رأي

بُعد ومسافة

سَلطنة عُمان خطوة جديدة نحو المستقبل..
مصطفى أبو العزائم

زرت سَلطنة عُمان مرة واحدة، لكنها تركت أثراً عميقاً في نفسي، وأحسب أن ذلك الأثر لن يبارح ذاكرة أي زائر للسلطنة التي تحتفل في الثامن عشر من نوفمبر في كل عام بعيدها الوطني المجيد، وقد احتفلت هذا العام بعيدها السابع والأربعين، بينما يحتفل أشقاؤنا العمانيون في الخرطوم، وعلى رأسهم سعادة الشيخ الدكتور “سليمان بن سعود الجابري” سفير السلطنة لدى جمهورية السودان، مساء اليوم بهذه الذكرى في أحد فنادقها الكبرى، وبلادهم تمضي قدماً بخطى ثابتة في طريق النماء والوحدة والاستقرار.
حق للأشقاء العمانيين أن يعتزوا ويفتخروا بما تحقق في بلادهم من تطور سبق التصورات في ظل حُكم جلالة السلطان “قابوس بن سعيد” الذي كان بحق باني هذه النهضة الحديثة، وهذا ما يلمسه الزائر لسلطنة عمان من أهل البلاد عندما يتحدثون إليك عما كانوا فيه، وأين أصبحوا الآن، فقد بنى السُلطان “قابوس” دولة حديثة ونظيفة، إذ لم أرَ أي وجه شبه بين المدن العمانية وبين بقية المدن في كثير من أقطار الدنيا التي زرتها في مختلف القارات من حيث مستوى النظافة العامة وصحة البيئة، وهو ما يعكس اهتمام قيادة الدولة ممثلة في جلالة السُلطان “قابوس” بتجويد كل الخدمات، حيث تنافس سلطنة عُمان أفضل دول العالم في خدمات الصحة والتعليم العام والعالي والخدمات الاجتماعية، وخدمات الكهرباء والمياه والنقل والاتصالات والموانئ والمطارات، وأسواق العمل التي تفتح أبوابها وتستوعب جهود الرجال والنساء معاً في إطار من القيم العربية والعمانية والعادات والتقاليد السمحة التي شكلت إطاراً خاصاً حتى للحديث والمستحدث منذ فجر النهضة التي قادها جلالة السُلطان “قابوس سعيد” عبر الخطط والبرامج التنموية التي لا غاية لها سوى الإنسان والمجتمع.
سعى السُلطان “قابوس بن سعيد” منذ أن بدأ مسيرة النهضة في بلاده إلى استعادة مكانة عمان العريقة التي عرفت منذ القدم رغم التحديات الصعبة، وأرسى دعائم وحدة وطنية تستوجب أن تحتذي بها بقية الدول، وتعتبر ركيزة أساسية تقوم عليها جهود التنمية في كل المجالات، من خلال قيم العدالة والمواطنة والمساواة وحُكم القانون وتدعيم أركان دولة المؤسسات في إطار الدولة العصرية الحديثة التي يشعر فيها المواطن والمقيم بالأمن والأمان.
زرت سلطنة عُمان قبل ثلاثة أعوام، أدهشتني البرامج الخدمية وشهدت جلسة تاريخية لمجلس عُمان، خاطبها جلالة السُلطان “قابوس” وعرفت سر حُب أهله له وسر نهضة البلاد التي تلتزم حكومتها تماماً بتطبيق خطط التنمية، وهو ما جعلها تحافظ على كفاءة اقتصادها الوطني في ظل أوضاع اقتصادية عالمية، وأخرى خاصة تواجه السلطنة وغيرها من دول العالم المنتجة والمصدرة للنفط، مع انحسار مساهمة النفط والغاز في الناتج المحلي الإجمالي بعد انخفاض أسعار النفط عالمياً منذ منتصف العام 2014م، والذي لا زال مصدراً أساسياً للدخل لكن تطورات الأوضاع الاقتصادية أوجدت بيئة جديدة لمواجهة ذلك من خلال برامج وسياسات أتت أكلها مثل تخفيض المصروفات الحكومية مع استكمال مشاريع البنى التحتية واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على كفاءة الاقتصاد الوطني واستقراره وتعزيز السيولة المحلية، مع تحقيق التنوع الاقتصادي والاعتماد على ما أسمته الحكومة هناك القطاعات الواعدة الخمسة، وهي الصناعات التحويلية واللوجستيات والسياحة والتعدين والثروة السمكية، إضافة إلى تقليل اعتماد الشركات الحكومية في مشاريعها على التمويل الحكومي والتوجه نحو الأسواق المحلية والعالمية لتمويل المشروعات الاستثمارية.
هنيئاً لسلطنة عُمان بقائدها ومفجر نهضتها جلالة السُلطان “قابوس” وهنيئاً لها بشعبها القيم على المبادئ والأكثر حرصاً على تنمية بلاده وحمايتها والذود عنها، ونقول لهم جميعاً.. كل عام وأنتم بخير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية