رأي

عز الكلام

لسه الفينا مشهودة!
ام وضاح
منو قال إن الفيسبوك هو فقط مساحة لتناول المواضيع الفارغة أو ابتذال الكلمات الخادشة أو اللهو غير البرئ المبني على الشائعات السخيفة؟ التي تلوك سيرة الناس وتتدخل في خصوصياتهم منو قال إن الفيسبوك هو وباء العصر الذي أصبح يحشر أنفه في البخصه والما بخصه بدرجة مزعجة تنتهك الأسرار وتقلق مضاجع الناس وهذا الاختراع العجيب الذي هو واحد من عجائب الدنيا التي تفوقت على عجائب الدنيا السبع المعروفة شغل الناس وأصبح وسيلة تواصل وتسويق وإعلان وإعلام، مشكلاً عالماً بحاله مليء بالدهشة والاختلاف والخلاف في الرأي حول هل هو شئ إيجابي أم أنه سلبي؟ أو هل نحن من نشكل إيجابيته أو سلبيته؟ وهل نحن كسودانيين بخصوصية تعنينا في ما يلي أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا قد استفدنا منه ووجهناه بشكل مفيد تبقى هذه كلها أسئلة جديرة بالنقاش والتفسير لكن البعرفه أننا نستطيع أن نجعل هذا الفيسبوك عامراً وضاجاً بالجمال والتواصل وإذكاء روح النخوة والرجولة والمحبة والإنسانية كما حدث أمس الأول في أحد قروبات الفيسبوك المعروفة. واسمه “وصف لي” والقروب انشئ للإجابة على أسئلة أعضائه الذين يسألون عن مكان أو معلومة أو وصف جغرافي لجهة من الجهات، فتتم الإجابة من أعضائه وهو ما يحدث في اليوم مئات المرات وأمس الأول أنزل أحدهم بوست لبدلة عريس، وسأل أن كان أحد يعرف مكاناً يؤجر واحدة تشبهها في الموديل، وأوضح أنه عريس في اليومين القادمين،  ويبدو أنه شاب مكافح، يود إكمال نصف دينه، وفجأة انفجر القروب بالمتداخلين من الشباب وكل واحد يدعو العريس لشراء بدلة كهدية مصطحباً ذلك بعبارات رقيقة من شاكلة دي هدية من أخوك، وتعدى الموضوع حكاية البدلة، لتقدم للشاب المحظوظ عروضاً أخرى يدعوه فيها الكثيرون إلى قبول هدايا بدأت من عرض لسيارة الزفة وهي مزينة، مروراً بالأحذية والعطور وإقامة قدمتها بعض الفنادق له لقضاء شهر العسل، ولفت نظري دخول الفنان “مصطفى البربري” عارضاً بدلة للعريس وإحياء حفل الزفاف في لفتة لا يفعلها إلا فنان برتبة إنسان وود بلد أصيل، لكن أطرف ما جاء في العروض من أحد الأعضاء، حيث ذكر للعريس أنه لا يملك ما يقدمه له سوى مشاركته الفرحة، وقال ليه: والله نجيك العرس (نحته ليك حت لما السيراميك يطلع غبار).
وبصدق أذهلتني هذه المشاعر الجياشة والعاطفة الفياضة والمروءة التي تسع الكون بحاله، وهي ليست سوى مؤشر أننا لازلنا بخير لم تهزمنا عولمة ولم تقضِ على نبلنا ضائقة اقتصادية ولم تفصلنا عن إنسانيتنا عالم افتراضي نتشاركه مع الآخرين في فضاء اسمه الفيسبوك، فالتحية لهؤلاء الشباب الرائعين الذين أكدوا أنه لسه السودان بخيرو وأنهم يستطيعون أن يجعلوا من السوشال ميديا أداة للبناء والجمال والروح الطيبة والخلق العظيم وللعريس ألف مبروك وبيت مال وعيال.. وهنيئاً لك بهؤلاء الإخوان والأصدقاء وهم شباب بطعم الشهد ورائحة الفل والياسمين.
كلمة عزيزة
واضح جداً أن المحاكمات التي تمت أمس لبعض المضاربين في الدولار الذين حولوه من قيمة للتداول إلى سلعة يتداولونها في حد ذاتها، واضح أن هذه المحاكمات لها علاقة مباشرة جداً بانخفاض سعره ووصوله إلى الاتنين وعشرين ونصف، مما يؤكد أن التحكم في سعر الدولار لن يكون إلا بمزيد من الانضباط والضبط وقفل الثغرات التي تجعل هؤلاء هم المتحكمين في البلف يفتحونه ويقفلونه وقتما شاءوا، لذلك نثمن جداً القرارات التي تقطع يد دابر المتلاعبين به، بشرط ألا يستثني القطع حتى من هم في درجة “فاطمة بنت محمد” قرباً من السُلطة أو الحزب أو أصحاب النفوذ، غير ذلك فلن يساوي القرار الحبر الذي كتب به !!
كلمة اعز
القرارات التي تمخض عنها الاجتماع الرئاسي أمس أثلجت صدر الشعب السوداني لأنها قرارات من الوزن الثقيل ستشكل بلا شك تحول ونقطة على نهاية سطر الفوضى وتقلع أنياب مصاصي دماء الشعب السوداني، وغداً ارجع لها بروقان ومزااج .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية