صيدلاني :ـ ارتفاع أسعار الأدوية يضاعف من ألم المرض
ارتفاع أسعار الأدوية بنسبة تجاوزت الـ(40)%
تقرير ـ نجدة بشارة
ادى الارتفاع المفاجئ لأسعار الدولار إلى زيادات كبيرة لأسعار الأدوية لاسيما (أدوية الأمراض المزمنة) وكشفت جولة (للمجهر) بعدد من صيدليات العاصمة عن ارتفاع ملحوظ لأسعار الأدوية، وحسب صيادلة فإن هنالك أسرة تضطر لشراء جزء من كمية الدواء الموصى بها من قبل الطبيب مقدار ما تحمله من مال فيما تترك الباقي، وأكدوا أن ذلك قد يفاقم من المرض ويتحول إلى انتكاسة أقوى وقد يعرض حياتهم للمخاطر، وقال صيدلي إن ما بين عشرة أشخاص يدخلون الصيدلية للشراء هنالك أربعة لا يملكون سعر الدواء المطلوب.
وعزا متخصصون الارتفاع نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه الذي وصل حتى أمس الأول لـ25، وقالوا إن قطاع الدواء يتأثر كثيراً في السودان بتقلبات سعر النقد الأجنبي في السوق الموازية لارتباط العاملين بسوق الدواء بعمليات استيراد تحكمها أسعار الدولار بالسوق الموازي.
ويستورد السودان سنوياً أدوية تتجاوز قيمتها (200) مليون دولار، وفق إحصاءات صادرة من المجلس القومي للأدوية والسموم الحكومي، بينما تغطي الصناعة المحلية (40)% فقط ويبلغ عدد المصانع العاملة في صناعة الأدوية نحو (27) مصنعاً، تُنتج نحو (232) صنفاً، من بينها أدوية الضغط والسكري والأزمات القلبية والمضادات الحيوية بأنواعها ومخفضات الحرارة، وأدوية الملاريا.
وطالت الزيادة الجديدة الأدوية والعلاجات المنقذة للحياة، إلى جانب أدوية السكر والضغط وأمراض القلب والشرايين وغيرها من الأدوية.
تقول الصيدلانية “تسابيح علي عبد الله”، أم درمان إن الارتفاع المتواصل للدولار خلال الأشهر الأخيرة، أدى إلى ارتفاع أسعار الدواء بنسبة كبيرة، حيث تراوحت الزيادة ما بين (30 إلى 40)% عن الأسعار السابقة، وأكدت أن هنالك ارتفاعاً ملحوظاً لأسعار الأدوية المزمنة كالضغط، السكري، فيما كشفت عن انعدام بعض الأدوية كبخاخ الربو نهائياً.
وقالت إن معظم شركات الأدوية المستوردة زادت الأسعار فيما استقرت أسعار الأدوية المصنعة محلياً، وقالت إن هنالك شركات أوقفت التوزيع حالياً حتى تتبين استقرار أسعار الدولار.
وقال مواطن بالرغم من أن المرض يفاجئ البعض منا، كما يفاجئنا الموت في أي وقت ولحظة، فكلاهما من عند الله وحده، إلا أنه لم يعد هناك مال لدينا لعلاج المرض، فالميزانية لم تعد تتحمل أو تسمح لنا بأي مرض، حتى ولو كان مرضاً بسيطاً، كالالتهابات مثلاً، وما أكثره عند أطفالنا، فإذا مرضنا وكان المرض في بدايته نهمله حتى نفاجأ بأنه تدهورت حالته نسبة لارتفاع سعر العلاج
ومع ذلك تزداد المعاناة كل يوم مع الارتفاع ويبدو أن الدولة أصبحت عاجزة عن الحلول.