تقارير

إدخال أصناف جديدة من الأدوية في قائمة التأمين الصحي.. هل تنهي معاناة المرضى؟

لجنة من كبار الاختصاصيين تعكف في إضافة أدوية جديدة للقائمة
الخرطوم – فاطمة عوض
تعكف لجنة من كبار الاختصاصيين في جميع التخصصات لإضافة أصناف من الدواء لقائمة أدوية التأمين الصحي والتي يحتاجها المرضى خاصة أن هناك أدوية خارج التأمين الصحي يضطر المرضى المؤمن عليهم شراؤها خارج بطاقة التأمين ويشكي البعض من عدم حصولهم على الأدوية المطلوبة عبر التأمين الصحي، غير أن دراسة تقييمية  أجراها الصندوق القومي للتأمين الصحي للحزم الدوائية بولاية الجزيرة لعدد (58) ألف روشتة أسفرت عن نسبة (3,5)% هي أدوية وصفت لمرضى ولم يحصلوا عليها بينما (96)% من المرضى حصلوا على الأدوية.
وطالب اختصاصيون لـ(المجهر) بشمولية قائمة التأمين الصحي لكل الأدوية المتاحة قديمها وحديثها، رخيصها وغاليها وخاصة الأدوية المنقذة للحياة.
أعلن الصندوق القومي للتأمين الصحي عن موجهات ومعايير تنقيح قائمة الأدوية بهدف مواكبة التطورات العلمية التي تحدث في العملية العلاجية للوفرة الدوائية الفعالة والمـأمونية.
وكشف د. “طلال الفاضل” مدير الصندوق للتأمين الصحي، عن اكتمال الترتيبات لتحديث قائمة أدوية التأمين البالغة (602) صنف، وتوقع إضافة أدوية جديدة في شكلها النهائي حسب اللجنة الاستشارية من كبار الاختصاصيين والممارسين في العمل الصحي، لتلبي كافة احتياجات المواطنين والأمراض المنتشرة.
وأكد د. “طلال” خلال مخاطبته ورشة عمل تنقيح وتحديث قائمة أدوية التأمين الصحي، بمركز التدريب بالإمدادات الطبية، أن التحديث لمواكبة التطورات في العملية العلاجية أن الصندوق ليس له الحق في التدخل بالإضافة أو الحذف، وقال إنه في حالة حدوث أي طارئ يتم من خلال اللجنة الفنية الاستشارية بتوصية منها .
وكشف د.”عبد الله عبد الرحمن” رئيس جمعية اختصاصيي الطب النفسي، أن اقل من (20)% من المرضى فقط يستطيعون شراء الأدوية مطالباً الدولة بمجانية أدوية الأمراض النفسية ذات الفعالية،  وأكد أن الموجود من الأدوية لا يكفي، وقال نسعى مع التأمين القومي ووزارة الصحة ومجلس الأدوية والسموم، لتوفير أدوية  ذات جودة وفي متناول المريض، وأضاف نحن في الجمعية دائماً في خط المواجهة والمقدمة دفاعاً عن مرضانا لأنهم ذوو خصوصية خاصة وأن المرض أكثر انتشارا، وطالب الدولة بجعل العلاج النفسي مجاناً أسوة بمجانية علاج السرطان والأطفال دون الخامسة، لأن المريض النفسي لا يعمل بالكفاءة والقدرة ولا يستطيع العمل، وأشار إلى أن بعض أدوية العلاج النفسي داخل التأمين وليس كلها.
من جهته كشف د. “عبد اللطيف عشميق”، رئيس جمعية اختصاصيي النساء والتوليد، عن موافقة إدخال أمراض النساء والتوليد، تحت مظلة التأمين، بالإضافة إلى تضمين بعض أدوية الخصوبة في قائمة التأمين، لافتاً لارتفاع أدوية أمراض النساء، وأكد أن التأمين الصحي يعمل على تجديد قائمة الأدوية كل عامين، وأضاف أن العلاج أصبح غالياً والتأمين الصحي هو الملجأ الوحيد،  ولفت “عشميق” لارتفاع أدوية النساء والتوليد، معلناً إجازة كل أدوية النساء والتوليد لتقليل وفيات الأمهات  .
وقال المدير العام للصندوق دكتور “طلال الفاضل”، خلال  مخاطبته ورشة عمل تنقيح وتحديث قائمة أدوية التأمين الصحي 2017 _2019  تحت شعار (معا لتحقيق التغطية الصحية الشاملة عبر قائمة أدوية مبنية على الأسانيد العلمية)، بمركز “عبد الحميد إبراهيم” للتدريب بالإمدادات الطبية، إن الورشة تهدف لترقية وتطوير حزمة الخدمات الصيدلانية للمؤمن لهم بتحسين  إتاحة الأدوية مأمونة الجودة والسلامة وبتكلفة ميسرة، وذلك لتحقيق النتائج الصحية المرجوة
فالتنقيح للقائمة يتم وفق الأسس ومنهجية علمية جديدة بتعديلها وإضافة أدوية جديدة ووضع موجهات في الصرف واستخدام الدواء لتحقيق مبدأ العدالة تلبية لاحتياجات كافة الشرائح خاصة الأطفال والأمهات وذوي الاحتياجات الخاصة والأمراض المزمنة، استناداً للمرجعيات العلمية في التنقيح مع مراعاة عدد الحالات التي يغطيها الدواء وإمكانية احتواء تكاليف الأدوية عند إضافة دواء آخر يتفوق عليه في الفاعلية والإيجابيات.
موجهات منظمة الصحة العالمية
فكما أوردنا آنفاً أن التنقيح جاء وفقاً للأسس العلمية المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية، بجانب السياسة الوطنية، واتبع الصندوق سياسة توسيع المشاركة في خطوات التنقيح مع اصطحاب وجهة نظر المؤمن عليهم ومنظمات المجتمع المدني كون لجنة بمشاركة كافة الجهات ذات الصلة مع  لجنة متابعة فنية بكل الولايات لمتابعة التنقيح إضافة إلى عمل استبيان للمستفيدين لقياس مدى رضاهم عن قائمة الأدوية للعام 2014_2016م فضلا عن رصد عشوائي لبعض الأدوية التي توصف خارج قائمة أدوية 2014_2016 لتضمينها ضمن القائمة الجديدة وإجراء مسح ميداني لكل مقدمي الخدمة للحالات المحالة من فروع الصندوق بالولايات، وتم إجراء مسح لجميع الجمعيات الطبية المتخصصة لاستصحاب ملاحظاتهم.
فالقائمة حسب مدير إدارة الصيدلة بالصندوق د.”فاروق نور الدائم”، تناقش القضايا الأساسية متمثلة في استخدام المضادات الحيوية بالتأمين الصحي فإن (64)% من الوصفات تحتوي على مضاد بكتيري واحد على الأقل في المتوسط وتتراوح بين (84)% للأطفال دون الخامسة و(43)% للكبار فوق الـ(55) عاماً فالأسباب الرئيسية لوصف المضادات الحيوية التهابات الجهاز التنفسي، التهابات المسالك البولية، حمى التايفويد،  فالتأمين ينفق على المضادات الحيوية (27)% من إجمالي تكلفة الدواء بتكلفة تقدر بـ(99) مليون جنيه، للعام 2016م، وأضاف أيضاً من القضايا الأساسية علاج الأمراض المزمنة، حيث إن هناك زيادة في العبء العلاجي تتمثل في (21.7)% من ميزانية التأمين الصحي للعام 2016م.
وهذا الجهد المبذول يواجه بتحديات تتمثل في استكمال وتفعيل البروتوكولات العلاجية والموجهات القياسية للعلاج، إضافة لتوحيد قائمة الأدوية وتطبيق إستراتيجيات الاستخدام الرشيد للدواء.
كشف مدير الصندوق القومي للتأمين الصحي د.”طلال الفاضل”، عن زيادة التغطية خلال هذا العام بنسبة (10)% ويبلغ عدد المؤمن عليهم (20) مليون مواطن، تمت تغطيتهم بالتأمين الصحي، فيما كشف عن زيادة الإنفاق على المضادات الحيوية (27)% من إجمالي تكلفة الدواء بتكلفة مليون في العام 2016 ، وأشار إلى زيادة العبء العلاجي تمثل (21.7)% من ميزانية التأمين الصحي للعام 2016 مقراً بضعف التوعية والمتابعة وضعف تطبيق الموجهات القياسية للعلاج الخرطوم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية