مسألة مستعجلة
أولى البشريات والمزيد يترا
نجل الدين ادم
(المركزي) يرفع سقف العُملة الأجنبية للمسافرين من (500) إلى (1250) دولاراً، هو العنوان الأبرز في أخبار اليوم، والبنك يطلق أولى البشريات للمواطنين الذين تأذوا كثيراً من هذا القيد، حيث لم يكن أمام أي مريض أو أسرة تريد العلاج في الخارج من سبيل، لتوفير المطلوب من العُملة الصعبة لمقابلة مصاريف العلاج إلا الاتجاه صوب السوق (الأسود)، بعد أن تعذر لهم الحصول على (500) دولار فقط، فكأنما الدولة نفسها تساعد في بقاء مملكة السوق الأسود وسماسرته، وهي تضطر هؤلاء اضطراراً للجوء إلى المضاربات وسماسرة العُملة، الآن زاد البنك المركزي الكمية المحددة بأكثر من ضعفين، وهذا يعني أن هناك وفرة في العُملة الأجنبية، وإلا لما أقدم البنك المركزي على هذه الخطوة.
ما قام هو واحدة من الخطوات التي طالبنا بها للضغط على سمسارة الدولار ومحاربتهم فليس هناك من سبيل للضغط عليهم إلا بتوفير كميات كبيرة من العُملة الأجنبية ورفع قيود التحاويل للخارج، اتمنى أن يمضى البنك المركزي إلى أبعد أن لا يلجأ إلى تحديد سقوفات للتحويل خصوصاً بعد أن بدأت عملية تضخم العُملة الأجنبية بصورة رسمية ابتداءً من يوم أمس أي قبل يوم كامل من الموعد المحدد، وهذا إن دل إنما يدل حرص الولايات المتحدة على تنفيذ قرارها دونما أي تلكؤ.
ارجو أن لا تقف وزارة المالية أو البنك المركزي عند هذه البشرى السارة للمواطنين ونقل الأثر الإيجابي برفع العقوبات نهائياً، لماذا لا تقوم الحكومة بمراجعة أسعار السُكر مثلاً دون أن تتعلل بتحرير السوق لأنها تمارس أدواراً مزدوجة، تعلن التحرير وتحتكر السلع، أيضاً لماذا لا تكون واحدة من البشريات، كما بدأت البنوك تقدم البشريات المحفزات، بأن تقدم على تخفيض سعر الغاز طالما أنه من السلع الإستراتيجية التي تقبض عليها بأسنانها.
ينبغي أن لا تضع الحكومة نفسها في موقف الخائف والمتردد من آثار القرار، على الحكومة التعاطي مع هذه المتغيرات باسرع فرصة دون النظر لما متوقع من آثار سالبة، الحكومة ليست لديها ما تخسره بإجراء أي تغيير تقدم عليه لمعالجة الاختلالات بل العكس فإن باتت اليوم هي الرابح.
تحتاج الحكومة أن تحرك القطاعات الحيوية التي دائماً ما يكون لها تأثير مباشر بتوفير فرص عمل كبيرة أو غير ذلك من الميزات التفضيلية مثل الزراعة والصناعة وغيرها، علينا أن ننتقل سريعاً لمقابلة متطلبات المرحلة، أي تباطؤ أو تلكؤ سوف يفقدنا الكثير من الاستحقاقات، علينا أن نقدم بقوة للتعاطي مع المرحلة حتى لا تتجاوزنا دون أن ننجز شيئاً يذكر..
والله المستعان.