رأي

ربع مقال

السودان بين الشرق والغرب ..  !!
خالد حسن لقمان

.. ما من دولة في المنطقة العربية والأفريقية بل وفي العالم أجمع برمته عانت وشقيت مما قام به الرفيق “ميخائيل غورباتشوف” في مطلع العقد  الأخير من القرن الماضي وعبر البيروسترويكا التي أنهت عصر المعسكر الشرقي وحلف وارسو  بقيادة الاتحاد السوفيتي العظيم.. مثل ما عانى وشقي بذلك السودان بحكومته ذات التوجهات التي جاءت بها حينذاك الإنقاذ بثوريتها الصارخة.. فحتى تلك الدول الشيوعية المتبنية بالكامل  لتوجهات وعقيدة هذا المعسكر المنهار لم تعان من غياب السوفيت من الساحة الدولية كما عانى السودان، فهذه الدول وبفضل ارتباطها الاقتصادي والعسكري بالاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي، كانت قد عبرت باقتصادها ومؤسساتها الاقتصادية ونظامها العسكري مرحلة البناء المؤسسي لدولها فاستطاعت ومع سقوط الدب الروسي أن تمتص صدمة هذا السقوط المدوي.. أما السودان فقد كتب له القدر بحكومته الجديدة الشقاء والمعاناة، فتاه بين معسكر منهار وآخر محتفٍ بغياب غريمه وبصعوده كقوة  أحادية على المسرح العالمي وحتى مع الصياح المبكر.. أمريكا.. روسيا قد دنا عذابها.. كان يمكن أن يفيق الدماغ السوداني ليحدد بموضوعية خيارات تحالفاته الدولية بين الغرب والشرق،  إلا أن غياب الأخير حرمه من اللعب على معادلة الروس والأمريكان.. وفي مرحلة متقدمة بدأ يلهث وراء واشنطن التي ظلت تلاعبه بين الجزرة والعصا لسنوات طويلة بدأ فيها الدب الروسي يستفيق ويصحو حتى وقف اليوم على قدميه من جديد، مما شجع دول المياه الدافئة للعودة إلى ما تحت الفراء ليبقى السؤال حائراً حول حقيقة عودة معادلة الشرق والغرب إلى ما كانت عليه ليتمكن الآن السودان من اللعب عليها بموضوعية ونجاح ودون اندفاع تجاه جزرة الأمريكان أو هروب من عصاتهم ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية