السفير البريطاني بالخرطوم "مايكل أرون" لـ(المجهر) :رفع العقوبات إيجابى وسيحدث تقدماً فى الإقتصاد السودانى
رفع العقوبات إيجابي وسيُحدث تقدماً في الاقتصاد السوداني ولكن ليس مباشرة..
*هناك تحسن كبير في العلاقات مع السودان وبدأنا حواراً إستراتيجياً وبعد أسبوعين سيزور وفد سوداني لندن
* صحيح.. هناك تشدد في منح التأشيرات للسودانيين لهذه الأسباب *السودانيون من أكثر الجنسيات التي تطلب اللجوء السياسي في بريطانيا،
عدد من القضايا المهمة أدارتها (المجهر) في حوار مع سفير المملكة المتحدة بالخرطوم سعادة السفير “مايكل أرون”، تصدرها رفع العقوبات، وقراءة الرجل لمآلات القرار، بجانب ملف العلاقات الثنائية وتفاصيل عن عملية الحوار الإستراتيجي بين البلدين، واللجان التي تعمل بالخصوص.
السفير لم يخف تشدد بلاده في منح التأشيرات للسودانيين لكنه ساق عدداً من الأسباب، والتعاون في المجال الثقافي والتعليم كان حاضراً في الحوار، علاوة على محاور أخرى مهمة تجدونها بين ثنايا الحوار التالي.
حاوره – حسام الدين كرنديس
{ السيد السفير كيف تقرأون رفع العقوبات الأمريكية؟
_ أعتقد أن رفع العقوبات مهم وإيجابي وسيحدث تقدماً في الاقتصاد السوداني، ليس مباشرة ولكن خلال السنوات التالية لرفع العقوبات، والذي سيبدأ اعتباراً من يوم 12 أكتوبر الجاري.
{ وماذا عن دور بريطانيا في بعثة (يوناميد)؟
– نحن كعضو دائم في مجلس الأمن لدينا دور مهم في بعثة (يوناميد). وهذا العام بدأت عملية لخروج جزء من البعثة ببعض المعسكرات في دارفور، ونحن نشجع هذا الأمر، لكن موقف النازحين في دارفور وهم حوالي مليونين ما زال صعباً، وطبعاً لا نريد أن تكون هناك مشكلة في حماية هؤلاء النازحين.. مثلاً في جبل مرة قرار مجلس الأمن يقول أن يكون هناك معسكر جديد مؤقت لـ(يوناميد) في منطقة (قولو)، وأنا زرت المنطقة وأعتقد أن من المهم وجود معسكر لـ(يوناميد) بجبل مرة لتحقيق الأمن والاستقرار.
{ انتم تتشددون في منح التأشيرات للسودانيين؟
– صحيح، لأن الهجرة غير الشرعية هي قضية مهمة للسياسة الداخلية في بريطانيا. وهناك كثير من السودانيين يذهبون إلى بريطانيا ولا يعودون للسودان، لذلك وزارة الداخلية البريطانية لديها قلق من نسبة السودانيين المخالفين.. والسودانيون من أكثر الجنسيات التي تطلب اللجوء السياسي في بريطانيا، لذلك تتم دراسة طلبات السودانيين بدقة شديدة.
لكن بالنسبة لرجال الأعمال السودانيين يتم منح التأشيرات لهم بلا مشاكل.. المشكلة تتعلق بالتأشيرات السياحية، وفي المستقبل نتمنى حلها.
{ ما هي نسبة رفض طلبات التأشيرة للسودانيين في السفارة؟
– لا أعرف الأرقام بدقة، لكن من خلال شكاوى السودانيين أعرف أن هذه النسبة عالية.
{ تهريب البشر واحدة من القضايا التي تؤرق المجتمع الدولي.. هل هناك تعاون مباشر مع الحكومة السودانية؟
– نعم، نتعاون مع الشرطة السودانية ووزارة الداخلية.. ولدينا خبير بريطاني يعمل مع الشرطة السودانية متعاوناً حول قضية الهجرة غير الشرعية، وأعتقد أن هذا مهم لأننا لا نريد أن يقع المهاجرون في مشاكل لأنهم (مساكين) ولا نعتقد أنهم أناس سيئون.. الهجرة والاتجار بالبشر أمر سيء ونريد مساعدة المهاجرين.
{ ماذا عن تعاونكم في مجال الزراعة مع السودان؟
– وزارة التنمية البريطانية لديها مشاريع في السودان، وأنا زرت الفاشر وبورتسودان وفي المدينتين لدينا مشاريع مساعدة في مجال المياه. وفي الفاشر مثلاً نساعد هيئة المياه هناك لتوصيل الأنابيب إلى السكان في المدينة، وفي الريف لدينا مشروع لمساعدة المزارعين والرُحّل في مجال المياه.. نحن نريد مساعدة المزارعين والمجتمع المدني لتجنب المشاكل بين الرُحّل والمزارعين، وهذا جزء من المساعدة البريطانية للمجتمع السوداني.
{ العلاقات السودانية البريطانية حالياً؟
– أعتقد أن العلاقات بين البلدين جيدة جداً وخلال السنتين الماضيتين كان هناك تحسن كبير في هذه العلاقات. وفي مارس عام 2016 بدأنا حواراً إستراتيجياً، وبعد أسبوعين سيكون هناك وفد سوداني في لندن للقاء رابع من هذه المباحثات الإستراتيجية.
{ وماذا عن التبادل التجاري والاستثمارات التجارية لبريطانيا في السودان؟
– التبادل التجاري أقل من المطلوب بسبب العقوبات الأمريكية وبسبب سوء العلاقات في الفترة الماضية.. كان لدينا خبير تجاري في أحد اجتماعات الحوار الإستراتيجي وقال إن الصادرات البريطانية للسودان تقريباً (100) مليون جنيه إسترليني، وبالنسبة لسوق كبير مثل السودان فإن هذه الصادرات يجب أن تبلغ بليون جنيه، أي أكثر بعشرة أضعاف. وبعد رفع العقوبات نأمل أن تزيد الاستثمارات البريطانية في السودان.
{ حدثنا عن التعاون في مجال التعليم؟
– عندنا المجلس الثقافي البريطاني في الخرطوم، وهو ثالث أكبر مجلس ثقافي في أفريقيا، وهناك الكثير من السودانيين الذين يدرسون فيه اللغة الإنجليزية. وهناك الكثير من السودانيين يدرسون في الجامعات البريطانية. وهذا مهم للبلدين، فبريطانيا ترحب بالسودانيين في جامعاتها التي تعدّ الأفضل في العالم.
{ لكن الدراسة في بريطانيا مكلفة وغالية؟
_ هذا شيء طبيعي، ورغم التكلفة العالية للدراسة هناك إلا إن (كل شيء ممتاز غالٍ)، وأنا كأب أشعر بارتفاع تكاليف دراسة أولادي في الجامعات البريطانية.
{ وماذا عن الأنشطة الثقافية التي تدعمها السفارة في السودان؟
– هناك الكثير من الأنشطة التي تدعمها السفارة، كان لدينا الأسبوع الثقافي في نهاية السنة الماضية، وشمل أنشطة متنوعة. وهناك تبادل إنساني وحب متبادل بين الشعبين.
{ رعت السفارة عدداً من الدورات المهمة لرفع قدرات الإعلاميين السودانيين لكنها توقفت. هل هناك اتجاه لإعادتها؟
– نحن نعتقد أن البرنامج كان ناجحاً جداً، لكن لكل شيء نهاية، وهي فرصة لجهات أخرى للمساهمة في البرنامج لكن يستمر دعمنا للتعاون في المجال الإعلامي، وهناك منح دراسية للسودانيين في مختلف المجالات سنعمل على زيادتها السنة القادمة.
{ ماذا عن النشاط السياحي البريطاني في السودان؟
– من المشاكل الكبيرة للسياحة في السودان سمعة السودان السلبية في الخارج بسبب العقوبات وبسبب الحرب في دارفور. لذلك السياح البريطانيون يفضلون دولاً أخرى، لكن بعد رفع العقوبات نتوقع تحسناً في إقبال السياح البريطانيين، خاصة إذا بذلت السفارة السودانية في لندن جهوداً للترويج للسياحة السودانية. وأنا أحياناً التقي سياحاً بريطانيين في السودان وهم يحبون البلد. والسودان به معالم سياحية جميلة مثل جبل البركل وكسلا وبورتسودان وسواكن وكريمة. أنا زرت كثيراً من هذه المناطق، وعندما أتحدث مع زملائي في بريطاني أشجعهم على زيارة السودان، وأتحدث مع مسؤولي المجلس الثقافي البريطاني حول المساعدة التي يمكن أن يقدمها المجلس للسودانيين لتحسين صورة السودان في الخارج.
{ خلال إقامتك في السودان.. ما هي أكثر المناطق التي أعجبتك؟
– أجمل منطقة هي أبو حمد في الشمالية.. أحب هذه المنطقة كثيرا وعندي أصدقاء هناك، وزرت الجزر قرب أبو حمد، ونهر النيل هناك جميل جداً.
{ وماذا أيضاً؟
– السودانيون كرماء جداً، أدخل بيوتهم وأتناول الطعام في الأعياد.
{ وما الذي لم تحبه في البلد؟
– لا توجد أشياء كثيرة لم أحبها، ربما فقط أحياناً (السخانة الشديدة) خلال الصيف.