تقارير

(المجهر) تورد التفاصيل الصادمة في قضية منتهك الأعراض!!

كيف يصطاد ضحاياه من الصغيرات.. وكيف إستطاع الهرب خارج البلاد؟؟
تقرير- محمد أزهري
رابطت منذ الصباح الباكر يوم أمس (الخميس) أمام محكمة النظام العام بامتداد الدرجة الثالثة شرق الخرطوم، تأهباً لرصد أخطر محاكمة حسب علمي بوقائع وتفاصيل القضية، التي يمثل المتهم فيها رجل أعمال معروف لكنه أتى بتصرفات وأفعال جعلته ذئباً بشرياً تخصص منذ سنوات في انتهاك شرف الفتيات دون العشرين من العمر، وقتل براءتهن بانتهاك عذريتهن دون رحمة، معتمداً على أمواله الطائلة في استغلال ظروفهن بمساعدة بعض السيدات في استدراج الضحايا.
عند الساعة التاسعة والنصف تدافع قادة مباحث أمن المجتمع بقيادة مدير مباحث الرئاسة العقيد “عوض أحمد عز الدين” والنقيب “الهادي حمد” والملازم أول “أمين الهادي” والملازم أول “عصام” إلى قاعة المحكمة آملين في ردع المتهم الذي سعوا للقبض عليه منذ سنوات طويلة حتى أوقعوه.
بدأت حركة غير طبيعية داخل باحة المحكمة وبعض قاعاتها، ويدلف المتحري إلى قاعة القاضي المختص بمحاكمة المتهم، ومن ثم يخرج ويدلف إلى مكتب آخر، ويليه مدير المباحث بالدخول ومن ثم الخروج، حتى مضى الوقت المحدد لبداية الجلسة وهو العاشرة صباحاً.
{ دموع الخوف
خارج قاعة القاضي الذي تأهب لانطلاقة أولى جلسات المحاكمة تقف فتاتان تتشابهان في الملامح إحداهما تصغر الثانية بسنوات، بدت عليهما علامات الخوف وظلتا ترتجفان كلما زادت أعداد المواطنين إلى المحكمة، وعند اقتراب الزمن المحدد لبداية الجلسة أدمعت الصغيرة ثم أخذت طرحتها ومسحت دموعها في مشهد مؤلم يوحي بأنها مرتعبة، فيما ظلت شقيقتها الكبرى في صمت مريب، وأخيراً تبين أن هاتين الفتاتين هما من ضبطتا برفقة المتهم في حالة تلبس وهو يشرع في انتهاك عذرية الصغيرة.
{ أول ظهور للمتهم
روت مصادر عليمة لـ(المجهر) أنه قبل سنوات عديدة وردت معلومات لشرطة أمن المجتمع عن نشاط المتهم، وهو رجل أعمال معروف يملك عدداً من الشركات ومصنعاً للحديد. المعلومات تفيد بأن رجل الأعمال ينشط في سلوك إجرامي خطير يستهدف الفتيات صغيرات السن، أي دون العشرين سنة، وحتى لا يمر الأمر دون الوقوف عليه تتبعته وتبين لها أنه يمارس النشاط الوارد حسب المعلومات، لكن القبض عليه متلبساً كان صعباً، وظلت المباحث ترصده من حين إلى آخر.
{ استدراج الضحايا
كشفت المعلومات حسب الرصد المتوالي للمتهم من قبل الشرطة أنه يستخدم سيدات في استدراج الضحايا بحجة مساعدتهن مادياً، وأغلب اللائي يقعن في شباكه هن صاحبات الحاجة المادية وهو يستغل ظروفهن وينتهك شرفهن.
{ مكان إقامته ولقبه
علمت (المجهر) من مصادرها أن المتهم رجل الأعمال يستخدم في أغلب الأوقات شققاً يستأجرها بالقرب من داخليات الطالبات وسط الأحياء السكينة، بحيث تسهل عملية الاستدراج من قبل الوسيطات، حتى شاع بين فئة محدودة لقب (الصياد) على المتهم وأصبح معروفاً.
{ وقوع (الصياد)
رصدت مباحث رئاسة أمن المجتمع معلومات دقيقة عن نشاط المتهم ومعاودته لعملياته القذرة مرة أخرى، بداية منتصف الشهر الماضي، فتتبعت تحركاته حيث كشفت عن أنه استأجر شقة بحي أركويت شرق الخرطوم، قرب داخلية طالبات كما هو معروف عنه، ففرض فريق أمن المجتمع رقابة لصيقة ومستمرة على المتهم جمع خلالها العديد من المعلومات عن كيفية استدراجه لضحاياه ومن هن وسيطاته، حيث امتدت المراقبة ،نحو عشرين يوماً.
وقد تنبأ فريق المباحث، بأن المتهم أوشك على الوقوع ، بعد رصده تحركات غير طبيعية لفتاتين حول الشقة ، التي يقيم فيها المتهم، وأعد الفريق نفسه ، وأعاد ترتيب كمينه الذي طال نصبه، ولم تمض لحظات،  حتى دلفت إحدى الفتيات، إلى شقة المتهم وكان في انتظارهما.. فيما ظلت الأخرى تنتظرها خارج الشقة، منحه قائد الفريق، وقتاً تقديرياً ومن ثم داهم الشقة ، وفي يده أمر تفتيش من النيابة حصل عليه مسبقاً، وقد واجهته صعوبات أولاها أن باب الشقة كان محكم الإغلاق، فأمر قائد الفريق أفراده بتحطيم الباب.. وبالفعل حطم الأفراد البوابة بالقوة، فوجد الفتاة الصغرى برفقة الرجل البالغ من العمر نحو (55) عاماً وهما متلبسين في وضع مخل وبعض أزيائها داخل دولاب خاص بالتهم.
{ الصدمة!!
أصيبت الفتاتان برعب وخوف شديدين خاصة الصغرى، فيما أصيب أفراد الشرطة بالإحباط عندما تبين لهم أن الفتاة التي ضُبطت مع الرجل هي شقيقة الأخرى التي كانت تنتظرها بالخارج، وهي من ساقتها وأوقعتها تحت قبضة الرجل من أجل المال.
{ رشوة
وجد المتهم نفسه في قبضة شرطة النظام العام ، وهو متلبس، فحاول (مخارجة) نفسه بإغراء القوة بالمال،  قبل أن يقتادوه إلى القسم، حيث دفع لهم رشوة بلغت (9800) جنيه مقابل إخلاء سبيله، لكن فريق المداهمة بقيادة الملازم أول “أمين الهادي” وبخ المتهم ورفض رفضاً قاطعاً المال، ودوّن ضده بلاغاً وفقاً لمادة الرشوة بجانب البلاغات الأخرى.
{ بلاغات جنائية
واجه المتهم بلاغات جنائية فور وصوله قسم شرطة أمن المجتمع بالمقرن، حيث دُوّن ضده بلاغ بممارسة الدعارة بالاشتراك وفقاً للمادة (154/21)، وآخر بتهمة الرشوة وفقاً للمادة (88)، ثم بلاغ بتهمة الاتجار بالأجساد البشرية وفقاً للمادة (8/7) من القانون الجنائي وقانون النظام العام.
{ من الضامن؟؟
عقب القبض عليه تواصل المتهم مع شخصيات نافذة، حاولت ضمانته في اليوم الأول لكنها فشلت، فظل المتهم لنحو يومين بالحراسة، حتى حضر شخص لم تتسن للصحيفة، معرفته وضمنه ثم أطلق سراحه.
{ فقه السترة
درجت شرطة أمن المجتمع على إتباع فقه السترة حفاظاً على الكيان الأسري من التهتك والشرخ، إذ إنها تعمل على محاكمة الفتيات والسيدات المضبوطات،  في بلاغات أخلاقية بنار هادئة، وتسرّع لهن إجراءات الضمانة حتى لا يشعر ذويهن بغيابهن، وهذا ما اتبعته مع الفتاتين المتهمتين مع رجل الأعمال وأطلقت سراحهما بالضمان على أن تعلنهما قبل يوم من المحاكمة، وهذا ما حدث.
{ توجيه التهمة
فور اكتمال التحريات وجهت النيابة تهماً بممارسة الدعارة والرشوة، ومن ثم أحالت أوراق البلاغ إلى المحكمة.
{ استئناف مبكر
أوكل المتهم عدداً من المحامين للدفاع عنه، حيث تقدموا أمس باستئناف قرار وكيل النيابة في توجيه تلك التهم ومن ثم أعيد الملف للاستئناف.

{ الهروب
خيم صمت مهيب على قادة مباحث شرطة أمن المجتمع داخل المحكمة وخرجوا معاً نحو بوابة الخروج دون قيام الجلسة، وتلصص، محرر (المجهر)، داخل المحكمة لمعرفة الأمر ، فتبين أن المتهم ، قد هرب إلى خارج البلاد ، واتخذ من دولة الإمارات العربية،  مستقراً له.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية