حوارات

عضو هيئة علماء السودان د. "عبد الوهاب محمد علي" في حوار الراهن مع (المجهر)

“مبارك الفاضل” يريد أن يحرج النظام ويعيبه بدعوته للتطبيع مع إسرائيل لذلك نطالب بإقالته!!
لا بد من مكاتب مراجعة شرعية بالقنوات الفضائية لمراقبة البرامج وظهور المذيعات!
أؤيد ترشح “البشير” في 2020م لأنه رجل له فطرة (ما ساهلة) واكتسب حب الناس
لا معنى لشعارات التكبير والتهليل التي تطلق إذا لم يقصد بها الله تعالى تطبيقاً
حوار – سيف جامع
يعدّ عضو هيئة علماء السودان دكتور “عبد الوهاب محمد علي أحمد) من أكثر الشخصيات إثارة للجدل بسبب آرائه الشرعية الصريحة في الكثير من القضايا وبرز اسمه بقوة أثناء مناوئته للتعديلات الدستورية خاصة في فقرة ما يسمى (زواج التراضي)، (المجهر).. التقته في حوار الراهن من القضايا حيث برزت عدة قضايا اجتماعية وسياسية، استفسرناه عن دعوات التطبيع مع إسرائيل، وعن ما تقدمه القنوات الفضائية.. شيخ “عبد الوهاب” لم يخل حديثه من السياسة وتقاطعات الوضع الراهن.. فإلى مضابط الحوار.

{ برزت في الآونة الأخيرة بقوة دعوات للتطبيع مع إسرائيل؟
_ الدعوة للتطبيع خبيثة ونتنة ولا تخرج إلا من أصحاب النفوس المنهزمة، أي إنسان لديه إطماع شخصية عشان يدفعوا ليهو ويقيموا ليهو مكانة يذهب إلى المساس بالمسائل الشرعية والدينية، لأن القضية الفلسطينية ليست قضية فلسطين وإنما الأمة الإسلامية، ومن يطالب بالتطبيع توجهاته لأطماع شخصية ليس إلا، ونحن لن نعترف بإسرائيل إطلاقاً وهي مهيمنة على القدس.
{ أنتم كعلماء للمسلمين كيف تقابلون مثل هذه الدعوات؟
_ أفتكر، الكثير من الناس الذين طبلوا ونادوا بالتطبيع لن يفلحوا لأن الحمد لله الشعب السوداني رافض هذه المسألة، ونحن كمسلمين نرفض أي تطبيع، ونفتكر أي دعوة للتطبيع مع العدو يكون بذلك الداعي ذاته عدو، وأي دولة عربية طبعت من إسرائيل فشلت لأن الله سبحانه وتعالى يرى هذه فئة الظالمة الضالةـ فيكف أضع يدي معها وإذا احتلت دولته ماذا يفعل؟
{ لكن هذا المحتل لا يحتل أرضنا؟
_ كيف ذلك ونحن نرى كل الأراضي الإسلامية أراضي المسلمين ولا نعترف بالحدود السياسية التي أنشئت من زمان لأنها حدود استعمارية من أجل تقسيمنا إلى أجزاء ونتحارب ونتناحر مع بعضنا، وكل المناطق الإسلامية سابقاً في أوروبا المسلم كان يتحرك كما يشاء، هذا الإسلام الذي نعرفه أما إسلام الاستعمار لا نريد أن نخوض فيه.
{ إذن في رأيك ما هو الحكم الشرعي في مواجهة هذه الفتوى خاصة وأنها صدرت من مسؤول يتولى شأن المسلمين؟
_ والله هذا لا يحتاج فتوى، لأن هذا هراء وترهات من “مبارك الفاضل” وهو معروف أنه منبوذ حتى في حزبه ورفضته كل أحزاب الأمة لأنها رأته شاذاً.. وليس للشواذ قواعد ليحكم عليها، فهو من شواذ الحزب وإذا أصلاً يعتقد في التطبيع فهو يناقض جذوره وجده الإمام “محمد أحمد المهدي” حارب الإنجليز اليهود والنصارى.. فهل يعدّ هذا حفيداً من أحفاده، وهو يطعن في أسرته ومبادئ دينه؟ لذلك نجده منبوذاً منذ جاء سابقاً إلى السلطة بالترضيات لكنه أراد أن يبث هذا السم للتشويش وتعييب النظام وإحراجه بقوله أنا موجود في النظام وها أنا أطالب بالتطبيع، ولماذا لم يقل هذا الكلام أيام كان معارضاً أو في أيام حكومة “لصادق المهدي”.
نحن حاربنا منذ 1948 في فلسطين وما زلنا نحارب، ونحن بصمودنا الدولة الوحيدة المتمسكة بالممانعة، لذلك نطالب الحكومة بوقف وعزل وإقالة “مبارك الفاضل” الذي يريد تشويه النظام.
{ طيب.. نتحدث في منحى آخر يتعلق برهن المواطنين وتسهيل معيشتهم برفع العقوبات كيف تنظر إلى ذلك من جانب تأصيلي؟
_ بارك الله فيك، طبعاً أمريكا هي الدولة المهيمنة الآن والدولة القوية والله أنا عندي هي بالونة هواء يمكن تطير، وليست لها قوة لأننا نملك قوة الله تعالى وعظمته وجلاله، ونحن الآن زي أيام الرسول عليه السلام، كان هنالك الفرس والروم بقوات كبيرة وعظيمة، والآن مثلهم أمريكا اليوم، لكننا أمة مستضعفة دخل فينا الوهن، لذلك نراها كبيرة، لكن إذا سرنا على الدين ونهج رسول الله “صلى الله عليه وسلم” والطريق القويم والله نرى أمريكا لا تساوي (زرارة) وقد حاصرتنا منذ التسعينيات ولم يحدث شيء لأننا نمتلك عزيمة وإصراراً.. أما الآن هي تريد أن تحاربنا بالدول المجاورة ولا تحارب مباشرة ونصيحتنا للرئيس “البشير” لا تخافوا من أمريكا واتقوا الله ينصركم، وأنت يا حكومة السودان لازم تقرأوا القرآن وتتدبروا ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب.. الله يقول هكذا، ونحن إذا طبقنا شرع الله وتمسكنا بكتابه لن تمسنا أمريكا، وأنا أقول للرئيس “البشير” طبق الشريعة، وهو يتحدث قرابة الثلاثين عاماً أنا أريد أطبق الشريعة، لماذا لا تطبقها.
أما رفع العقوبات ربما من الأسباب التي نأخذ بها، لأن هنالك ضغطاً في الصادر والوارد وحظر مواد معينة، وهذا ما فعله أعداء الله مع الرسول عليه السلام، وهذه نعم تؤدي إلى شظف العيش للمواطن، وإذا أخذنا بالأسباب وطبقنا شرع الله تعالى لسخر لنا أمريكا وغيرها وجعلها تنصاع لنا.. إذن نحن نقول الخلل فينا وليس القوة في أمريكا وعمر بن الخطاب قال كلاماً عظيماً جداً يكتب بماء من ذهب، قال: (كنا عرب ضعفاء متناحرين متقاتلين أعزنا الله بالإسلام وإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا)، والأمة المسلمة كان يهابها الأعداء لكن الآن أصابنا الوهن، وهذا بسبب حبنا للدنيا وإتباعنا للموازنات السياسية وليست الشرعية.
{ كيف ترى خطوات إعادة النظر في ثوابت الدولة مثل الوحدات الجهادية بالجامعات وبعض الثوابت التي قامت عليها الإنقاذ؟
_ نحن لن تقبل أي شيء يتعارض مع شرع الله لكن هي كما قلت لك موازنات السياسة العصرية ولو اتبعنا الموازنة الشرعية لما كان هنالك شيء من التخبط الذي نحن فيه، والحكومة إذا أرادت أن تقلص من توجهاتها عليها أن تلجأ لكتاب الله وإلا قادنا ذلك إلى داهية ومصيبة، وعلى الرئيس أن يختار من أهل الورع والدين ليعملوا إلى جانبه، لتقديم المشورة والنصيحة وكل ما فيه الخير.
{ وعن التكبير والتهليل هل هي شعارات.. هل يمكن التخلي عنهما كشعارين في مناسبات الدولة؟
_ أرى أن المسائل التي بها شعارات وهتافات دون فائدة، أو أي شعار و(الله أكبر) إذا لم يقصد بها الله تعالى تطبيقاً لشرعه وعملاً بما يقوله تعالى فهذا يكون لا معنى له.
{ وعن التعبير في المناسبات بـ(التصفيق)؟
_ التصفيق لا يجوز شرعاً فهو للنساء وليس الرجال أصلاً والتصفيق جاء طامة للأمة كلها لأنه يقال إنه من سمات قوم لوط ودخل إلينا عن طريق دول الغرب ونحن بدأنا نقلدهم، وليس للتصفيق أصل في الإسلام لأن الرسول “صلى الله عليه وسلم” قال: (لتتبعن سنن من قبلكم وإذا دخلوا جحر ضب دخلتم).. والله أكبر وسبحان الله هذا حقنا حتى الرسول “صلى الله عليه وسلم” عندما يعجبه شيء يقول (الله أكبر) وما كان يصفق، لذلك ننادي بالتكبير في أي منشط لإثبات إتباعنا للإسلام أما التصفيق فلا يجوز ولا نرضى به.
{ أيضاً تزايد اتجاه القنوات الفضائية والإذاعية إلى برامج الغناء ألا تعتقد أنه يتنافى مع توجهات الدولة؟
_ صدقت فيما قلت، وأنا أصلاً لا أشاهد القنوات الفضائية لأنها كلها أصبحت قنوات أغاني وطرب وكان هذا الشعب شعب طرب وغناء وفساد، وأصلاً الغناء محرم شرعاً والأدلة الشرعية موجودة والغناء لا يجوز، والمشكلة الأساسية أن قنواتنا أصبحت قنوات أغانٍ فقط، وتحولت إلى قنوات غير هادفة وغير منتجة أو تعمل على تثقيف المواطن وحل مشاكل المجتمع ونحن نرفض ذلك، وهذا تأثيره كبير على المجتمع والنشء القادم رغم أن بعض الأشياء الجميلة موجودة في المدارس من خلال ما يقدم في طابور الصباح (صفا.. انتباه.. الله أكبر)، لكن بدخول الغناء والتلفزيون في أي بيت، فإن ذلك يؤدي إلى انحلال المجتمع وتمزيق النسيج الاجتماعي، و”عبد الله بن مسعود” يقول الأغاني قرآن الشيطان ودافع إلى الزنا والفساد.
{ لاحظنا داخل الهيئة تزايد الطلب من قبل المواطنين على الفتاوى ألم يدفعكم ذلك إلى توفير منافذ للفتاوى قريبة للمواطنين؟
_ الحمد لله هيئة العلماء في كل ولاية عندها فرع تسهيلاً للمواطن.. أما أكشاك الفتاوى وفتاوى القنوات الفضائية فمنها غير الصحيح وأيضا (النت)، وكل من هبّ ودبّ يفتي أما نحن كمؤسسات شرعية عندما نقدمها للمواطن تكون فتاوى مسؤولة ويمكن أن تراجع ويقف عند الفتوى والأساليب والمساند، وحالياً فإن أكثر الفتوى طلباً حول الطلاق وتصريف المال والزكاة.
وهذه صحوة إسلامية جيدة كون الناس يأتون ليتحروا الحلال من الحرام، وهذا أمر طيب، وعلى الدولة أن توظف هذه الصحوة لمواجهة التيارات التي تهدد الإسلام من الداخل، ونريد من الحكومة أن تتبنى وتنشئ مواقع في (النت) وتوقف الفتوى على القنوات الفضائية ومراجعتها بواسطة مجمع الفقه الإسلامي، ومن هنا أناشد رئيس الجمهورية ووزير الإعلام بعمل مراجعة بواسطة مجمع الفقه الإسلامي لكل برامج القنوات الفضائية، ويعمل عليها رقابة شرعية تشمل ظهور المذيعات وأن يكون ظهورهن وفق الشرع الإسلامي وأن تكون هنالك مكاتب بالقنوات وممثل لهيئة علماء السودان ومجلس الدعوة لمراجعة القنوات.
{ سؤال أخير.. يشغل المجتمع السياسي عن ضرورة ترشح الرئيس “البشير” لدورة جديدة في 2020م هل تؤيد؟
_ في رأيي الشخصي أؤيد بقاءه وهو رجل له فطرة (ما ساهلة) واكتسب الخبرة وحب الناس، ويرون فيه أنه الأمان للبلد، ونحن لا نريد هذا الباب أن ينكسر، ونريد أن يواصل في مسيره ويختم بتطبيق شرع الله كاملاً ونحن نؤيد بقاءه (100%).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية