ربع مقال
خالد حسن لقمان
بنات آخر زمن..!
.. العنوان أعلاه كان سيصلح اسماً خطيراً لمسرحية ناجحة على المسرح القومي إذا ما لم يمت هذه الأخير ويقبر بلا صلاة عليه كما والكافرين والمنافقين.. عندما كان هذا البلد مبدعاً كان الناس يحفظون إعلانات المسرحيات التي تعرض على المسرح عن ظهر قلب ولا يملون تكرارها مع مذيع الإذاعة أو التلفزيون ولا زلنا نحفظ مع هؤلاء إعلانات مسرحية أكل عيش لـ”الفاضل سعيد” و”خطوبة سهير” لـ”مكي سنادة” وكذا مسرحية “السيل” مروراً حتى زمان “المهرج” للرائع “محمد نعيم سعد” ورفقاء دربه.. هذه الكسرة (بفتح الكاف أيها الجوعى)، الطويلة جاءت بسبب أن أحد أقاربنا اشتاط غضباً على ابنته الجامعية “إسراء” عندما ذهب بها إلى الطبيب الذي أخبره بأن لديها نقصاً في الحديد وطلب منها أن تكثر من أكل الرجلة (وهذه المرة لكم أن تكسروا الراء) فهتفت “إسراء” ببراءة شديدة: (الرجلة دي شنو يا بابا)؟.. هكذا قالتها بكل صدق وبراءة أمام الطبيب الذي ضرب كفاً بكف ما جعل الأب في حالة حرج شديد حاول (يتخارج) منها بقوله: (نعمل شنو يا دكتور ده جيل الديليفري والشيبس والبيتزا والهوت دوك).. نعم هكذا أيها السادة بلغنا هذه الدرجة من التشويه الاستهلاكي المعيشي الغذائي في حياتنا.. وصدقت يا قريبي المكلوم ديل بنات آخر الزمن المابعرفن الرجلة ولا التقلية ولا البامية المفروكة ولا المطبوخة ولا الكربوج ولا النافروج.