البوابة الإلكترونية لتسجيل الأدوية.. هل تنهي العشوائية في اتخاذ القرار؟
تقرير – فاطمة عوض
على الرغم من تعهدات الحكومة بمواصلة دعمها للقطاع الصحي لتسهيل تقديم الخدمات الصحية للمواطنين في جميع أنحاء البلاد، إلا أن بعض الشركات ومصانع الأدوية كانت تواجهها عقبات في تسجيل منتجاتها، غير أن خطوة تدشين البوابة الإلكترونية للمجلس القومي للأدوية والسموم تتيح للشركات والمؤسسات والمصانع العاملة في المجال الدوائي بالبلاد التسجيل والشراء إلكترونياً لتكتمل الحلقة المفقودة في القطاع الصحي وكسب الوقت وعدم الاستعجال في اتخاذ القرار ومحاربة العشوائية في اتخاذ القرارات.
حرصت رئاسة الجمهورية ممثلة في مساعد رئيس الجمهورية “عبد الرحمن الصادق المهدي” ووزير الصحة الاتحادي “بحر إدريس أبو قردة”، بجانب أعضاء المجلس الوطني وعدد كبير من شركات ومصانع الأدوية، الذين احتشدوا بفندق “السلام روتانا”، حرصوا على حضور تدشين البوابة الإلكترونية بالبلاد، وأشاد مساعد رئيس الجمهورية “عبد الرحمن الصادق المهدي” بخطوة مجلس الأدوية والسموم في الاتجاه لتكملة إجراءات تسجيل وشراء الأدوية إلكترونياً، ولفت إلى أرشفة أكثر من (8231) ملفاً متعلق بالأدوية والمستلزمات الطبية خلال الشهرين الماضيين، مما يعني أن موضوع الأرشفة سيساهم في كسب الوقت وعدم الاستعجال في اتخاذ القرار ومحاربة العشوائية في اتخاذ القرارات، فضلاً عن المساهمة في تجويد الأداء وسرعة تقديم الخدمات للعملاء. وتابع حديثه قائلاً: (يجب أن نرسل رسالة شكر لمجلس الأدوية والسموم لأنه دشن بوابتين لتقديم الخدمات الإلكترونية في آن واحد، ولكن بوابة الخدمات الإلكترونية للمجلس الخاصة بالاستيراد والأدوية المخدرة هي المهمة وتستحق الوقوف عليها وتكريم من أتقنوا تنفيذ هذا البرنامج، خاصة وأن العالم في تطور مستمر ولن ينتظر أحداً)، مؤكداً أن الخدمات الإلكترونية تقلل من عشوائية اتخاذ القرارات فضلاً عن ضبط الأرشفة، وأشار إلى أن البوابة الإلكترونية للمجلس تأتي تماشياً مع الخطة الإستراتيجية التي تسعى الدولة لتطبيقها عبر الحكومة الإلكترونية.
{ جهود كبيرة يحتاجها الدواء بالبلاد
قال وزير الصحة الاتحادية “بحر إدريس أبو قردة” إن (15%) من الأدوية في العالم مغشوشة، وإن (75%) من تلك الأدوية تأتي لدول العالم الثالث، مؤكداً أن أمر الدواء في السودان يحتاج لجهد كبير لكبر مساحة السودان، ونفى وجود الإشكالات في المؤسسات الصحية بعد تدشين البوابة الإلكترونية للمجلس القومي للأدوية والسموم، وكشف عن السعي في تخصيص مقر دائم للمجلس فضلاً عن نشر فروع للمجلس في ولايات السودان المختلفة، معتبراً وزارة الصحة الاتحادية الأولى بين الوزارات في مجال تطبيق النظام الإلكتروني في تقديم خدماتها للعملاء والمواطنين، وجدد وقوف رئاسة الجمهورية مع دعم المؤسسات الصحية وتذليل العقبات التي تواجهها، وانتقد ما تناولته وسائل الإعلام عن جشع الصيادلة قائلاً: (لقد أسيئ فهم كلامي لأنني لم أصف قطاعاً معيناً بالجشع).
{ تسجيل أصناف جديدة للأدوية
كشف الأمين العام للصندوق القومي للأدوية والسموم “زين العابدين عباس الفحل” عن تسجيل (660) صنفاً من الدواء خلال الفترة الماضية مقارنة بالسنة الماضية التي سجل فيها صنفاً واحداً فقط، مؤكداً تحديث اللوائح المنظمة للعمل الدوائي بالبلاد وإجازة موجهات التصنيع التعاقدي الذي ساعد في زيادة السعة الإنتاجية للمصانع الدوائية، ونوه إلى أن البوابة الإلكترونية ستساعد في الكشف عن الأدوية المغشوشة، فضلاً عن تسريع الإجراءات حيث يتم في اليوم أكثر من (200) معاملة، كاشفاً في ذات الوقت عن شروع الشركات والمصانع العاملة في الحقل الدوائي بتطبيق النظام الإلكتروني.
{ (100) مليون دولار لتدشين البوابة الإلكترونية
أكد “وليد حمد محمد” أن إجراءات العملاء كانت تتم عبر شهور وأيام طوال، بيد أنه كشف عن سعي المجلس القومى للأدوية والسموم لحل هذه المشكلة فكانت البداية منذ العام 1999 بتصميم نظام التسجيل الإلكتروني قبل أن يأتي عام 2002 وتتم إضافة الاستيراد الإلكتروني، ليأتي عام 2017 ويتم تدشين الأرشفة الإلكترونية، وقال إن حل معضلة أرشفة الملفات تم عبر شراء برنامج بتكلفة (100) مليون دولار، بيد أنه أشار إلى أن المهندسين السودانيين برعوا في تصميم هذا البرنامج الذي يقوم على مسح جميع الملفات الموجودة وحفظها (pdf) مما يعني التأمين ضد التلف وسرية البيانات وتقليل الجهد والزمن، وأكد أن تسجيل المصانع إلكترونياً مفتوح من اليوم على أن تتم بقية خطوات البوابة الإلكترونية مطلع الشهر القادم، وأشار إلى أن تحديات البرنامج تكمن في مدى التزام الشركات والمصانع الدوائية بإرسال ملفاتها بالشكل المتفق عليه.
وشهد حفل التدشين تكريم المهندسين “عبد الغفار حامد” و”آمنة بنت وهب” اللذين صمما برنامج الخدمات الإلكترونية وبوابة الاستيراد والأرشفة الإلكترونية.