مسألة مستعجلة
ليس بتقرير المصير !!
نجل الدين ادم
مؤسف جداً أن تكون واحدة من مخرجات المؤتمر الاستثنائي للحركة الشعبية قطاع الشمال جناح “عبد العزيز الحلو” هو تقرير المصير لشعب ولاية جنوب كردفان، ومعروف أن تقرير المصير هذا هو سيناريو لاستفتاء جنوب السودان الذي كانت نتيجته الحتمية هو انفصال الجنوب عن الدولة الأم، فيبدو أن المؤتمرين أرادوا لهذا السيناريو أن يكون حاضرة لمواطني جنوب كردفان لمزيد من التشظي والانقسام.
رغم أن ما خرج به المؤتمر من توصية بالإجماع، إلا أنني متأكد تماماً أن هؤلاء يعزفون لحن السياسة والكيد السياسي، ولا يدرون أن شعب الولاية واعٍ، وإنه ليست هناك من وجه شبهة بينه وشعب جنوب السودان، الذي سممت الحركة الشعبية أفكاره بالدولة الجديدة وأرض الميعاد، لكن المحصلة مزيد من التشريد، وإن ما خرجت به الحركة كان مولوداً مشوهاً، بالحروب والاضطراب الأمني والجوع، هكذا هو المشهد اليوم، ولسوء الأسف أننا في السودان من تحملنا وزر الانفصال وكل تبعاته السالبة من لجوء ومرض.
لا اعتقد أن شعب جبال النوبة بل جنوب كردفان مغيب ذهنياً وفي حالة سكر حتى يختار هذا الدرب المجرب، لأن روابط العلاقات والصلة والدين تجعل الفارق كبيراً ولا مجال للاغراءات بالوعود والشعارات الكاذبة.
هؤلاء المؤتمرون الذين اجتمعوا وهم لا يتجاوزون بضع مئات، ليس أصواتهم هي من تحدد تقرير المصير، والانفصال كما فعلوا في اجتماعهم الاستثنائي الأخير، لأن هناك أصوات صدق تقول بصدق المواقف.
كنت اعتقد أن اتهامات “عقار” لرفيق دربه وخصمه اللدود “عبد العزيز الحلو” بتبني تقرير المصير، مجرد مكايدات ولكن الواقع اليوم غير فقد صدق “عقار” وخاب “الحلو”.
على شعب الولاية أن يعرف الآن وقبل أن يقع الفاس في الراس، كيف يخطط جماعة من قيادات المنطقة تحقيق أهداف شخصية، لا علاقة لها بالمواطن، على الاهالي أن يعرفوا أن “الحلو”، وصحبه يريدون أن يحولوا الولاية إلى جنوب جديد ملئ بالاضطرابات والحروب والاقتتال جنوب ملئ بالجوع والعطش، هكذا هم يريدون.
على الحادبين من أبناء جنوب كردفان أن يوقفوا مثل هذه الأفكار الصدئة، وأن يعملوا على تعريتهم، على مواطن الجنوب الجديد أن يعرف أنه ليس كما الجنوب القديم الذي لا يشبهه أهل الشمال لذلك اختاروا الانفصال.
دعوة “الحلو” هذه تفتح أبواب جهنم إذما وجدت آذان صاغية وأفكار رجعية، لذلك تبدو المسؤولية كبيرة على عاتق كل صاحب بصر وبصيرة..
والله المستعان..