رأي

عز الكلام

نمسكها من الكُبري!!
ام وضاح
فجر الدكتور “أحمد قاسم” وزير البنى التحتية السابق، فجر مفاجأة من العيار الثقيل عبر برنامج (حال البلد) الذي يقدمه الزميل “الطاهر حسن التوم” على فضائية سودانيه ٢٤ وهو البرنامج الذي أصبح منصة لإطلاق (الصواريخ العابرة للقارات) وآخرها حلقة أمس الأول التي تحدث فيها الباشمهندس، الذي لازال محتفظاً بمنصب رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للطرق والكباري، تحدث عن إغلاق كبري النيل الأزرق، الذي قال إنه لا يستحق كل القومة والقعدة التي صاحبته، وإن الصيانة فيه ليست بالتهويل الذي أبدته الوزارة لدرجة أن يغلق لعام كامل، والصيانة لا تعدو كونها مسألة أيام أو أسابيع، بدلا من تعذيب خلق الله، وقفل الكبري أمام الحركة لعام كامل، واللافت في حديث دكتور “أحمد قاسم” إنه تحدث بناءً على دراسة علمية أجريت في العام ٢٠٠٩ أظهرت أن الكبري بحالة ممتازة، وإنه لو كانت قد أجريت له صيانة دورية لما احتاج لقفله لإجراء صيانة شاملة كما يحدث هذه الأيام أو لنقل (ما صور إنه صيانة شاملة) وضرورية، وخلوني اقول إن هذا الحديث الخطير يفتح الباب على مصراعيه لأسئلة واستفسارات من حق المواطن الذي يدفع فاتورة هذا الإغلاق أن يسألها، أولها لماذا تراجع مدير هيئة الطرق والجسور، في حديثه “للطاهر حسن التوم”؟، وقال إن الكبري سيقفل لمدة أربعة شهور، وليس عاماً، وهو ما لم يُشر إليه من قبل، والفترة التي أعلنت كانت سنة، (قطع جاف) بدون أي خيارات، فهل معقولة أن الصيانة دي بنيت على افتراضات هي نفسها غير منطقية؟ وشنو الجاب التلاتة شهور للعام؟ خاصة وإن الفترة الزمنية تترتب عليها أشياء أخرى ضرورية، أهمها الميزانية أو الارتباطات مع شركة المقاولة المسؤولة على الصيانة، والغريب في الموضوع أن الأخ مدير هيئة الطرق والجسور، لم يجاوب على سؤال دقيق ومهم، والزميل “الطاهر” سأله عن الميزانية بالتحديد، فكان رد المدير أنها حوالي (خمسة أو خمسة ونص مليون دولار)، وهذا لعمري أمر غريب ومحير، إذ كيف لا يعرف المبلغ بالقرش والتعريفة، وهو رقم مكتوب وموثق، وما أظن المدير عنده عشرة كباري مشغول بصيانتها عشان تتلخبط في رأسه الأرقام.
في كل الأحوال مشكلتنا الآن هي ليست: كم  وكيف.. مشكلتنا هي هذه الفرقة الكبيرة في مدة الصيانة من غير أي مبرر منطقي لها، بلغة الهندسة والإحداثيات، لينبري سؤال أكثر أهمية هل أصبحت مصلحة وراحة البني آدم السوداني هي آخر هموم المسؤولين؟ وما فارقه معاهم يعانوا من الزحمة، تتعطل مصالحهم، يتأخر دولاب العمل والإنتاج؟ فلمصلحة من هذه الجرجرة؟ والتطويل لمصلحة منو؟ الغلاط الذي دار على الهواء، بين رئيس مجلس الإدارة والمدير العام، لمصلحة منو روج إلى أن الكبري على وشك الانهيار وهو بمب وحديد؟
كلمة عزيزة
قدمت قناة النيل الأزرق قبل أيام سهرة استضافت فيها بعض رجال المال والأعمال من أسرة “البرير” وأسرة الشيخ “مصطفى الأمين” و”أحمد يوسف شيخ العرب” وآخرين، والسهرة على حد ما فهمت هي خطوة من القناة لتشجيع الصناعة في السودان (حلو ما قلنا حاجة)، لكن الفكرة حاجة، وما شاهدناه على أرض الواقع حاجة تانية، إذ إن السادة الضيوف تحدثوا عن تجاربهم الشخصية، ومجاهداتهم في تكوين ثرواتهم، ربنا يزيد ويبارك، لكن ماذا يهم الشعب السوداني في هذا الحديث؟ وجميع الموجودين لم يبرز أحدهم بطاقة خدمة وطنية للاقتصاد السوداني، بمعنى منو فيهم ساهم في مشاريع ضخمة لتمويل الشباب أو افتح أذرع مبادرات للخريجين والعطالى للخروج من مأزق اللا وظيفة؟ منو فيهم انشأ مشروع  بهوامش ربح بسيطة حتى يتمكن الفقراء والمساكين من تكملة احتياجاتهم؟ منو فيهم يحمل أفكاراً حقيقية لفتح ما يقارب التمانين في المائة من المصانع المتوقفة، والتي لها علاقة مباشرة بما نأكل أو نلبس، ياخوانا العامل مستشفى فهو ليس خيرياً بل استثماري للصفوة والأغنياء، والعامل جامعة هي ليست لأبناء الكادحين بالمجان، بل هي بالدولار واليورو، فلا تتحدثوا عن تشجيع صناعة وطنية، طالما بعضكم يتاجر ويتربح من عبوة الحليب ورغيف الخبز!!
كلمة اعز
لم نسمع حتى الآن صوتاً رسمياً من البرلمان تجاه تصريحات “تراجي” الأخيرة باعتبار أن السيدة برلمانية محكومة بلوائح المجلس وآدابه، يا جماعة الناس دي هرشت واللاشنو؟..
 هداكم الله..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية