رأي

فوق رأي

قسم الاستقبال الحامض
هناء إبراهيم

نحن كـ بني آدمين من تخصصات أخرى، نتخيل السكرتارية والعلاقات العامة عبارة عن فن عالي جداً، وأنهم يدرسون الجمال بكل أبوابه ونوافذهk وأن بدراستهم لهذا الفن العميق يشتعل بداخلهم حب الحياة والناس، ولأن الابتسامة والإنسانية والتهذيب لا يُدرس، نفترض أنهم يحرضونهم على ذلك ويوصونهم بالناس خيراً، إلا أنك تتفاجأ في الكثير من المرات أن معظم (ناس الاستقبال ) مركبين وش..
لشنو وعشان شنو ما تعرف..
(ناس الاستقبال الحامض) هؤلاء تقريباً بتخرجوا في يدهم الشمال شهادة (كيف تصر وشك وتتعامل بسخف)، وفي يدهم اليمين شهادة (كيف تقول عبارة المدير في اجتماع دون أن يبان كذبك في ملامحك وفي عينيك).
ناس غريبين أقسم بالله…
بعدين عندهم إحساس بالعظمة كدا غريب.. وكأن مفاتيح الفرح والنجاح في طرف أصبعهم الصغير.
وأنت مهما بلغ بك الفهم لن تفهم لماذا توظف المؤسسات (واجهات) بهذا السوء..
وكذابين كذب ياخ..
على سبيل المثال.. أذكر ذات مرة طلبت مني إحدى المؤسسات الإعلامية شكل برنامج معين.. وبعد فترة جهزت البرنامج وذهبت لمقابلة من يهمه الأمر، فوجدت في الاستقبال الأنيق المكيف (ولدين وبنت) والتلاتة ما شاء الله أجمعوا بكل القطامة التي على سطح الأرض، على أنه غير موجود ولسه ما جاء..
المؤمن صديق ثم ما في سبب يدعوهم للكذب وبهذا الإجماع الثلاثي.. اتصلت بمن يهمه الأمر وسألته (ح تجي مكتبك متين)، فأخبرني أنه موجود بمكتبه من النجمة..
شايف كيف؟!
ما فائدة التكييف والجلوس الفخم والمعطر والألوان إذا كان الاستقبال بهذا الكذب؟!
المهم مشيت لميت فيهم أسئلة من داخل المصران العصبي كان أولها (إنتوا بتكذبوا ليه أنا دايرة أعرف ثم بتستفيدوا شنو ثم ألم تدرسوا في الروضة أن الكذاب بروح النار ثم إنتوا راضين عن روحكم كدا ثم دي مؤسسة إعلامية بتنتقد المسؤولين البقفلوا أبوابهم في وش المواطنين ثم إن شاء الله منظركم دا عاجبكم) ثم مشيت..
وعلى صعيد جميل وكنموذج طيب يدهشك الاستقبال والابتسامة في كل مكان داخل (مستشفى الذرة مدني).
أقول قولي هذا كنموذجين
وطبعاً ح تسألني إنتِ قايلة الشغالين في الاستقبال ديل شغالين بشهادتهم… قايلاهم خريجين الكليات التي ذكرتيها؟!
و…….
يا روحي سلام عليك
لدواعٍ في بالي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية