مسامرات
أسماء في الساحة
محمد إبراهيم الحاج
{ المطرب الشاب “معتز صباحي” دائماً ما أقول إنه مطرب لا يعرف إمكانياته جيداً.. ولا يعرف استثمار الفرص المتتابعة التي تسنح له، ودائماً ما يهدرها بقلة اكتراثه وعدم تعامله مع بجدية مع مشروعه الغنائي، ثم لا يلبث أن يعود مرة أخرى إلى البحث عن أراضٍ جديدة للانطلاقة منها.
{ رغم الاستسهال الذي يتعامل به “معتز” مع مشواره الغنائي، إلا أنه لا يجامل إطلاقاً في مظهره الغنائي ويحرص على عدم إقحام كلمات (هايفة) أو الجنوح إلى الإثارة فيما يردده من أغانٍ.. “معتز” كان جريئاً ومثيراً للإعجاب وهو يتحدث في منزل الراحل “محمود عبد العزيز” بقوله إنه تعلم من (الحوت) أن لا يردد أغاني منزوعة القيمة وقال إنه لولا “محمود” لما كان هناك مطرب اسمه “معتز صباحي”.. وهذا حديث يكشف عن جوانب إنسانية مضيئة في شخصيته.. جوانب نورانية مبهرة نفتقدها بشدة في مطربي هذه الأيام.
{ بين أوحال الاستسهال الغنائي.. ومن وسط مستنقعات السقوط المتتابع للأغاني التي ينتجها المطربون الشباب يخرج من رحم هذه المعاناة الإبداعية المطرب الشاب “محمد الفاتح زولو” ويقدم عملاً كبيراً نتعشم أن يتم تعميمه على كل القنوات الفضائية والإذاعات حتى يصبح بمثابة أيقونة إبداعية قومية وطنية.. فأغنية (الدم بيحن للدم) التي قدمها “زولو” مؤخراً تؤشر على أن رحم الغناء الشبابي قادر على أن يلد من يحمل هموم وطنه.. والإشارات الواردة في الأغنية كفيلة بأن تذيب قلب أكثر الممانعين للسلام الاجتماعي في أماكن النزاعات.. أجمل ما في أغنية “زولو” أنها لا تجرم أحداً ولا جهة سياسية، ولا تنحاز سوى للقيم الإنسانية والوطنية المطلقة دون السقوط في وحل المزايدات السياسية، وابتعد فيها عن الشعارات المباشرة والهتافية، فأخرج عملاً غنائياً مكتملاً.
{ لا نكف عن التنبيه إلى أننا نحتاج بشدة إلى أعمال درامية كبيرة ومؤثرة، تضطلع فيها الدولة بمسؤوليتها التاريخية في تنشيط الدراما لأنها تظل العمل الإبداعي الأسرع تأثيراً والأقدر على التعبير عن كثير من القضايا المجتمعية.. لا نمل من تكرار أن وزارة الثقافة لا ينحصر دورها في المكاتب المغلقة ورعاية (الورش) التي تغرق توصياتها داخل أدراج المكاتب.
{ استغرب كيف لبلد يزخر بهذا الكم الهائل من المثقفين والممثلين والمخرجين والمبدعين والقنوات الفضائية، ويعجز عن إنتاج عمل درامي ضخم يبرز هويتنا التاريخية ويناقش قضايانا الملحة بجرأة وقوة.. ليس ثمة رد سوى القول إنه (عجز القادرين على التمام).
} مسامرة أخيرة
{ أثار مقال أمس الذي نشر بهذه المساحة، الذي طالبت من خلاله بضرورة استحداث مجلس للمذيعين والمذيعات يهتم بتدريبهم ووضع اشتراطات مهنية لظهورهم عبر الفضائيات، أثار ردود فعل واسعة، وبعث لي رئيس مجلس المهن الموسيقية والمسرحية “علي مهدي” برد يعضد ما سقناه جاء فيه:
(المقال كالعادة معلوم الأهداف يذهب بفكرته مباشرة بلا ترهل، وهذا ما يجعل الكتابة عندك تشكل الآن إضافة للترويج لفنون العرض كلها.. ونعم يحتاج الأمر إلى مراجعة، فلا يمكن أن يقدم البرامج أي شخص بدون تأهيل وإعداد ثم دون إشراف على الأداء.. أوافق، لابد من جهة ما تنظم وتشرف وتطور وتسعى لترقية ومتابعة السلوك العام، والمظهر الموحي ضروري، ومقدم البرامج هو مبدع يصل للمتلقي بالمادة حتى في الأخبار يصبح هو جزء منها، وعندما يرتبط ذلك بالفنون نكون أحوج ما نكون لمقدم برامج عارف لها ولمبدعيها).