رأي

بكل الوضوح

 (عايزين الخرطوم تبقى زي أبو ظبي)!!
عامر الباشاب 

{ (أبغي أبو ظبي تصير مثل الخرطوم) عبارة شهيرة لحكيم العرب الراحل سمو الشيخ “زايد آل نهيان” مؤسس دولة الإمارات العربية،  قالها في بداية السبعينيات أثناء حديثه مع رمز الخدمة المدنية السوداني السيد “كمال حمزة”، وهو يتسلم مهامه كأول رئيس أو أول مدير لبلدية أبو ظبي.
{ ويذكر أن الإنجليز وقتها نصحوا الشيخ “زايد” بالاستفادة من الخبرات السودانية، والاستعانة بهم في الطفرة التنموية التي أرادها لبلاده.. كان هذا عندما كانت الخرطوم زينة العواصم العربية والأفريقية وأكثرها رقياً وتحضراً ووسامة وجمالاً وخضرة ونضاراً.
{ وأرشيف الصور (الأبيض والأسود) للعاصمتين يؤكد ذلك الحديث القديم، لكن الواقع الحالي لـ(أبو ظبي) وواقع (الخرطوم) الآن يؤكد أننا بعيدون كل البعد عن الطفرة التنموية التي تشهدها نجمة عواصم الخليج (أبو ظبي)، وهي بشهادة الخبراء الأجانب تشهد الآن طفرة عمرانية لا مثيل لها.
{ وبالطبع لا يمكن لنا بأي حال من الأحوال أن نرد العبارة أو نعكسها لنقول (عايزين الخرطوم تبقى زي أبو ظبي).
{ فهل يحق لنا في ظل العشوائية والفوضى التي تعيشها الخرطوم أن نحلم مجرد حلم أن تصير الخرطوم مثل أبو ظبي.. (أبو ظبي عديل كدة.. أبو ظبي مرة واحدة؟!).
{ (أبو ظبي) التي تشهد ثورة وطفرة عمرانية وتقدماً اقتصادياً مستمراً، ورغم الفخامة المدنية التي تعيشها الآن تشير توقعات المراقبين وخبراء الاقتصاد والتنمية إلى أن (أبو ظبي) بانتظار طفرة جديدة غير مسبوقة خاصة نظامها البلدي الذي يمضي بقوة في تعزيز قيم الحياة ودفع مسيرة التنمية المستدامة والارتقاء بها وفقاً لإستراتيجية حكومة (أبو ظبي) وخططها للعام 2030.. وبسعيها المستمر نحو الارتقاء بالخدمات والتمسك بالمعايير التي تعمل بموجبها البلديات، تحققت لها مكانة متقدمة بين أفضل المدن العالمية.
 { ألا تتفقون معي أيها القراء الأعزاء أنه يبدو مستحيلاً أن نحلم بأن تتشابى الخرطوم مع تلك القمة الحضارية (أبو ظبي)، لأن كل المؤشرات تؤكد أننا صرنا نتقدم إلى الخلف، وليس هناك بوادر أمل تشير إلى أن الخرطوم من الممكن أن تتعافى من الانتكاسة والخراب  لنستطيع حتى القول (إننا نريد الخرطوم أن تصبح مثل بورتسودان أو الأبيض) اللتين سبقتا الخرطوم في الرقي والتحضر، حيث تشهدان الآن طفرة تنموية متسارعة في كل المجالات، ويؤكد ذلك العديد من المشاريع التنموية الطموحة التي تشهدها المدينتان الآن.
} وضوح أخير
{ يا ناس (زيرو حفر) و(زيرو كوش).. أين أنتم من المعايير التي تعمل بموجبها البلديات في الدول المتحضرة لتعزيز قيم الحياة ودفع مسيرة التنمية؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية