أخيره

مول واحة الخرطوم.. سوق طبقى يستفز الفقراء بأسعاره المرتفعة

ربما لا يستطيع الكثير من مرتادي (مول واحة الخرطوم) للتسوق إمساك فرط دهشتهم من ارتفاع أسعار معروضاته الفاخرة المستوردة رغم قرار سابق من الدولة بمنع دخول بعض السلع المستوردة في إطار سياسة التقشف المنتهجة لكن في ذلك المول الفاخر الذي يتوسط بلداً يعاني معظم سكانه من الفقر ثمة استثناءات لسلع تسللت لتُعرض للأغنياء بأسعار تتضاعف بنسبة كبيرة مقارنة مع الأسواق الشعبية والمعارض الأخرى، ويعكس السوق، الذي افتتحه رئيس الجمهورية نهاية يونيو الماضي، الحالة الاقتصادية للبلاد وغياب العدالة في الدخول في بلد تعاني أصلاً من أزمة اقتصادية تصاعدت بانفصال جنوب البلاد ب 70% من موارد النفط .
 مول واحة الخرطوم مخصص للمقتدرين هكذا كان رد إحدى الموظفات، لكن حديثها يبدو واقعياً لأن من يدخلون هنالك غير المواطنين الذين يتزاحمون في الأسواق العامة فهم فئة تحسنت أحوالها الاقتصادية وتضخمت ثرواتهم في السنوات الماضية بفضل تطبيق الدولة لسياسة التحرير الاقتصادي التي أتاحت التربح وانتعاش الرأسمالية التي وسعت فوهة الفوارق الاجتماعية  واختفت بالتالي الطبقة الوسطى الكادحة من جيوش الموظفين والمواطنين العاديين.
في جولة (المجهر) أمس (السبت) بمول واحة الخرطوم العاجي وسط منطقة السوق العربي الذي يستفز الفقراء بتطاول بناياته الفاخرة وتصميمه الجميل الراقي تكشفت الحالة الخفية للبلد الذي قد لا يصدق حتى المسئولين أن أسعار السلع قد تخطت مستويات ليست معقولة.
وترتفع الأسعار بصورة خرافية بالمول لسلع يقول عارضوها إنها من ماركات عالمية ذات سمعة جيدة حيث إن سعر (البلوزة جينز) (320) جنيهاً والجيب شورت النسائي ( 105) وفانلة من القطن (219) جنيهاً وشبشب نسائي إسفنج عادي منزلي (77) جنيهاً ونصف الدستة من الجوارب الرجالية 105 جنيهات والتشيرت (97) جنيهاً والإسكيرت (155) جنيهاً وبنطال جينز صبياني (174) جنيهاً وشبشب رجالي مصنوع من الجلد( 280 ) جنيهاً.
وتعتبر هذه الأسعار غير قابلة للتفاوض أو التخفيض ومحددة سلفاً في فترينات العرض على ديبجات مع تنويهات على شاكلة ممنوع اللمس والجلوس.
وتبدأ  أسعار الأقمصة الرجالية من سعر(182) جنيهاً و(153) جنيهاً إلى ( 400 ) جنيه، فيما تبلغ أسعار الجزمة للأطفال (161) جنيهاً وجزمة نسائية ماركة ماكس (196) جنيهاً، والشنطة النسائية ( 280 ) جنيهاً وطرحة (175) جنيهاً
أما أسعار الأثاثات فقد لا يتصورها أحد حيث تبدأ غرف النوم من سعر 39،800 جنيه إلى أكثر من (150) ألف جنيه، وطقم الجلوس يصل إلى ( 40 ) ألف جنيه.
ويبلغ تجهيز المطبخ إجمالي أكثر من 40 ألف جنيه
وفي صالون جهز بتصميم راقٍ داخل المول تقول الموظفة بالصالون الآنسة (دارين سيد  يحيى) إن تجهيز العروس يكلف   (3500) جنيه بدون فستان الزفاف مع عمل جلسات علاجية للبشرة وتبييض وعلاج للشعر زائد مكياج وتسريحة، وتقول إن هنالك بعض السيدات زرن الصالون وأبدين رغبتهن في التعامل معنا، وتؤكد (دارين) أن السوق واعدة في ظل تزايد اهتمام السيدات بجمالهن، مشيرة إلى أنهم يقدمون خدمات حسب المستوى الاقتصادي للزبونات
وفي جزء من المول استطلعت (المجهر) عن أسعار العطور التي تبدأ أسعار البخاخات من سعر (350 ) جنيهاً  إلى ( 600 ) جنيه
وترى المواطنة (فاطمة علي) أن هذه الأسعار تمثل فارقاً واضحاً بين أحوال المواطنين ولا تتناسب مع دخول الأغلبية، وأوضحت أنه سوق لطبقة معينة ووصفت فاطمة المول بأنه “سوق ترفيهية”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية