تفاصيل المعركة الحاسمة قبل استشهاد العميد "عبد الرحيم دقلو" وآخر رسائله الداوية للمتفلتين
هل ستكون أحداث مستريحة النهاية لحرس الحدود بدارفور؟
“دقلو” طمأن المواطنين بأنهم في أمان.. ولقى حتفه في كمين لقوات “موسى هلال”
الخرطوم – وليد النور
انتشرت الأنباء التي تناقلتها وسائط الإعلام المختلفة حول الاشتباكات بين قوات الدعم السريع وقوات مجلس الصحوة، التي جرت أمس الأول بولاية شمال دارفور
وأكدت قوات الدعم السريع مقتل قائد متحركات الدعم السريع بولاية شمال دارفور، في اشتباكات مسلحة مع قوات تابعة “لموسى هلال” بالقرب من (مستريحة)، وذلك بعد ساعات من إعلان الدعم السريع القبض على الناطق باسم مجلس الصحوة “هارون محمود مديخير”.
وفي تطور لاحق أعلن قائد قوات الدعم السريع الفريق “محمد حمدان دقلو” وصول “موسى هلال” رئيس مجلس الصحوة الثوري وتسليمه إلى السُلطات المختصة، بعد أن تم القبض عليه خلال المواجهات التي حدثت بالأمس بمنطقة (مستريحة) بولاية شمال دارفور.
اتهام “هلال” بالضلوع في مؤامرة ذات أبعاد خارجية!!
“حميدتي” قال في تصريح نقله مراسل الصحيفة بولاية شمال دارفور، أنه تم القبض على “موسى هلال” وعدد من معاونيه وثلاثة من أبنائه المتورطين في الأحداث، وأكد استشهاد ابن عمه العميد “عبد الرحيم جمعة عبد الرحيم دقلو”، وعدد من أفراد قوات الدعم السريع خلال المواجهات.
“حميدتي” اتهم في تصريحه “موسى هلال” بالضلوع في مؤامرة ذات أبعاد خارجية ضد السودان، مبيناً أنه تم إلقاء القبض على شخص يحمل جنسية أجنبية، ضمن مجموعة “موسى هلال”، ويمتلك أجهزة اتصالات متطورة وحديثة، ما يؤكد مشاركة أطراف أجنبية في زعزعة الأمن والاستقرار في دارفور.
وأكد “حميدتي” مضي الدولة في قرار جمع السلاح وحسم المتفلتين والمتربصين بأمن البلاد.
وشدد أن قوات الدعم السريع ستواصل عملها في بسط هيبة الدولة دون هوادة أو مجاملة لأحد مهما كانت الكلفة.
وأشار “حميدتي” إلى أن الأوضاع في (مستريحة) مستقرة وتحت السيطرة تماماً وإن قوات الدعم السريع ماضية في تنفيذ واجباتها المكلفة بها.
“دقلو” والمعركة الفاصلة ..
العميد “عبد الرحيم جمعة دقلو” الذي يحمل رتبة العميد ركن، متزوج من شقيقة الفريق “محمد حمدان دقلو” (حميدتي)، ويتميز بالهدوء وقلة الكلام، ظهر في آخر لقاء له يوم (الخميس) الماضي حين خاطب بمدينة (سَرَف عُمْرَة) بولاية شمال دارفور، في الاحتفال الذي نظم بعد اشتباكات لقواته مع حركة العدل والمساواة التصحيحية، والتي ألقت القبض على (16) من مقاتليها بقيادة “عبد الله حمودة” وفرار الباقين، واستولت على عدد (65) سيارة بكامل عتادها، بجانب القبض على أكثر من (150) متفلتاً كانوا يروعون المواطنين وينهبون ممتلكاتهم، مستقلين الدراجات النارية. واحتسبت قوات الدعم السريع ثلاثة شهداء وجريحين اثنين.
وكان حاسماً في قراراته التي أمهل فيها حملة السلاح غير المرخص والمتفلتين مدة (48) ساعة فقط. لتسليمه ومن لم يستجب وتم ضبطه ستوقع عليه عقوبة السجن وترحيله إلى بورتسودان لقضاء مدة عشر سنوات (في غرف الملح)، وطمأن “دقلو” المواطنين بأنهم في أمان وأن قواته ستقضي على مظاهر التفلت والفوضى التي كانت سائدة، وتابع : (نحنا ناس دواس وبنقول المتبقي حركات دارفور جيبو سلاحكم وسلموا،قبل أن نضطر لملاحقته وأنتم عارفين اللي بحصل ليكم شنو.)
وقال الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع العقيد “عبد الرحمن الجعلي” في تصريح صحفي، إن العميد “عبد الرحيم جمعة دقلو”، قائد متحرك “حمدان السميح”، لقى مصرعه بمعية تسعة من منسوبي الدعم السريع بمنطقة (مستريحة)، يوم أمس .
وأشار “الجعلي” إلى أن الاشتباكات في (مستريحة) اندلعت بعد كمين نصبته قوة مسلحة تتبع “لموسى هلال”، وأضاف قائلاً” “كانت لدينا عربتان تحملان متفلتين تم القبض عليهم، وأثناء ترحيلهم إلى منطقة الزاوية الغرة ،وقعت العربتان في كمين، منوهاً إلى أن العربة التي كانت تقل المتفلتين نجت من الكمين.
وأضاف: “تحركت قوة بقيادة العميد “عبد الرحيم جمعة” ، للوقوف على الموقف، واشتبكت مع المتفلتين وتم القضاء على كل المتفلتين، وأسر عدد منهم، ولكن قواتنا فقدت قائد المتحرك ، ومعه تسعة أفراد.
وأوضح “الجعلي” أن القائد “عبد الرحيم” كان في اتصال مع المواطنين ، وقائد المحطة في (مستريحة) وأكدوا له بأن كل المتفلتين خرجوا من المنطقة ، وأن قائد المتحرك بدأ الاستعداد لدخول منطقة (مستريحة) ،وقد تم الغدر بهم في كمين نصبه لهم المتفلتون.
وكانت قوات الدعم السريع، قد ألقت القبض على “هارون مديخير” الناطق الرسمي باسم مجلس الصحوة الثوري، بقيادة “موسى هلال”، وذلك حينما كان في طريقه إلى تشاد.
وقال الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع ، العقيد “عبد الرحمن الجعلي” ، “إن قواته قبضت على “مديخير” ، مؤسس مجلس الصحوة، بمنطقة وادي باري جنوب (مستريحة) مع حراساته الشخصية”.