيارة روسيا لنقول..
موسى يعقوب

زيارة الرئيس السوداني إلى القطب الروسي ما تزال توابعها وما قيل فيها وحولها محل أخذ ورد في منابر الرأي والسياسة وما أفضى إلى ذلك كثير، وفي مقدِّمته ما أدلى به السيد الرئيس لمؤسسة إعلامية روسية وكان متاحاً للجميع.
وقبل أن نلج إلى ذلك نقول إن مخرجات الزيارة كثيرة ومنها توقيع ثماني أو أكثر من الاتفاقيات بين أهل الاختصاص من الجانبين، ومنها الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي.. وقد جاء ذلك كله بعد اللقاء بين الرئيسين “بوتين” و”البشير”، ما أعطى الزيارة بعدها المطلوب والمعروف الذي أفصح عنه السيد الرئيس السوداني في لقائه مع المؤسسة الإعلامية الروسية.
الاتحاد الروسي، فضلاً، عن قدراته في الاستثمار والصناعة والمعينات العسكرية والتقنية له دوره كقطب دولي ينافس القطب الأمريكي وغيره من الأقطاب التي لحق بها القطب الصيني، وللسودان علاقته واتصالاته الطويلة به التي أثمرت الكثير.
وليس من شك في أن الطرفين الروسي والسوداني ستحقق لهما مكاسب ومطالب باتت ضرورة ولا بد منها، فالقطب الروسي له مطامحه في المواقع الإقليمية التي تتمتَّع بإمكانات كالحيز والإطار العربي الأفريقي الذي يشكَّل السودان أحد مقوِّماته، والسودان، أيضاً، له مطامحه في العلاقة مع الاتحاد الروسي التي بدت لها ضروراتها غير الاقتصادية والعسكرية، وهي الدعم السياسي والدبلوماسي من قطب له ذكره في ذلك المجال.
فمما لا شك فيه اليوم أن العنف السياسي والاقتصادي والدبلوماسي الأمريكي قد تراجع باتخاذ الرئيس الأمريكي “ترمب”، قرار رفع الحظر والعقوبات، إلا أنه ما زال هناك الكثير المطلوب الذي يتمثَّل بعضه في:
{ عدم التدخل في المبادئ والقيم الدينية والمجتمعية السودانية.
{ والمحكمة الجنائية الدولية التي لها دعاواها على الرئيس السوداني والتي تشكِّل الولايات المتحدة الأمريكية أحد داعميها الكبار رغم حمايتها نفسها والبعض من إجراءاتها وإدعاءاتها.
والإشارة في النقطة الأولى إلى ما قال نائب وزير الخارجية الأمريكي في زيارته الأخيرة للبلاد وكانت تدخلاً في المبادئ الدينية والأصولية الشرعية، ما أثار غضب قادة الرأي والفكر والتخصصات الشرعية، وذلك يعني أنه رغم رفع العقوبات الاقتصادية والحظر السياسي والدبلوماسي هناك عقوبات ما تزال باقية كبقاء اسم السودان في قائمة الدول الداعمة للإرهاب.
وفي النقطة الثانية نشير إلى ما لا يمكن الصمت عليه، والإدارة الأمريكية ما تزال لا تعترف بحقوق السيد رئيس الجمهورية المعروفة عند زيارة المسؤولين للبلاد من الدول الأخرى. فمن زاروا البلاد من الأمريكيين كانوا يلتقون بمسؤولين آخرين وليس السيد رئيس الجمهورية.
هذا كله يعني أن قرار رفع العقوبات والحظر لم يفتح الباب لعلاقات أمريكية سودانية حقيقية، وعليه رغم أن البلاد تعمل من أجل علاقات طيبة وممتازة مع القطب الأمريكي، وجدت أن تطوير العلاقات والارتقاء بها مع روسيا من ضرورات التوازن وتبادل المصالح والمنافع.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية