رئيس لجنة الصناعة والاستثمار والتجارة الباشمهندس "عبد الله علي مسار" لـ(المجهر)
هناك مصانع يدور حولها لغط كثير نحتاج لتجليته وبعدها سنحيل الأمر لجهة الاختصاص لإجراء اللازم
الكلام عن عنصريتي “فزاعة” يطلقها بعض أصحاب الأغراض ولا أعيرها اهتماماً
لا توجد جهة ضغطت عليّ لإيقاف أي إجراء وليس هناك شخص كبير على القانون
نحن كتلة بها أربعة أحزاب ونفكر في ضم أو الانضمام لآخرين والحوار متواصل ونتوقع جسماً سياسياً جديداً في المرحلة القادمة
حوار / فاطمة مبارك
شغل الباشمهندس “عبد الله علي مسار” البرلمان خلال الأيام الماضية من خلال مداخلات اتهم فيها بعض المؤسسات بوجود شبهة فساد، الأمر الذي نفته بعض الجهات التي وجه لها الاتهام.. فيما طالب القائمون على أمر مصنع سكر (مشكور)، كما كان الحال بالنسبة لوالي ولاية الخرطوم الأسبق “عبد الحليم المتعافي”، بتقديم الباشمهندس “مسار” للأدلة ومواجهتهم في حلقة تلفزيونية اعتذر عنها “مسار”.. وقبل أن تهدأ عاصفة الفساد، اتهمت نائبة رئيس البرلمان “عائشة محمد أحمد” رئيس لجنة الصناعة والاستثمار والتجارة “عبد الله مسار” بالعنصرية بعد حديثه عن قضايا تخص الكهرباء بمنطقته.. وكرر رئيس لجنة الإعلام “الطيب مصطفى” هذه التهمة، وهناك حديث تم تداوله إعلامياً مفاده أن الرئيس “البشير” تحدث مع “مسار” بعد اتهامات العنصرية التي وجهت له.
(المجهر) استجمعت ما أثير من قضايا داخل البرلمان، والتقت عضو لجنة الصناعة والاستثمار والتجارة الباشمهندس “عبد الله علي مسار” في حوار طرحت خلاله كل الاتهامات الموجهة له بالعنصرية واتهاماته هو لجهات بالفساد، وأجاب عن الاسئلة بصراحته المعهودة فماذا قال؟؟
{ ما هي الموضوعات التي تشغلك كرئيس لجنة برلمانية؟
_ الموضوعات التي تشغلني هي تصدير أغلب منتوجاتنا خاماً غير مصنعة سواء أكانت حيوانية أو زراعية أو معادن، حتى الذهب يصدر خاماً.. الصناعة تعطي قيمة إضافية للسلعة.
{ حتى يتحقق ذلك ما المطلوب؟
_ نحتاج إلى برنامج وطني يستهدف كل منتوجاتنا حتى يتم تحويلها إلى مواد مصنعة وتصدر للعالم مصنعة. وذلك يتطلب الجودة والمعايير العالمية. ولدينا ميزة في بعض المنتوجات كالصمغ العربي الذي قيمة الطن خام فيه لا تتجاوز الثلاثة آلاف دولار، في حين لو صنع وفقاً للمعايير التي يطلبها المشترون في ألمانيا أو أمريكا يصل الطن إلى (16) ألف دولار.
{ ما المطلوبات الأخرى التى تراها ملحة؟
_ أيضاً مطلوب توزيع الصناعة على السودان، كل صناعة تقام في المنطقة التي تتوفر فيها السلعة. كما يجب أن نزيد من الطاقة والطرق والبنى التحتية التي تساعد في الصناعة، وكذلك تقليل الرسوم والإتاوات على الصناعة مع توفير التمويل للإنتاج والصادر، أيضاً يجب الاهتمام بالعمالة، تدريباً وأجوراً ومزايا أخرى تُعطى للعاملين في الصناعة.. فأنا مشغول بالصناعة والصانع والمصنع والمنتج والسوق الذي يستوعب المصنع.
{ إلى أي مدى تشاركك الجهات ذات الصلة في هذا الهم؟
_ هذا الأمر مطلوب فيه تعاون الكل والعمل الجامع لكل الجهات التي تقوم بها وعليها ومن أجلها الصناعة، كما يجب التخصص وزيادة الإنتاج وخاصة في سلع أساسية كالسكر والقمح والزيوت والصمغ العربي والفاكهة واللحوم ومشتقاتها، والنسيج والأسمنت، وحتى المعادن على رأسها الذهب، وكذلك النفط ومشتقاته كصناعة البتروكيماويات.. إذن شاغلي أن أرى السودان دولة صناعية عملياً وليس شعارات.
{ هناك عدد من المصانع المتوقفة لماذا لم تتم زيارات من قبل البرلمان لهذه المصانع.. وهل لديكم خطة لإعادة تشغيلها؟
_ كونَّا لجنة برئاسة الأخ “أوشام” نائب رئيس اللجنة للوقوف على المصانع وحالها، العامل منها والمتوقف، بعد الحصر ومعرفة الأسباب سننظر في العلاج بالعمل مع وزارة الصناعة والجهات ذات الصِّلة كالبنوك للتمويل وكالكهرباء والرسوم ووزارة التجارة والخارجية لفتح الأسواق والصادر والمواصفات والجودة، حتى عرض السلع.. لاستخراج روشتة العلاج لابد من تشخيص المرض، وستُحدد الخطوات بعد أن تكمل اللجنة دورها وتقريرها.
{ أثرت مؤخراً تهمة فساد في بعض المصانع قلت إن لجنتكم ستتقصى في هذا الموضوع.. ما هي الخطوات التي بدأتموها حتى الآن؟
_ تصلنا معلومات كثيرة حول بعض الصناعات، من بينها صناعة السكر، التي لنا فيها ميزة وقدرة على الاكتفاء منها، وكذلك الصادر إنتاجنا فيها وصل (760) ألف طن وتراجع إلى (600) ألف طن من خلال كنانة ومصانع مؤسسة السكر، وحاجتنا حوالي (1300) طن، وهي مجمل استهلاك البلاد في العام.
{ ما أسباب تعثر بعض المصانع؟
_ هنالك مصانع متعثرة لأسباب مختلفة إدارية ومالية وزراعية وبنى تحتية، ومشاكل مع الأهالي تحتاج إلى معالجات، وهنالك أخرى يدور حولها لغط كثير نحتاج نجليه ونغوص فيه لنحدد ماذا نعمل فيه وشكل المخالفات وكيفية التعامل معها إدارياً أو قضائياً، وعندها سنعرض الأمر على اللجنة ثم المجلس، وبعدها كل الأمر يُحال لجهة الاختصاص لعمل اللازم في المخالفة المعنية.
{ قيل هناك ضغوط تمارس عليكم حتى لا تتكلموا عن فساد المصانع.. من أية جهة تمارس هذه الضغوط؟
_ ليس هنالك جهة تضغط عليّ لإيقاف أي إجراء في أية مخالفة، أنا أعمل وفق القانون ولائحة المجلس، وبعد تقصي الحقائق ليس هنالك شخص كبير على القانون. والمجلس الوطني هو مكان الرقابة والمحاسبة، لذلك لا يوجد أي شخص يتدخل في عمل اللجنة، فقط الأعمال تحتاج إلى الاستوثاق والتقصي وإعمال القانون.
{ قلت إن هناك مجموعات داخل الحكومة وأيادٍ تعمل على إفشال تنفيذ مشاريع تنموية كبيرة ولا تريد التقدم للبلد؟
_ قلت في حديثي داخل البرلمان إن هنالك جهات تعطل بعض المشاريع، وضربت مثلاً بموضوع كهرباء الفولة.. ماذا يعني أن تقوم قيادة الدولة بالشروع في عمل مشروعات كبيرة ككهرباء الفولة أو طريق (النهود- نيالا) أو فروع طريق الإنقاذ الغربي أو مياه بورتسودان أو تحديث مشروع الجزيرة أو الطريق الدائري الذي يربط ولايات كردفان.. وكيف تدفع الدولة (366) مليون دولار على مشروع كهرباء الفولة ويبدأ المشروع منذ 2008 وحتى عام 2018، ثم تباع بعض أجزائه خردة في أم درمان وبورتسودان، وهو حلم سكان سبع ولايات لم تدخل الشبكة القومية إليها وعدد سكانها أكثر من اثني عشر ونصف مليون نسمة. إذن الأمر يدل على وجود فعل فاعل.
{ على خلفية اتهام نائب رئيس البرلمان ممثلة الحزب الاتحادي الديمقراطي لكم بالعنصرية وحديث الرئيس معك.. هل تشعر بأن هناك جهة تستهدفك؟
_ الكلام عن الجهوبة والعنصرية (فزاعات) تستعمل من بعض أصحاب الأغراض ولذلك لا أعره التفاتاً، أنا أعمل داخل مؤسسة لديها قانون ولائحة تنظم عملها والنقاش فيها تنظمه اللائحة ولا يسأل الشخص عما يقوله قانوناً داخل القبة، أي خروج عن اللائحة يوقفه رئيس المجلس، لهذا كل ما يقال من أجل التخويف حتى لا نتحدث عن القضايا الأساسية التي تهم المواطن لا نعيره اهتماماً، وخاصة أهل الريف، أنا جئت من دائرة جغرافية، وصحيح يجب الاهتمام بقضايا السودان كله، لكن الاهتمام بمنطقة تمثيلي أمر مهم.
{ ربما أخذ عليك اهتمامك بقضايا منطقتك في حين توجد نفس المشكلة في مناطق أخرى؟
_ أنا الآن موجود في كل قضايا الوطن وأستعمل اللائحة في كل قضايا الرقابة بالأسئلة والمسائل المستعجلة وطلب البيانات والاستجواب حتى الوصول إلى طرح الثقة وأنا أمارس دوري الرقابي كاملاً حسب لائحة تنظيم أعمال المجلس الوطني، وأي كلام جانبي لا أهتم به أنا عضو برلمان إقليمي منذ عام 1983 أعرف مسؤولياتي كعضو برلمان وسوف أمارس دوري هذا بقوة طوال مدة عضويتي، وإذا خالفت اللائحة فإن رئيس المجلس هو المسؤول، وهو شخص قوي ومقتدر وقادر على حسم أية مخالفة، ومكان احترامي وتقديري.
{ كنت من المقربين للرئيس “البشير”.. هل ما زالت تربطك علاقة قوية به أم تباعدت المسافات مع الزمن؟
_ علاقتي مع السيد رئيس الجمهورية ممتازة، وأكن له كل تقدير واحترام، وأعدّه مكان إجماع وهو مؤهل لدورة قادمة لأنه الضامن للحوار الوطني، ولديه من الحكمة والتجربة ما يؤهله إلى قيادة البلاد بعد رفع الحظر، وكذلك هو رفع شعار إصلاح الدولة وهذا يتطلب تغييراً في السياسات والقوانين والشخوص، خاصة وأن البلاد تمر بأزمات لابد من الخروج منها، كالأزمة الاقتصادية.. لهذا أنا مع الرئيس والآخرين في إصلاح الدولة والأحزاب السياسية والحياة والعمل على تحسين معاش الناس، ولكن لست مع إسقاط الدولة.
{ إلى أي مدى يؤدي البرلمان دوره الرقابي والتشريعي على ضوء وجود حديث عن عدم فعاليته؟
_ البرلمان يؤدي دوره كاملاً وفِي السنوات الماضية كان يتعامل بمرونة في الرقابة لظروف السودان المحيطة به حيث الحصار والحرب الأهلية والتمرد ضد الدولة والصراعات القبلية وغيرها. هذه الأسباب تجعل البرلمان يتعامل مع الجهاز التنفيذي بمرونة. ولكن هذه الأسباب الآن انتفت، انتهى التمرد أو ضعف جداً والحظر الاقتصادي رفع والأمن في طريقه إلى الاستتباب، لهذا ستزيد عمليات الرقابة على الجهاز التنفيذي وعلى الأخوة الوزراء تجويد أعمالهم، وأن يزيدوا من العمل في وزاراتهم.
{ هناك تجاه من بعض النواب لسحب الثقة من رئيس البرلمان.. ما هو موقفكم حال نُفذت الخطوة؟
_ لم أسمع بأن هناك اتجاهاً لسحب الثقة من رئيس المجلس وأعتقد أن بروفيسور “إبراهيم” شخص مقتدر وعادل وكفؤ وديمقراطي وأكثر الناس مشورة، ويقود البرلمان قيادة واعية ويوفر فرصاً كافية للنواب في النقاش داخل وخارج القبة، لذلك لا أؤيد هذا الاتجاه حال وُجِد فعلياً.
{ ما تقيمكم لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.. هل تقود إلى انتخابات حرة ونزيهة؟
_ تنفيذ مخرجات الحوار يحتاج إلى مزيد من العمل، واللجنة التي تديره تحتاج لإضافة آخرين. لابد من بسط الحريات وزيادة العمل الديمقراطي وسيادة حكم القانون.
{ هل ستقبلون بتعديل الدستور لترشيح الرئيس في انتخابات 2020م؟
_ أنا وحزبي وكتلتي البرلمانية مع ترشيح “البشير” للدورة القادمة ولدينا في ذلك أسبابنا، منها أنه هو الضامن للحوار الوطني ومخرجات الحوار الوطني لن يكتمل تنفيذها حتى 2020، لذلك من الأوفق والأفضل أن يمدد لـ”البشير” لدورة قادمة.
{ أصبحتم حزب الرجل الواحد؟
_ الكلام عن أننا حزب الرجل الواحد غير صحيح، نحن الآن كتلة برلمانية بها أربعة أحزاب ونفكر في أن نضم أو ننضم لآخرين في شكل حزب واحد أو في شكل جبهة، والآن في البرلمان نتقارب مع بعض، وهنالك حوار متواصل مع بعضنا البعض ونتوقع حزباً كبيراً حتى 2020، أو جبهة واحدة، وذلك بجمع عدد كبير من الأحزاب، وكذلك مع كتلة أخوتنا المستقلين. ونتوقع تكتلاً كبيراً في المرحلة القادمة.. كل من تتقارب أفكارهم وتوجهاتهم عليهم أن يكونوا في تنظيم سياسي واحد، لهذا نتوقع جسماً سياسياً جديداً في المرحلة القادمة.
{هل لديك كلمة أخيرة أو رسالة تود إرسالها؟
_ أخيراً شكري لك ولصحيفتك (المجهر) وأقول للشعب السوداني الذي صبر كل السنوات السابقات يجب أن يكون دور البرلمان قوياً تجاه هموم وقضايا الناس وخاصة معاش الناس، بجانب الرقابة والمحاسبة القوية للجهاز التنفيذي، وعلى الجهاز التنفيذي أن يضاعف الجهد للخروج بالسودان إلى الأمن والأمان والاستقرار والعيش الكريم.