مجرد سؤال
(الموسم الشتوي (على الأبواب
رقية أبو شوك
سلعة القمح تعتبر من السلع الإستراتيجية التي يكلف استيرادها الكثير من العُملات الأجنبية ولأنها سلعة مهمة فقد أولاها البرنامج الخماسي أهمية كبيرة وكما هو معروف فإن القمح يعتبر الغذاء الرئيسي لمعظم أهل السودان، ومن هذا المنطلق تأتي أهميته التي نتمنى أن تزداد بالاهتمام به وتوفير التمويل اللازم لزراعته والتوسع في مساحاته حتى نقلل الفجوة ما بين الاستهلاك والاستيراد.
إذاً نحن مقبلون على العروة الشتوية والتي عمادها كما هو معروف القمح.. لابد من وضع خطة متكاملة للتمويل والأسعار التشجيعية حتى نحفز المنتجين على زراعته.. فزيادة الإنتاج والإنتاجية التي نتحدث عنها لابد أن تبدأ من الآن ونعلنها عبر التوسع في زراعة محصول القمح والتوسع في زراعته بولايتي الشمالية ونهر النيل باعتبارهما من الولايات ذات المناخ والطقس البارد والذي يشكل بيئة آمنة لاحتضان زراعته، وذلك بالرغم أن هنالك أصنافاً تم استنباطها لملائمة اجواء الشتاء المتغلب في السودان، بالإضافة إلى تغير المناخ والذي تأثرت به الزراعة وكذلك الثروة الحيوانية.
ففي رأيي أن المنتدى التفاكري الذي نظمه المجلس الزراعي بقاعة الشارقة بالخرطوم والتي جاء تحت عنوان: (الوضع الراهن لإنتاج القمح وفرص التوسع فيه) يأتي من الأهمية بمكان لكونه يضع مؤشرات العلاج لسلعة تعتبر مهمة جداً في ظل تدني الإنتاجية فيها بالرغم من المقومات الزراعية الكبيرة التي يتمتع بها السودان،
نعم نمتلك إمكانيات زراعية هائلة ولكن ينقصنا التمويل الكافي للزراعة.. الآن هذا النقص في التمويل أصبح متاحاً. حيث يصبح بالإمكان فتح مجال الاستثمار الزراعي لشركات مقتدرة ولديها الخبرة في هذا المجال ولابد من الاستفادة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية، وأن ندعو كبرى الشركات للاستثمار في مجال الزراعة خاصة القمح وأن يتم إنشاء مزارع نموذجية خاصة إذا علمنا بأن من أولويات وزارة الاستثمار حالياً هو الاتجاه للاستثمار الزراعي وتحقيق مبادرة رئيس الجمهورية في توفير الأمن الغذائي. هذه المبادرة كانت ومازالت قد وجدت ترحيباً كبيراً من كل الدول باعتبار أن السودان يمتلك كل المقومات التي تؤهله لذلك.
المتحدثون في الندوة أمنوا جميعاً على ضرورة إعلان سياسات واضحة وداعمة لزراعة محصول القمح وتوفير التمويل اللازم له وتوفير التقاوى المحسنة وتبنى الحزم التقنية مع استخدام وسائل الري الحديثة واستكمال كهربة المشاريع الزراعية.. نعم كل هذه الأشياء مهمة جداً وذلك إذا أردنا أن نحقق الاكتفاء الذاتي من هذه السلعة المهمة. فكهربة المشاريع الزراعية بولايتي نهر النيل والشمالية مهمة للغاية لأنها تؤدي إلى تقليل تكلفة الإنتاج وعندما نقلل من تكلفة الإنتاج سنؤدي إلى كسر حاجز تدني الإنتاجية.. أيضا لابد من تبني الحزم التقنية والتي تتمثل في زراعة المحصول في وقته وتوفير كافة متطلباته قبل الشروع في زراعته وأهم ذلك المياه. فمشروع الجزيرة العملاق آن له أن يستفيد من قرار رفع الحظر وهو من ضمن المؤسسات والشركات التي أعلن عنها بأنها قد رفع عنها الحظر، فعليها الاستفادة والبدء في استيراد طلمبات ذات كفاءة عالية واستبدالها طلمباتها وآلياتها التي أكل الدهر عليها وشرب.
شكراً لمجلس الوزراء والذي أكد وزير دولته “عثمان أحمد” وهو يخاطب المنتدى مساعي الدولة بالتنسيق مع المجلس الزراعي في أحداث نقلة تطويرية ورفع قدرات العاملين بالقطاع، فالتنسيق مهم لإحداث النقلة النوعية وأن يكون المجلس المرجعية المهنية لأجهزة الدولة في القضايا الزراعية أو كما قالت رئيسة المجلس الزراعي بروفيسور “انتصار”، فالعمل المهني من شأنه أن يؤدي إلى الارتقاء بالمهنة.
ولكن وقبل هذا لابد أن نوفر للموسم الشتوي كل مقوماته.