المشهد السياسي
العقوبات.. ما كان وما ينبغي أن يكون
موسى يعقوب
جمعة الأمس – السادس من أكتوبر- تشرين أول 2017م، السادس عشر من محرم 1439هـ ، كانت جمعة مباركة حقاً والحمد لله وقد أصدر البيت الأبيض الأمريكي قراره برفع العقوبات عن السودان بعد عقدين من الزمان أو أكثر ولأسباب غير مبررة أو مقبولة تماماً ولكن انهيار المعسكر الشرقي في الاتحاد السوفيتي جعل القطب الأمريكي يرى أنه القطب الأوحد في العالم.. وإلا.. كيف يكون السودان دولة إرهابية وغير مسالمة وهي التي:
كان لها اتفاقها مع الجمهورية الفرنسية بتسليمها الإرهابي الدولي الزائر ” كارلوس”،
{ واتفاق السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان PLM وجيشها الشعبي SPLA
وكان للسودان أيضاً قرار رحيل الشيخ “أسامة بن لادن” – رجل الأعمال وصاحب الطرق والمشاريع المعروفة بالاتفاق مع آخرين ..؟
وكرت المسبحة من بعد للسير على طريق السلام والديمقراطية ومحاربة الإرهاب والإتجار بالبشر وهو برنامج طويل مضى فيه النظام الحاكم في البلاد وصولاً إلى الحوار الوطني والمجتمعي ومخرجاته وآليات تنفيذه، ثم السير على طريق العلاقات الخارجية والسياسية والاقتصادية بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ومن جرتهم على طريق المقاطعة الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية مع السودان.
وقد أضافت للقضية الأمريكية أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م الكثير الذي وصل إلى اتهام الإسلام ودوله بالإرهاب، وتبع ذلك سياسة “بوش الابن”، المعروفة التي هزت سمعة القطب الأمريكي ..!
السودان برصيده ونشاطه في المنطقتين الأفريقية والعربية والداخلية التي أشرنا إليها وما هو أكثر من ذلك استطاع أن يبقى على قيد الحياة رغم الصعوبات.
ذلك هو ما جعل القطب الأمريكي يعيد النظر في إستراتيجية المقاطعة كما حدث مؤخراً ويستجيب إلى المفاوضات والاتصالات الكثيفة التي جرت بينه والمجتمع السوداني حكومة وشعباً، ففي الأمر منافع ومصالح في السودان منها الاقتصادي والدبلوماسي والسياسي.
رفع العقوبات بهذه الأريحية الأمريكية التي تجاوب معها الجميع دولاً ومنظمات وشعوب.. والشعب السوداني وحكومته بصفة خاصة عائد طيب لمعاناة دفع ثمنها الشعب في السودان.
لكن ما الذي يتعين عليه أن يفعله فيما بعد كسباً للعائد الحسن الذي جاء مؤخراً؟ إن ما يتوجب فعله والقيام به هو تجويد الأداء وحسن المعاملة مع الجميع دولاً وأصحاب مشاريع واستثمارات.. والمواطن السوداني بشكل خاص حتى يشعر بأن الهم قد رحل والسعد قد حل.