رأي

ربع مقال

  أوراق الحكومة على الواتساب..!!
خالد حسن لقمان

.. أذكر أنه وتحت إلحاح متكرر مني حكى لي الصحفي الكبير “إدريس حسن” المخبر الصحفي الأشهر في تاريخ الصحافة السودانية ورئيس تحرير صحيفة الرأي العام السودانية خلال سنوات زاهية مضت.. حكى لي تلك الواقعة الشهيرة التي حدثت له في القصر الجمهوري والتي صارت إحدى الحكايات الأكاديمية التي تحكى لطلاب الصحافة بالجامعات السودانية كمثال للمثابرة وحب المهنة.. يقول أستاذنا الكبير.. في تلك الليلة الماطرة كان الناس في انتظار لما سيخرج به اجتماع الحكومة المنعقد في القاعة الرئاسية في القصر الجمهوري.. وقبل دخول الوزراء ألححت على بعضهم في الدخول لمتابعة فعاليات الاجتماع من القاعات المجاورة، إلا أنه تم منعي بشدة ولم يعد أمامي سوى العودة للبيت.. إلا أن شيئاً ما داخلي رفض أن يقودني للخارج فمكثت ولمدة ثلاث ساعات تحت شجرة من أشجار القصر والأمطار تهطل بشدة حتى ابتلت ملابسي وبدأت أشعر ببرودة شديدة مع زيادة شدة الرياح.. ثم خرج الوزراء من الاجتماع ووجدوني في هذه الحالة فتعجبوا ثم كافأوني بمنحي كافة النتائج على نحو حصري وخاص.. متعك الله أستاذنا “إدريس” بالصحة والعافية ولك أن تعلم بأن ما كنت تجنيه بجهدك ومثابرتك.. أصبح الآن على طرقات  وحواري الواتساب الذي ينشر قرارات رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء لكل من هب ودب قبل صدورها وعليها ختم الدولة بصقره ونجمه.. حيث لم تعد هنالك هيبة ولا وقار للأوراق الحكومية برئاساتها ووزاراتها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية