"حسبو" يجتمع بحكومة الولاية ويحذِّر (لا كبير على القانون) في جمع السلاح
ولاية سنار تكمل استعداداتها لختام سنار عاصمة للثقافة الإسلامية
الخرطوم ـ سيف جامع
شهدت ولاية سنار ثلاث زيارات لكبار قادة الدولة في أقل من شهر آخرها زيارة نائب رئيس الجمهورية ـ رئيس اللجنة العليا لجمع السلاح، “حسبو محمد عبد الرحمن”، الذي دشَّن خلالها حملة جمع السلاح، ووقف على مشروعات التنمية والمشروعات ضمن برنامج سنار عاصمة للثقافة الإسلامية توطئة لافتتاحها على يد رئيس الجمهورية المشير “البشير” الأسبوع القادم.
وتعتبر ولاية سنار من أكثر الولاية استقراراً، حيث لم تشهد أي اضطرابات أو مواجهات سياسية، كما أن حاضرتها سنجة تبدو هادئة وكأنها مدينة من غير مواطنين، حتى أن الشوارع خالية من المارة سوى طلاب المدارس وحركة سيارات الحكومة، وفي الزيارة التي قام بها نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” واستغرقت ساعات معدودة، اجتمع بمجلس الوزراء ولجنة أمن الولاية، حيث استمع لخطة الولاية لجمع السلاح، من الوالي “الماحي الضو”. وبالرغم من أن ولاية سنار تعتبر من الولايات الأقل تأثراً بالنزاعات وبالتالي ضمن أولويات خطة جمع السلاح، إلا أن نائب الرئيس حرص على أن تكون ضمن محطاته في إطار جولته للوقوف على البرنامج الذي يعد الأول من نوعه تتبناه الدولة بهدف تحقيق الأمن وبسط هيبتها وإطلاق يد القانون. ويقود هذه المهمة بنفسه، حيث تعتبر ولاية سنار المحطة السابعة بعد ولايات دارفور وكردفان والنيل الأبيض.
ويعتبر جمع السلاح تحدياً كبيراً، لكنه رغم ذلك قطع شوطاً كبيراً باستجابة المواطنين له، فيما تمضي خطة الدولة التي وضعتها، تأكيداً لحرصها على إكمال المشروع بإطلاق المرحلة الأولى، التي تقضي بتسليم السلاح طوعاً، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة التفتيش والنزع القسري.
ولدى اجتماعه بمجلس ولاية سنار وجه حكومة سنار والمجلس التشريعي، بقيام حملة واسعة لجمع السلاح خاصة بعد نجاح المرحلة الأولى، التي تمت بصورة طوعية في عدد من ولايات البلاد، مؤكداً على جمع السلاح بدون مقابل أو تعويض. منوِّهاً إلى أن هنالك لجاناً قانونية ومحاكم ناجزة لإصدار الأحكام ضد المخالفين، تتراوح بين الغرامة والسجن المؤبد.
وانتقل بعد ذلك نائب الرئيس إلى المجلس التشريعي، وبحضور كافة الأعضاء من الأحزاب الوطنية وقيادات الإدارة الأهلية، تحدَّث داعياً إلى سن قوانين وتشريعات بهدف مساندة المشروع القومي لجمع السلاح، الذي يشكَّل خطراً ومهدِّداً للأمن القومي، وأشاد “حسبو” بجهود القوى السياسية والحركات المسلحة التي انخرطت في الحوار الوطني، الذي تريده الدولة أن يكون منهجاً وسلوكاً وثقافة تسعى وسط المجتمع. وأضاف أن الدولة تعمل على إرساء قيم العدالة وإتاحة وسائل تحقيق العدل لكل المواطنين، وأن المشروع القومي لجمع السلاح وجد قبولاً وتجاوباً كبيراً من المواطنين، وتابع مؤكداً أن جمع السلاح لن يستثنى أحداً، حرصاً من الدولة على بسط الأمن والسلام.
ولعل توجيهات نائب الرئيس في هذا الشان تؤكد أن الدولة تضع جمع السلاح من ضمن الأولويات والمهمات الكبرى حيث وضعت له برنامجاً متكاملاً ينتهي منتصف دسيمبر المقبل .وبالفعل قطعت المرحلة الأولى شوطاً مقدَّراً بفضل إصرار القيادة ومتابعة اللجنة العليا برئاسة نائب الرئيس “حسبو محمد عبد الرحمن”، الذي قطع في حديثه بسنار “بأن الدولة لن تتهاون في برنامج جمع السلاح، مؤكداً أنه مشروع تبنته رئاسة الجمهورية، وينبغي أن يستمر وأن تستجيب له كافة الأطراف والمواطنين، ودشَّن نائب الرئيس حملة جمع السلاح أمس، بولاية سنار، محذِّراً بأنه لا كبير على القانون، موجهاً الولايات للقيام بكافة الإجراءات اللازمة لتنفيذ جمع السلاح.
ويعتبر جمع السلاح تهيئة للمناخ لبداية مرحلة جديدة في ظل حكومة الوفاق الوطني، وانحسار نشاط الحركات المتمرِّدة . إذ أكد نائب الرئيس أن جمع السلاح لأجل بداية مرحلة جديدة بالدولة، مشدِّداً على أن هذه المرحلة يعتبر الأمن أهم مرتكزاتها، وخاطب “حسبو” مجلس تشريعي ولاية سنار، مشيداً بالمجلس وأعضاء المجلس من كافة المكوِّنات السياسية، مشيراً إلى أن سنار أنموذجاً للاستقرار والأمن، داعياً إلى تكاتف الجهود لأجل تحقيق التنمية بالولاية، بالاستفادة من موارد الولاية الزراعية الهائلة.
واشتملت الزيارة على عدة برامج، صاحب فيها نائب رئيس القضاء، وتم عقد اجتماع خاص ناقش العمل النيابي والقضائى بالولاية، كما أن الوالي “الضو الماحي” قدَّم تقريراً عن التنمية والمشروعات التي نُفِّذت والتي جارٍ تنفيذها، استعداداً لافتتاحها على يد رئيس الجمهورية في زيارته للولاية نهاية الشهر الجاري، لحضور فعاليات ختام سنار عاصمة للثقافة الإسلامية. وقال “الماحي”: إن ولايته وضعت الترتيبات اللازمة لجمع السلاح منذ صدور القرار بتكوين لجنة أمنية وأخرى فنية ولجان للإسناد.
ويقول “الضو الماحي”، إن الولاية شهدت زيارات متتابعة بدأها النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” وزارها الأسبوع الجاري مساعد رئيس الجمهورية المهندس “إبراهيم محمود حامد”، وأخيراً نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” الذي وصلها قادماً من ولاية النيل الأبيض. وقال “الضو” إن النائب الأول زار الولاية ثلاث مرات، خلال هذا العام والرئيس “البشير” متوقع أن يزورها مرتين خلال الفترة المقبلة لحضور ختام فعاليات سنار عاصمة للثقافة الإسلامية، وختام مهرجان القرآن الكريم. وأكد الوالي أن المركز يعوِّل كثيراً على سنار، انطلاقاً من تاريخها في الإنتاج، بجانب كونها تضم موارد زراعية ومائية كبيرة.
وفي ذات السياق تشهد ولاية سنار اجتماعات مكثفة في إطار الترتيبات لختام برنامج سنار عاصمة للثقافة الإسلامية 2017م، برئاسة والي الولاية “الضو الماحي”، ويشارك في الفعالية التي يشرِّفها رئيس الجمهورية في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وزراء الثقافة من (56) دولة إسلامية، وبجانب سفراء الدول الإسلامية. وتقام الفعاليات الختامية لمشروع سنار عاصمة الثقافة الإسلامية بمدينة سنار، وتشمل افتتاح المنشآت التي أنجزت في إطار المشروع بتكلفة أكثر من (500) مليون جنيه، وتشمل المجمع الثقافي بمكوناته، التي تضم مركزاً إعلامياً متكاملاً ومكتبة ومسرحاً داخلياً، بجانب المسرح الخارجي والمتاحف وقصر السلطان والشاليهات والقرية التراثية، فضلاً عن التوسعة وإعادة إعمار المسجد العتيق بسنار وعدد من المنشآت.