مسألة مستعجلة
دلالات زيارة الرئيس لدارفور
نجل الدين ادم
دلالات عديدة حققتها الزيارة النوعية لرئيس الجمهورية، المشير “عمر البشير” لولايتي غرب وجنوب دارفور، لنحو ستة أيام متتالية، حيث زار الرئيس منطقة فور برنقا بغرب دارفور بكل ما تحمله من تاريخ وإرث، وما تعانيه من إهمال خلال الحقب السابقة، ومنطقة شطايا بجنوب دارفور حيث بداية شرارة أزمة إقليم دارفور.
التحدي الأكبر، في مجموع الزيارات التي قام بها الرئيس كانت زيارة منطقة قريضة بغرب دارفور، حيث إنها تم احتلالها من قبل قوات “مناوي” وعاشت فترة من الظلام حتى تمت إعادتها، أما التحدي الآخر فكانت زيارة معسكر (كلمة) الشهير بجنوب دارفور، فواحدة من الدلالات المهمة لهذه المناطق، وهو تأكيد مبدأ السلام وتحقيق التنمية في المرحلة المقبلة، بجانب تعزيز حملة جمع السلاح التي ابتدرها نائب رئيس الجمهورية، “حسبو محمد عبد الرحمن”.
يوم أمس كانت كل القنوات والمحطات على موعد مع احتفال كبير، وهو الخطاب الجماهيري في معسكر (كلمة) للنازحين، الذي وجدت فيه المعارضة المسلحة وغير المسلحة ضالتها، وهي ترسل الرسائل السالبة الاستباقية بتحريض النازحين بأن لا يستقبلوا الرئيس، بل تعملوا على تعويق الزيارة بكل ما أوتيتم.
السؤال المهم هنا.. هل دخل الرئيس “البشير” يوم أمس معسكر (كلمة) عنوة واقتدارا؟ البعض من الناشطين استغل المناسبة استغلالا جيدا في ارضاء غرورهم عبر وسائط التواصل الاجتماعي، بالتقليل من أهمية الزيارة وفشلها وعدم تحقيقها أي أهداف، حاول البعض من الناشطين على الفضاء الفسيح تثبيط الهمم وهم يرسلون صور شائهة عن الأوضاع في المعسكر وجرح البعض من النازحين، واستخدام الحكومة للسلاح في وجههم.
من واقع الأحداث وما أعرفه عن المنطقة فإن الرئيس “البشير” بالفعل وصل إلى (كلمة)، فالبعض أشار إلى أن الاحتفال أقيم في محلية بليل وليس معسكر (كلمة)، فالذي يعرف جغرافيا المنطقة جيدا يعرف أن بليل هي نفسها امتداد لمعسكر (كلمة) وإن ما يفصل بينهما لا يتجاوز بأي حال من الأحوال الـ(كيلو متر)، وللأسف أن البعض من ضعفاء النفوس زجوا بالصور المفبركة التي تعكس حالة الموت والخسائر في الأرواح، لكن كل ذلك بددته النتائج النهائية للرئيس “البشير” فقد كانت حقاً زيارة ناجحة بكل المقاييس..
والله المستعان.