تقارير

(المجهر) تنشر كواليس اللقاء الأول لـ(150) قيادي من الإسلاميين في السودان

“علي الحاج” يوضح الأهداف وإستراتيجية الوحدة للتيارات والجماعات للمرحلة القادمة
غياب “دفع الله الحاج يوسف” و”جعفر شيخ إدريس” و”سعاد الفاتح” و”نافع علي نافع” و”عوض الجاز” و”إبراهيم أحمد عمر”
الخرطوم – طلال إسماعيل
لم تكن مجرد دعوة لتناول طعام العشاء في منزل الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. “علي الحاج” مساء يوم (السبت) الماضي لرموز المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي والحركة الإسلامية والإخوان المسلمين، بعد أن صفت سماء الإسلاميين عقب سُحب الخلاف التي ضربت مشروعهم في السودان بوابل من الانقسام والتفرق.
حرص “علي الحاج” مع نائبيه “أحمد إبراهيم الترابي” و”عبد الله أبو فاطمة” والشيخ “إبراهيم السنوسي” على استقبال الضيوف من القيادات التاريخية للصف الإسلامي، يتقدمهم المرشد العام الأسبق أو سمه المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين– من أقدم قيادات التيار الإسلامي- الشيخ “صادق عبد الله عبد الماجد”، ومن بعده  “الحبر يوسف نور الدائم”، و”علي عثمان محمد طه”، والأمين العام للحركة الإسلامية “الزبير أحمد الحسن”، و”أحمد عبد الرحمن” و”الجزولي دفع الله”، و”عثمان خالد مضوي”، و”عثمان الهادي”، و”أحمد تجاني صالح”، و”عبد الرحيم علي”، و”عائشة الغبشاوي”، و”ربيع حسن أحمد”، و”حسنات عوض ساتي”، و”محمد عبد الله جار النبي” وأسر القيادات التاريخية الذين انتقلوا للدار الآخرة “أحمد الرضي جابر” و”يس عمر الإمام” والشيخ “حسن الترابي”.
واعتذر عن الحضور شخصيات بارزة بسبب الظروف الخاصة والسفر، منهم “دفع الله الحاج يوسف” و”جعفر شيخ إدريس” و”سعاد الفاتح” و”نافع علي نافع” و”عوض الجاز” و”إبراهيم أحمد عمر”.
استهل د. “علي الحاج” اللقاء بالتذكير بقيم الشورى ومعاني الاستخلاف في الأرض وإعمارها بالخير، واستحضار العبرة للمستضعفين في العالم، وقال: (أخوتي الكرام، القصد من هذا اللقاء هو أول لقاء اجتماعي، وأقول أول لقاء لأنني منذ أن كلفت، نويت أن التقي بأخوتي باختلاف مشاربهم وألوانهم ولكن لم أستطع لظروف لعلكم تقدرونها، وهذه الآيات التي تلوتها، نعم القرآن كله كلام الله ونؤمن به ولا نفرق بين آياته، ولكن هذه الآيات ذكرتها لأنني عندما جندت للإخوان المسلمين، أخوة كرام جندوني للدعوة وذلك في العام 1953م ومنذ تلك الفترة كنت التقي بقادة الإخوان.. الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد أمد الله في عمره وهو الآن بين ظهرانينا، الأخ الرشيد الطاهر رحمه الله، الأخ محمد عوض الله صالح رحمه الله، أخ مصري اسمه دكتور الشروني رحمه الله، وآخرون.. وكانت هذه الآيات أذكر أنها التي بدأوا بها عندما أتحدث إليهم، وبعد أن طال الزمن وتلوت هذه الآيات وحاولت أن أدرك بعض المعاني والتفاسير وجدتها تصب في قالب واحد وهو أننا فعلاً موعودن وملتزمون ومتمسكون بحبل الله سبحانه وتعالى لذا بدأت بهذه الآيات).
{ “علي الحاج” يعيد ذكريات التاريخ
واصل الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. “علي الحاج” سرد الذكريات التاريخية، وأضاف: (في البدء أترحم على الأخ الشيخ حسن عبد الله الترابي، ومن سبقه ومن التحق به من بعد ذلك، وآخر من التحق به اليوم قبل ساعات قبرناه الأخ الكريم بروفيسور ميرغني علي محمد أحمد، هو شقيق الأخ المهندس كمال علي محمد أحمد، وكان من المدعوين لهذا اللقاء لكن شاء الله أنه قبل ساعات أن يمضي إلى ربه وذهبنا وقبرناه رحمه الله.. ولي قصة مع كل واحد منكم، لكن قصتي أقولها الآن مع الأخ ميرغني علي رحمه الله رحمة واسعة، تعرفت عليه في خور طقت، في يوليو من العام 1955م في حلقة أخوكم في الله، واستمررنا ليس في دفعة واحدة وإنما في فصل واحد، وشاء الله لي مع أخوة آخرين أن أفصل من خور طقت لأسباب تدركونها وأتينا في تظاهرة للخرطوم والأخ حاتم يمكن أن يذكر هذا، والتظاهرة كانت مشهورة أيام الأحزاب، وسكنا في منزلهم بحي المسالمة في أم درمان، أول مرة في الخرطوم سكنت ومعي غيري في منزل هؤلاء الأخوة الأخ كمال علي محمد أحمد وأخوه المرحوم ميرغني علي محمد أحمد، الرباط بيننا “أخوكم في الله”، ليس هنالك أي رباط آخر. والآن أتيت بكم هنا، الرباط بيننا “أخوكم في الله”، ليس هنالك رباط عرقي.. اجتمعنا لهذه الجلسة والأعمال بالنيات ودعوتكم أنتم واستجبتم والحمد لله.. وبالطبع بدأنا كحركة إسلامية وكإخوان مسلمين وكبجهة ميثاق ومؤتمر وطني وشعبي كل هذه الأسماء التي سميتموها سميناها نحن، وأنا على ذلك من الشاهدين، ليس هنالك اسم منزل، أنتم إخوان مسلمون نعم، لكن لا شك أنتم الآن أكبر من ذلك، فيكم من أصبح رئيس وزراء، فيكم من أصبح وزيراً وسفيراً ورئيساً، أنتم الآن لا تمثلون الحركة الإسلامية، ربما كان لكم الفضل، والفضل من بعد لله.. الله تعالى قال: (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ).. نحن لا نتمن على الله، الله هو الذي أعطانا الإسلام، وهو الذي قال أن نبقى إخوان مسلمين، لكن هل نحن إخوان مسلمون فعلاً؟).
{ تحذير من المخاطر
وزاد “علي الحاج” بقوله: (عندما أتحدث إليكم أقول يجب أن نتحدث عن حركة الإسلام أوسع من حركة الإخوان، ونحن كإخوان هذه مسألة تاريخيها نقرها، لكن الآفاق الآن اتسعت تماماً في كل العالم، حركة الإسلام أصبحت أوسع، وحتى في السودان اليوم حركة الإسلام أصبحت أوسع، يجب ألا نحصر أنفسنا في مكان ضيق، يجب أن ننطلق ونذهب إلى الأمام ونحن الآن مهددون من كل صوب، والأعداء متربصون، وليس في ذلك أي نوع من الغرابة، هذه هي شيمة الأعداء، ولكن علينا أن نتمسك ونتحد ونكون على كلمة سواء دون أن نتقوقع ونكون مع الآخرين ننفتح للآخرين ونعترف بالأخطاء).
وأضاف: (مرة أخرى أكرر أن هذا اللقاء تأخر، ولكن لكل أجل كتاب، ورأيت بهذه المناسبة، خاصة وأنا الآن أتحدث وكان بين يدينا الأخ جعفر شيخ إدريس وذهبت إليه في عجل وفي الآخر عندما هرعت إليه قلت له: حقو تحضر هذا اللقاء.. وطبعاً عارف حالته الصحية التي لم تسمح له، وحتى أخينا ميرغني علي الذي توفي اليوم كان مفروض يكون معنا، سعاد الفاتح قيل إنها تعبانة لا تستطيع أن تأتي، والأمور كلها تسير كذلك، ونحن سائرون في هذا الطريق، أنا أقول هذا القول وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا إلى ما فيه خير العباد والبلاد، والحمد لله أرهقت بالمسؤولية وبين ظهرانيكم حوالي بعضة أشهر، وسمعت وقرأت ورأيت، وأحسب أن السودان ما زال بخير في تقديري.. والسودانيون عامة، أنا لا أتكلم عن الحركة، السودانيون عامة بخير نعم، لكن نحتاج لمراجعة، ليس الآن وإنما على الأقل نتأسى بالرسول “صلى الله عليه وسلم”، إذا استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كذا وكذا، وإذا كنا نحسب وأنتم تسمعون نحن نسعى لإيقاف الحرب وإحلال السلام ووحدة البلاد، وإذا كنا نسعى لكل هذا علينا أن نتحد.. نتحد على بينة وكلمة سواء، ليس على عاطفة، وإنما على بينة، بالطبع بعضنا قد يتفق وبعضنا قد يختلف وإذا اختلفنا يجب أن لا نتشاكس ولا نتباغض.. خلاص يعني. ولنعلم أن القرآن يقول للنبي عليه الصلاة والسلام: “فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ..”، ربنا قال كدا للنبي، مهمتنا أن نحرض المؤمنين وليس أن نقاتل، “..عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا”.. والله .. نحن نعتبر أننا ندعو آخرين إذا قبلوا الحمد لله، ونحن أولى، إذا دعونا بعضنا البعض وكانت هنالك إشكاليات ولم نتفق يجب ألا نتشاجر، ونتسامح. إذا كنا ندعو للتسامح ووحدة السودان يجب أن نتحد نحن أيضاً).
{ (150) قيادياً إسلامي في قائمة اللقاء الثاني
كشف الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. “علي الحاج” عن ترتيبات انطلاق لقاءات الإسلاميين في السودان، وقال: (أعدكم إذا أمد الله في العمر أن نأتي مرة أخرى بإذن الله سبحانه وتعالى، وقد يكون هنالك متسع من الوقت، وأقول متسع لأن هذه القائمة التي أعددتها، أعددتها على عجل لكن فيها أكثر من “150” شخصاً، فضلاً عن أبناء إخواننا الذين آباؤهم وأمهاتهم قد قضوا نحبهم هؤلاء بدءاً من الأوائل الذين قد لا نذكرهم مثل أخينا الرشيد الطاهر ومحمد الخير عبد القادر وأخينا علي طالب الله، مروراً بالآخرين وإخواننا يس عمر وخالد عمر ومكي عمر الإمام، ثم أخونا شيخ حسن، ومن بعد ذلك علي عبد الله يعقوب.. هذه عبرة وعظة، دعونا أبناءهم ليتعرفوا عليكم، وهذه يجب أن تكون مسألة مؤسسية أكثر من أن تكون مسألة مرتجلة كما فعلنا الآن.. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن تعفوا عنا إن كان هناك خلل وإن كان هناك بعض الناس لم تصلهم الدعوات.. وأقول هذا، لأن هذا ربما كان هو اللقاء ما قبل يوم المحشر كما قال بعض إخوتنا قد يكون آخر لقاء لنا قبل يوم المحشر، وأنتم تعرفون ماذا يعني يوم الحشر، يوم يفر المرء من أبيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل منهم يومئذ شأن يغنيه.. لم يذكر الإخوان المسلمين ولا الشعبي.. قد تكون هذه آخر جلسة بيننا، لا ندري، وجوه يومئذ ناضرة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون من هؤلاء، لذلك هذه الدعوة نقولها، طبعاً في وجوه أخرى قالتها الآية، وسمتهم بأنهم أولئك هم الكفرة الفجرة، نسأل الله ألا نكون من الكفرة الفجرة، وهذه الرسالة أقولها لكم وعلينا أن نتفكر لكن إذا أمد الله في العمر، وفي الجسم قوة وهمة وإرادة إن شاء الله لنا لقاء آخر).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية