ربع مقال
مجالس الإطراءات المنافقة والإشادات الكذوبة..!!
خالد لقمان
.. من أكثر الأشياء التي تدعو للرثاء والإشفاق.. بل السخرية والتندر في هذا البلد.. أن تجد في مجالس الحكم والأجسام التنفيذية للدولة على مستواها الرأسي والأفقي على حد سواء.. من يسارع دوماً في تقديم عبارات الثناء والإطراء لكل ما يقدم لهذه المجالس والمستويات التنفيذية من تقارير للوحدات الحكومية.. (… في بداية حديثي أرجو أن أشيد بتقرير الإخوة في إدارة كذا أو وزارة كذا أو محلية كذا..).. هذه هي عبارات الحضور.. وللأسف فدوماً ما يكون هؤلاء المادحون مسؤولين من الدرجات الكبيرة والمقامات الرفيعة.. هكذا لا يتورعون في نثر كل الثناءات والإطراءات على التقارير الحكومية وأصحابها من وزراء ومدراء حتى أنه لا يكاد يكون هنالك تقرير حكومي واحد من هذه التقارير قد تم إرجاعه لوزارته أو إدارته نتيجة لقصور أو خلل فيه.
وهذا في تقديري من أكبر مؤشرات فشل الأداء الذي لازم الأجسام العليا في الدولة ومؤسساتها ووحداتها التنفيذية.. فعلى أقل تقدير تغيب هنا الرقابة وتضعف إثر ذلك حدود المسؤولية والصلاحيات التي يتمتع بها كبار الموظفين للحفاظ على سياسة الدولة وحماية مواردها.. وكيف تتوفر المسؤولية لدى من أدخل في دائرة الإطراءات التافهة والإشادات المنافقة الكذوبة.. والله يحميك يا بلد..!!
