فوق رأي
شعر ملوّن
هناء إبراهيم
(1)
إذا هجرتَ فمن لي ومن يجمّل كلّي
ومن لروحي وراحي يا أكثري وأقلّي
أَحبكَ البعض منّي فقد ذهبت بكلّي
يا كلّ كلّي فكنْ لي إن لم تكن لي فمن لي
يا كل كلّي وأهلي عندي انقطاعي وذلّي
ما لي سوي الروح خذها والروح جهد المقلِ
(2)
إذا ذَكرتُكَ كادَ الشوقُ يُتلفُني
وغفلتي عنكَ أَحزانٌ وأوجاعُ
وصارَ كلّي قُلوباً فيكَ واعيةً
للسقمِ فيها وللآلام إسراعُ
فإن نطقتُ فكُلّي فيكَ ألسنةٌ
وإن سمعتُ فكلي فيك أسماعُ
(3)
أنا من أَهوى ومن أَهوى أنا نحنُ روحانِ حَللَنا بَدَنا
نحنُ مُذ كُنا على عهد الهوى تُضربُ الأمثالُ للناس بِنا
فإذا أبصرتني أَبصرتَهُ
وإذا ابصرتهُ أَبصرتنا
أيُّها السائلُ عن قصتنا لو ترانا لم تُفرق بيننا
روحُهُ روحي وروحي روحُهُ
من رَأى روحينِ حَلَّت بَدَنا
(4)
وَجَدْتُ الحبَّ نِيراناً تَلَظَّى
قُلوبُ العاشقين لها وَقودُ
فلو كانت إذا احترقت تفانت
ولكن كلما احترقت تعودُ
(5)
فاليومَ أبكي على ما فاتني أسفاً
وهلْ يُفيدُ بُكائي حينَ أبكيهِ
وا حسرتاهُ لعُمرٍ ضاع أكثرهُ
والويلُ إنْ كان باقيه كماضيِه
(6)
وأنزه اسمك أن تمر حروفهُ
من غيرتي بمسامع الجلاسِ
فأقول بعض الناس عنك كنايةً
خوفَ الوشاةِ وأنتَ كل الناسِ