القطب الاتحادي "تاج السر محمد صالح" لـ (المجهر) (2-2)
{ أنت جزء من مدرسة سياسية مأزومة؟
– وأنت تصل لنتائج غريبة جداً..!
{ هل يكفي هذا رداً على السؤال السابق؟
– أنا ضد مدرسة السياسة التي تقوم على المزايدة والشعارات ورفع الأصوات، هذه مدرسة قد ولى زمانها، وحال البلد تحتاج لإدارة عاقلة.
{ أين يوجد القطب الشريف “حسين الهندي” في قلب “تاج السر محمد صالح”؟
– حقاً وصدقاً، لقد لعب دوره الكبير في بريق الحركة الاتحادية، ومن سوء الأدب أن نقيّم نحن قيادات أكبر منا سناً وأعظم شأناً.
{ أيهما تضعه أولاً في بريق الحركة الاتحادية.. الشريف “حسين” أم “مولانا الميرغني”؟
– الشريف “حسين” و”مولانا” مختلفان جداً، والمقارنة بينهما صعبة جداً.
{ ربما ما نطلبه فقط على سبيل التحليل والنظر؟
– أنا لم أعايش الشريف “حسين” كما عشت مع “مولانا الميرغني”.
{ طيب.. كيف تقارن بين أداء “الأزهري” وأداء “الميرغني” (في بريق الحركة الاتحادية)؟
– دا سؤال ما علمي، لأنه كل إنسان نقيسه بتاريخه الزمني، فلا “الأزهري” عاش مرحلة “الميرغني” ولا العكس حصل.
{ مجرد ملاحظة حول الموضوع تفيد ولا تضر؟
– ما أعيه جيداً أن الاحترام بينهما كان يجلل أعمالهما المشتركة.
{ (بهذا الجو من الخصوصيات) علق حسين خوجلي على صورة لقاء بين “الصادق” و”الميرغني” وبينهما (تربيزة فاضية) وكان تعليقه (مع العلم أن الضيافة كانت في بيت المراغنة)؟
– ما حضرتني مثل هذه الإجابة، ولكني أعرف مدرسة الأخ “حسين خوجلي”.
{ كيف يبدو مستقبل الاتحادي الديمقراطي؟
– أيوه.. اليوم ما زي أمس، وأمام الاتحادي أن يحدّث وسائله ويصيغ أفكاره ويعيد صياغة برامجه وفقاً لعلم اليوم وليس (من الأمس)، وإلا عانى السودان من فراغ منطقة الوسط، وقد يؤدي لاستقطاب حاد لا تُحمد عقباه.
{ الخلفاء مسيطرون على الحزب وقريبون من (أذن مولانا)؟
– أي زعيم في الدنيا له زمن محدود جداً، لا يتسع لكل الأجندة لمقابلة الناس، والخلفاء ينظمون هذا الموضوع على هذا الأساس.
{ الخلفاء مكانهم الطريقة لا الحزب أو رئيسه؟
– دا ظلم للخلفاء، ومن يقول به لا يكون إلا شخصاً موتوراً.
{ هل تتنسم الربيع السوداني سياسياً (إن جاز التعبير)؟
– الربيع السوداني استلاب حاصل للذين يكتبون حديثاً في الشأن السياسي السوداني، لأن السودان عرف الثورات والانتفاضات منذ عقود مضت.
{ بدون مقارنة.. هل الربيع السوداني قادم على الطريقة العربية الحالية؟
– لو توفرت شروط أي تغيير فلن تكون بمواصفات موضة الربيع، وأية مقارنة للحالة السودانية بما يحصل في دول الجوار فهو ظلم للتجربة السياسية السودانية.
{ كيف تبدو الإنقاذ الحالية من ترسيخ التجربة الديمقراطية؟
– الأمر ليس الآن بيد الإنقاذ، فعلى الجميع أن يعمل لفرض حالة ديمقراطية مسؤولة.
{ ماذا تقصد بالجميع في الجملة السابقة؟
– نحن وكل المعارضة، هذا ما ظللنا نعمل له، وقد نجحنا في الكثير فإنقاذ اليوم ليست هي إنقاذ (89).
{ ما الذي تغير في مجال تداول السلطة سلمياً؟
– أترك لك الإجابة.
{ هل تستطيع المعارضة أن تحدّث ضغطاً على النظام الحالي؟
– المعارضة (عاوزة جكة)، وقوانين التغيير غير محكومة بحال الأحزاب، ولنا في كتاب الله مرجعية، قال تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ..).
{ وفي حالة النزع ما الذي يحصل؟
– في حالة النزع، فإن الأمر ليس رهيناً بأحد ولا قوة لأحد، بل لله القادر والفعال.
{ ما رأيك في التظاهرات الأخيرة؟
– مصنوعة.
{ كيف (بالله عليك)؟
– أرجو أن لا تحرم القارئ من الخيال والتفكير.
{ كيف تقرأ علاقات السودان الخارجية حالياً؟
– علاقات السودان الخارجية (كلها) تحتاج لمراجعة، يستصحب فيها المصلحة الوطنية والابتعاد عن العنتريات.
{ ما هي كيفيات الحكم المناسبة لإدارة السودان البلد الكبير والواسع؟
– أنسب حكم هو الوسطي الذي يراعي التباين الإثني الجغرافي بعيداً عن تبني الشعارات المعلبة.
{ كأن الأمر (تنظير في تنظير)؟
– دونك الإنقاذ.. كيف بدأت متشددة في 30 يونيو، وعادت الآن على طريق التصالح مع الواقع.
{ هل تقصد أن الإنقاذ تنازلت عن مشروعها الحضاري؟
– دائما يفشل كل من اليمين واليسار إذا حاول إعادة صياغتنا، وحسب المزاج السوداني فلن تؤثر لا الحركة الإسلامية ولا غيرها، لأننا أبداً أوفياء لسجيتنا الأصيلة.
{ هل القضاء المستقل عن الأوضاع السياسية تطوّر في العدالة؟
– لنا في رسول “صلى الله عليه وسلم” أسوة في قصة تأبير النخلة.
{ هل يستطيع مؤتمر الاتحاديين القادم أن يأتي برئيس جديد للحزب؟
– لا استطيع الإجابة عن هذا السؤال.
{ وإشراف “مولانا” على التجهيز لإقامة المؤتمر العام؟
– هناك لجنة تحضيرية تؤدي عملها التنظيمي بدقة وأمانة.
{ ولكن “مولانا” يؤثر.. أليس كذلك؟
– (دا افتراض)… افتراضك أنت لا يكفي.
{ الافتراض العام أن الساحة الاتحادية محتاجة لقيادة جديدة (ليس افتراضي أنا)؟
– نجيب قيادة جديدة في حالة الفشل أو العجز أو الموت، مافي ما يمنع، ودا ما حصل.. في ما العجلة؟
{ أنت مهندس المشاركة في السلطة.. كيف تقيّم الوضع الحالي للمشاركة؟
– نحن حزب سوداني مسجل وفقاً لقانون مسجل الأحزاب، ومن أهدافنا المشاركة في السلطة جزئياً أو الانفراد بها كلياً.
{ (سؤالي المحدد).. ما هي محصلة المشاركة في الحكومة الحالية؟
– النتائج المرجوة لا تُقاس بهذه السرعة، وهذا مسار طويل، الحكم عليه بعمر الأمم لا بعمر البشر.
{ قلت سابقا إن حصاد ما تزرعونه خارج حِسبة العمر؟
– أنا أقطع بأن نتائج هذا الاجتهاد لن أحصده، ولن يمهلنا العمر (أنا شخصيا لن يمهلني العمر).
{ الرئيس “البشير”؟
– ود بلد.
{ بهذه المناسبة أي السيناريوهات في دول الربيع العربي أقرب للسودان (صورة وصوت)؟
– لن تتكرر أي من السيناريوهات في السودان (قولوا معانا إن شاء الله).
{ ماذا نقول لطلاب التغيير (نقفل قوس) وخلاص؟
– كلنا في مرحلة تربص.
{ إذن.. ما الفرق بين التظاهرات المصنوعة والأخرى العفوية؟
– المصنوعة إنت عارفها كويس، واقصد أن الشعب السوداني لن يخرج عفوياً، بل نتيجة تراكمات وضغوطات.
{ زدنا فيك الجرعة الثورية وأنت من ذلك الجيل؟
– سينفجر هذا الشعب لحظة الإحساس إذا وصلت التراكمات حدّ المساس بفطرته.
{ أنت من تلك النخبة التي أدمنت العمل السياسي في مربع مغلق؟
– نحن قصّرنا في حق الشعب السوداني.
{ العلاقات المتميزة بين الاتحاديين والجنوب ضاعت سدى ولم يُستفد منها لمنع الانفصال؟
– قد يكون الاتحادي الديمقراطي أنسب التنظيمات لإعادة لحمة العلاقة بين الشمال والجنوب.
{ ولكن…؟!
– ليست لدينا سلطة ومجال للتحرك والمعالجة.
{ وكان دوركم ضعيفاً في مؤتمر جوبا؟
– كنا قارئين جيدين لمحركات مؤتمر جوبا ودوافعه وأهدافه، وكنا نعلم أنها أجندة مفارقة لمصلحة السودان.
{ نجح حزب الأمة وقدم أطروحة عاقلة (المؤتمر الدستوري)؟
– لست مؤهلاً للحكم على أطروحة الآخرين.
{ الاتحاديون حيارى بسبب الانشقاقات وغيرها من الابتلاءات؟
– أقول لكل الاتحاديين.. صبراً آل ياسر فإن موعدكم (الوحدة).
{ إنت أول من شهد اللحظات الأولى لميلاد اتفاق القاهرة؟
– نعم، وبدأ بلقاء بالمدينة المنورة بين “مولانا الميرغني” و”علي عثمان” في منزل الأول، وحضره “أحمد سعد” وشخصي و”شيلا”.
{ كيف كانت اللغة المتبادلة بين “مولانا” و”طه” (نائب الرئيس)؟
– كانت لغة تظللها روح المدينة المنورة، وأساسها أن نخاف الله في الوطن والمواطن المغلوب.
{ وماذا يُستفاد من هذه اللغة؟
– القدرة على التجاوز.
{ ولكن اتفاق القاهرة فشل ومات؟
– مين قال كدا؟.. التاريخ دائماً هناك من يشوهه.
{ حسابات الواقع.. أين البنود بعد عودة “مولانا”؟
– للأسف دا كلام سطحي.
{ أخبرنا كيف نجح اتفاق القاهرة؟
– أن يصل أي حوار بالتوقيع على اتفاق، فهذا هو النجاح وما حصل كان خلافات في قسمة السلطة.
{ اتفاق القاهرة مات وانتهى والعبرة بالنتائج؟
– نحن لا نفكر في قضايا البلد بهذا الشكل، والمشاركة في السلطة ليست المحطة الأخيرة، هناك بلد وأمن البلد.
{ ذكرت أن التجمع رأى أن نصيبه في اقتسام السلطة لا يتناسب وحجمه؟
– هكذا قالوا، ولكنه لا يعني لنا الفشل (كدا بنشطب كل المسألة).
{ سؤالنا القادم يحتاج إلى شجاعة من حضرتك.. من هو خليفة “مولانا” لرئاسة الحزب؟
– (دي عاوزة حماقة وليس شجاعة).. المهم أن خليفة “الميرغني” يحدده المؤتمر العام.
{ نعرف أنها إجابة دبلوماسية؟
– كل ينفق مما عنده في جرابه.
{ أنت بخيل في إعطاء المعلومات للصحافة؟
– (أنا يدي في الحلة) وحساب الحقل يختلف عن حساب البيدر.
{ “مولانا” راجع متين؟
– (No One can tell).
{ هناك من انتقد تعيين السيد “محمد جعفر” مساعداً للرئيس في حضرة كبار رجالات الاتحادي؟
– المشاركة بـ (ود الميرغني) تخدم رمزية الاتحاديين (زي الماركة التجارية) تعطي قيمة.