مسامرات
ست البيت
محمد إبراهيم الحاج
نقاش أظنه كان مثمراً جمعني بأحد الأصدقاء عن (تمدد) الجنس الناعم في معظم مناحي الحياة السودانية، مثل سيطرتهن على وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وولوجهن إلى عصب الحياة السودانية وتقلدهن مناصب في الطب والقانون والهندسة والتمريض، بعد أن كن بمثابة (ظل) للرجل واكتفائهن بالقيام بدور (نائب الفاعل) خلال الحقب الماضية.
بدأ النقاش بفذلكة تاريخية عن اقتحام المرأة للمشهد الغنائي بالبلاد ومعاناة رواد الغناء النسائي في تثبيت تجاربهن بعد أن كان المجتمع يرمقهن بريبة (تجرم) كل خروج لا يوافق تفكير المجتمع وقتئذٍ، بيد أن من بيدها الفعل ومن تتكئ على (الموهبة) استطعن أن يكسرن الجدار الصلد الذي تم حبسهن فيه.
ورغم أن المرأة نفضت عنها عباءة ما كان مصطلحاً على تعريفه لمن تخرج للعمل العام بأن (عينها قوية)، وهي صنف يتردد الرجال كثيراً بالارتباط به في المجتمعات القديمة، إلا أن المرأة لا تزال تعاني كثيراً عبر المؤسسات العامة وفي الطرقات، وتطلق شكوى (مكتومة) لا يصل صداها إلى أبعد من المجتمع الذي يحيط بها.. صرخات لا يتردد صداها إلا بالمقدار الذي يسمع فيه صوت المرأة ضعيفاً و(مخنوقاً).
* كثير من الشعراء والمبدعين لفتوا إلى الدور الكبير والمهم الذي تقوم به المرأة في المجتمع كان أكثرهم إبرازاً لدورها المجتمعي المهم شاعر الشعب “محجوب محمد شريف” الذي لا ينكر انحيازه القوي والمباشر لها في أشعاره منذ (عشة كلمينا ميري حدثينا) و(مريم محمود) و(يا والدة يا مريم) و(مريم ومي) وانتهاءً بـ(نقطة ضوء) و(تبتب) وآخرها (ست البيت) التي يشرح فيها بكلمات بسيطة دور المرأة بقوله:
ممرضة سسترة ودكتورة
توب السهرة ناصع بين الضاير نور
مدرسة حيث مدرستك حنانك سور
كراريس الصبا الباكر
تذاكر نحو بكرة مرور
سلاما عمتي الفراشة المقشاشة جنبك كم بشوفا زهور
بت الشدة والوردية والمكنة التي ليلها ونهارا تدور
تحت الشمس في الحواشة بين الحبة والزرزور
كلك جنبك الكمبيوتر تكية صبح الشاشة يأخذ من عيونك نور
بين الكادحين وغلابة والعزابة ست الكسرة
أحب القرقريبة
القرقريبة قريبة