تفاصيل زيارة فوق العادة لرئيس الجمهورية إلى "فوربرنقا"
كأول زيارة لرئيس إلى المنطقة
الجنينة – عبد الرحمن محمد أحمد
تقع محلية فوربرنقا في الجزء الجنوبي لرئاسة ولاية غرب دارفور، على بعد (160) كيلومتراً، وتحدها من الغرب محافظة أنجريمة التشادية ويفصل بينهما شريط وادي كجا، وتعد هي المدينة الثانية لتصدير الماشية بالسودان بعد سوق المويلح بأم درمان، فرغم ميزاتها الجغرافية والاقتصادية والتاريخية إلا أن المنطقة لم تحظَ بزيارة رئيس سوداني منذ الاستقلال.. زيارة الرئيس المشير “البشير”، كانت الأولى من نوعها، وكانت هذه الزيارة كحلم يراود أهل فوربرنقا الذين احتشدوا منذ الصباح الباكر بمدرج مطار ساحة (يوناميد) الواقعة شمال المدينة، يتقدمهم معتمد المحلية، والوفد الولائي من الوزراء ونواب المجلس التشريعي، وقيادات المحلية من الشباب والطلاب والمرأة، حيث وصول طائرة رئيس الجمهورية عند الثانية عشرة ظهراً في طريقهم إلى المدينة مروراً بالشارع الرئيسي ومباني المحكمة.
{ لافتات وفرسان على ظهور الخيل في استقبال الرئيس
امتلأت الطرقات بالحشود، واللافتات، وأكثر من (1000) من الفرسان على ظهور الخيل، وكانت المحطة الأولى حضور الرئيس ووفده من الوزراء ووزراء الدولة ختمة القرآن الكريم بالمسجد العتيق بمشاركة لفيف من الأئمة والدعاة والحفظة ويتقدمهم رئيس المجلس الأعلى للدعوة الشيخ “عبد القادر البدوي”، وتوالت الفقرات بافتتاح شبكة كهرباء فوربرنقا ومشروعات هبة التعليم، وبساحة الميدان الجنوبي احتشد الآلاف ابتهاجاً بالزيارة التاريخية، والفرسان على ظهور الخيل، والنساء يحملن على رؤوسهن التراث الشعبي، والهودج وتعالت الشعارات والهتافات بعبارات (شكراً شكراً يا ريس)، (مرحب مرحب يا ريس)، وسالت دماء نحر الإبل تكريماً لفخامته.
{ مطالب بإكمال طريق (الجنبنة – هبيلا – فوربرنقا)
ابتدر ممثل المنطقة الأمير “عبد الحميد نهيض” فقرات الاحتفال، وقال إن الزيارة تعدّ بمثابة الحلم المحقق لأهل المنطقة، وطالب بالإسراع بإكمال طريق (الجنبنة – هبيلا- فوربرنقا) وإنشاء كلية جامعية بالمحلية. وجاءت كلمة معتمد المحلية “محمد عمر الفضيل” حاملة البشريات لأهل المنطقة بقدوم رئيس الجمهورية وافتتاح المشروعات الخدمية، معدداً حاجة المنطقة للطرق والمصارف البنكية، وشدد والي غرب دارفور “فضل المولى الهجا” على أن حكومته ماضية في جمع السلاح لتحقيق الأمن، واصفاً المحلية بأنها تتمتع بأكبر سوق للماشية، المحاصيل الزراعية والتبادل التجاري للسلع مع دولة تشاد.
رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” أعرب خلال كلمته أمام الجماهير المحتشدة عن فرحته بزيارة المنطقة الواعدة المتربعة على ضفاف وادي كجا وأزوم، وذكر الرئيس أنه في بداية حياته العسكرية بعد تخرجه في الكلية الحربية عمل بالقيادة الغربية بدارفور، وكان ذلك في العام 1967م، وأعلن أن عملية جمع السلاح خط أحمر حتى تعود دارفور إلى سيرتها الأولى.
وأشاد الرئيس بالنسيج الاجتماعي الذي يسود بين أهالي المنطقة، ووجه بإنشاء جامعة الجنينة بـ(إنشاء كلية للبيطرة)، كما وجه وزارة الطرق والنقل والجسور بالبدء الفوري في طريق (الجنينة- هبيلا- فوربرنقا)، بجانب إعداد دراسات هندسية لإنشاء كوبري في شريط وادي كجا يربط بين فوربرنقا ومحافظة أنجريمة التشادية لتسهيل الحركة التجارية، فضلاً عن فتح فروع لمصارف بنكية برئاسة المحلية للاستفادة من الكتلة النقدية.
وكذا الحال، جاءت زيارة رئيس الجمهورية لمنطقة جكري الواقعة غرب الجنينة نحو (20) كيلومتراً، تتويجاً لافتتاح مشروعات خدمية متنوعة لتنمية وتطوير الرُّحل وسط حشود جماهيرية عريضة وجدت تجاوباً كبيراً من الفعاليات الرسمية والشعبية.. وتجيء زيارة رئيس الجمهورية لولاية غرب دارفور هذه المرة، وسط اهتمام رسمي وشعبي كبير من جماهير حاضرة الولاية، إيذاناً بانطلاق النهضة التنموية من حيث إكمال مشروعات الجنينة عاصمة للثقافة السودانية، ومشروعات النهضة التعليمية والطرق، والبنى التحتية، وافتتاح استاد الجنينة، وبنك السودان، وأكاديمية الأطر الصحية، وجاء هذا الحلم المرتجى بعد مخاض عسير وحركة دؤوبة من اللجان العليا بقيادة ركب السفينة الوالي “فضل الهجا”، وذلك تكريماً ووفاءً لفخامة رئيس الجمهورية لما ظل يقدمه لإنسان غرب دارفور من أمن واستقرار وتنمية ومشروعات خدمية شامخة، وحقاً ودّعت غرب دارفور ويلات الحرب ولبست حلية من الطمأنينة والهدوء.
وقد استقبلت جماهير الولاية سعادة رئيس الجمهورية بكل أطيافها السياسية، وفعالياتها المختلفة، بحفاوة بالغة وهم يملأون جنبات الطريق الرئيسي من مطار الشهيد صبيرة حتى ساحة الحشد الجماهيري بالساحة جنوب مستشفى الجنينة، ليسجل “الهجا” وولايته تاريخاً ناصعاً ضمن لبنة الإنجازات والمشروعات الضخمة على خارطة السودان ودارفور على وجه الخصوص.