رأي

بكل الوضوح

مهداء لولاة أمرنا الخوف من الله
عامر باشاب

{ قصص واقعية من حياة صحابة رسول الله الله صلى الله عليه وسلم والتابعين من الأولياء الصالحين، استوقفتني بحكمتها وعبرها خلال تجوالي بالمواقع الإسلامية المتخصصة في نشر القصص والموضوعات الدينية القيمة والمفيدة فكان لابد عبر “كل الوضوح” انقل بعضها لفائدة الجميع خاصة ولاة أمرنا الذين يحتاجون الانتباهة والتذكرة بمخافة الله، في زمان الغفلة ومشغوليات الحياة الدنيا، وإن الذكرى تنفع المؤمنين.
{ ذات يوم كان سيدنا “عثمان بن عفان” رضي الله عنه وارضاه في المقابر فبكى حتى ابتلت لحيته، فسأله أصحابه متعجبين: نذكر لك الجنة والنار فلا تبكي، ونذكر لك القبر فتبكي؟ فأجاب “عثمان”: لأول أول منازل الآخرة وإن خفف عن العبد فكان بعده أهون وإن لم يخفف عنه فهو ليس بهين ما بعده، وفي يوم من الأيام كان “أبو بكر الصديق” رضي الله عنه يسير فرأى طيراً على الشجر، فجثى على ركبتيه وأخذ يبكي قائلاً: ياليتني كهذا الطير يطير على الشجر ويأكل الثمر ولا أحاسب يوم القيامة، مع أنه رضي الله عنه وارضاه من العشرة المبشرين بالجنة.
{ يقول “بشر” رحمه الله: لو عرف الناس الله حق قدره لما أحد عصى الله والخوف في قلوبنا كثير، وذات يوم كان يمشي “عمر بن عبد العزيز” مع الخليفة “سليمان بن عبد الملك” وكان “عمر” وقتها هو الوالي، وأمطرت السماء، فقال “عمر بن عبد العزيز” للخليفة “سليمان”: أخفت؟ فأجاب “سليمان”: نعم، فقال: كيف بك يوم القيامة.
“الفضيل بن عياض” كان رجلاً تقياً ورعاً ومن فضلاء زمانه، وذات يوم كان في جبل عرفات وقال: يا سوأتاه إن عفوت، وكان “سفيان الثوري” إذا ذكر يوم القيامة أمامه: يصفر لونه ويبول دماً، وكان كثيراً ما يقول: اللهم سلم سلم، وعندما سئل عن كل هذا الخوف من الله سبحانه وتعالى، أجاب: أخاف أن يكون قد كتبني الله من أهل النار لِمَ لا أخاف؟.
{ وذات يوم سئل “الحسن البصري” رحمه الله عن كثرة بكائه وخوفه من الله سبحانه وتعالى، فأجاب: أخاف أن يطرحني ربي في النار ولا يبالي، فقالوا له في مجلس له: اتعرف فتاة في البصرة؟ وكانت فتاة زاهدة تقية، فأجاب نعم ما بها، قالوا: إنها تحتضر، فقام من مجلسه وذهب إلى منزلها فرأى أمها وأباها يبكون عليها، فدخل عليها يؤنسها قالت له: “يا أبا سعيد” كيف لي أن أسافر لمكة لوحدي، فأنا خائفة أكون فكيف لا أخاف من الله رب العالمين.
{ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولخرج أحدكم إلى الصعدات يلجأون إلى الله تعالى، ألا إن سلعة الله غالية.. ألا إن سلعة الله هي الجنة.
وضوح أخير:
من لم يخف من الله.. منه خوف.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية