ربع مقال
ضرار..الضر والضرار!
خالد حسن لقمان
.. ابتسامة ساخرة أنهى بها مذيع النشرة الاقتصادية بقناة الجزيرة ما (طرشه) الدكتور “عبد الرحمن ضرار” وزير الدولة بالمالية أمام الملايين من مشاهدي القناة الأوسع انتشاراً في المنطقة العربية برمتها.. كان التقرير عبارة عن رد لما يحدث الآن في سوق الصرف السوداني والاندفاع القوي والمتلاحق للدولار.. قال الوزير (الدكتور) وبلهجة مضطربة ورأس مطأطأ إلى الأرض إن ما يحدث الآن للدولار بالسودان اضطراب طبيعي صعوداً وهبوطاً لأسباب داخلية وأنه يستبعد تحرير أسعار الصرف.. هذا هو ما فتح الله به على هذا الوزير (الضرار).. ما هذا؟.. اضطراب وكلمات مرتجفة وتوصيف ضعيف وتبرير ساذج وغريب للأزمة.. يا هذا أنت تتحدَّث باسم حكومة السودان فكيف لا تعرف كيف تظهر وتطل وتتحدَّث أمام العالم؟.. لماذا لا يخضع مثل هذا المسؤول لكورس يتعلم عبره كيف يتحدَّث للفضائيات.. الإعلام لم يعد مجرَّد كلام في الهواء.. الإعلام علم منهجي وتكنيك دقيق تخرج عبره الرسالة حتى تؤدي ما عليها ومن يخرجها يجب أن يعرف ما يفعل.. بالله عليكم هذا تبرير يقوله وزير الدولة بوزارة ماليتنا.. اضطراب طبيعي صعوداً وهبوطاً؟.. لماذا هذا الصعود والاضطراب يا سيادة الوزير.. ما هي الموضوعيات والمعطيات الاقتصادية لهذا الاضطراب لنقنع بها العالم؟.. أهي حمى الملاريا أم هلوسة التايفويد ؟.. لك الحق أن تبتسم يا مذيع الجزيرة.. بل ولك الحق أن تضحك علينا ما شئت طالما أصبحنا نحن وبكل تاريخنا الرائد نقدِّم مثل هذه (الخامات) في قصورنا الرئاسية وبناياتنا الوزارية.. اللهم أنا لا نسألك رد القضاء ولكنا نسألك اللطف فيه!