أنا خشيت السينما!!
التجانى حاج موسى
تلقيت دعوة كريمة من شركة (زين) أرسلوها لي عبر هاتفي.. وكانت قبل وقت كافٍ ..والموضوع محفز للغاية.. عرض فيلم وثائقي عن شيخ الإسلام السوداني “ساتي ماجد”
الذي هاجر إلى أمريكا مطلع القرن العشرين.. ومكان العرض كان القاعة الرئاسية بقاعة الصداقة.. عند مدخل القاعة وجدت صديقي الإعلامي المتميز “الشفيع”.. كنت قد سمعت مؤخراً أنه غادر قناة الهلال وقبلها غادر قناة النيل الأزرق والتي قدم لها عصارة فكره في إعداد البرامج.. والرجل شهد له جمهور النيل الأزرق ببرامجه التي أشرف عليها وأعدها.. حدثني بأنه أعد الفيلم موضوع الدعوة عند زيارة له بالولايات المتحدة الأمريكية.. الحضور كان كمياً ونوعياً.. شاهدت الفيلم.. مادته جيدة.. لا يعيبه سوى جهاز الصوت. خطاب الفريق طيار “عروة” العضو المنتدب للشركة وراعي الفيلم ارتجله بالعربي وخص القائم بالأعمال الأمريكي حدثه أيضا مرتجلا باللغة الانجليزية، وكان بليغاً حدثه عن أهل السودان بأنهم ورثة حضارة ضاربة الجذور وإنسان السودان متميز بين البشر.. وتحدث السيد “وجدي ميرغني” رئيس مجلس قناة النيل الأزرق، وكان خطابه داعماً للمشاريع الثقافية المقبلة في شأن صناعة الأفلام والبرامج الثقافية.. وعن أسرة الداعية تحدث الأستاذ “عبد الله محمد زين”.. ووالي الخرطوم حضر العرض.. وعدد من رموز الثقافة والإعلام منهم الأستاذ “حسن فضل المولى” مدير القناة.. ليت بقية القنوات حذت حذو النبل الأزرق.. تبغي نشر الفيلم لتعم الفائدة. وعلى ذكر الفيلم اقول للقارئ كانت لدينا مؤسسة الدولة للسينما شملتها الخصخصة، وكانت لدينا إدارة للإنتاج السينمائي، ماتت بسبب عدم الاهتمام وضاعت أفلام وثائقية هامة لا تقدر بثمن. وهل يعلم القارئ الكريم بأن السودان من الدول الرائدة في صناعة السينمأ.. رحم الله العم “جاد الله جبارة” رائد السينما السودانية.. وبالمناسبة دائماً ما أمر بأطلال سينما (الوطنية أم درمان وجارتها سينما أم درمأن وبانت والعرضة والثورة).. والسؤال لأصحاب تلك الدور الخبر شنو.؟ والسؤال أيضا لوزارة الثقافة وما حقيقة الخبر الذي سمعته بأن وزارة الإعلام استقدمت خبراء لتدريب إعلاميين لاستنساخ أفلام قديمة، لتواكب التقانة الحديثة، ارجو أن يكون الخبر صحيحاً.. وماذا عن الشباب الذين أنتجوا أفلاماً روائية سودانية، عرضوها بسينما الحلفايا بعد أن أعادوا لها الحياة.. وحديثي عن جدوى السينما في حياة الناس لا يرتقي إليه شك فأنا من جيل أثرت فيه السينما إيجاباً.. رحم الله الصديق الأستاذ “أنور هاشم” الذي درس السينما وتخصص في الإخراج أسهم وجاهد في إخراج عدد من الأفلام ورحل وهو يحلم بسينما سودانية.. د. “وجدي أبو صلاح” أيضاً جاء يمني النفس بصناعة سينما سودانية، وأخيراً أحبط وذهب مهاجراً لقناة الجزيرة، شأنه شأن آلاف من الخبرات التي هاجرت مسخرة ملكاتها للدول التي هاجروا إليها.. طبعاً في ناس سيسخروا من مقالي هذا ويقولوا الناس في شنو وأنا في شنو؟ّ لكن بقول ليهم عن حاجة مهمة ضاعت مننا مثلما ضاعت أشياء كثيرة تدريجيا إلى أن أصبح الحال لما هو عليه الآن .. الهند أصبحت منافسة لأمريكا في صناعة السينما كذلك تركيا، وهي صناعة تدر إيرادات محترمة لخزاناتها العامة هذا إلى جانب استفادة العاملين في هذه الصناعة والفائدة الكبرى هي الأثر الحضاري الذي تحدثه السينما في الناس.. والموضوع يا ريت لو كان سينما وبس.. نحن (الموية الكايساها) دول كثيرة، لا نحسن إدارتها والنيل وروافده تجري منذ ملايين السنين والمواسير قاطعة موية والنيل بسمع في كلامي.. وما تكلموني عن فك الحظر، والمسؤولون يناشدوا الأهل بغربنا الحبيب لجمع السلاح.. ومفتاح هذه المعضلة فينا وعندنا حكام ومحكومين نشتغل ونوظف الهبات العظيمة الأداها لينا الحق عز وجل، ونحب الأرض والوطن.. وبرضو ما ننسى موضوع السينما السودانية.