رأي

فوق رأي

كلمنا من شريحة واحدة وشكراً
هناء إبراهيم

من الطبيعي أن نترك مقرنا النفسي المتزن ونذهب للإقامة بفنادق (الحيرة) حين يصعب علينا فهم الأدمغة البشرية التي تعمل بي شريحتين في هاتف التعاطي مع الأمر الواحد.
والله جد..
في الهواتف النقالة التي تحمل بداخلها شريحتين، تحتجب الأولى تلقائياً حين تنشغل الأخرى بإجراء اتصال، وذلك من باب التنسيق العاقل للأجهزة الذكية، لكن وين التنسيق العقلي عند من يذهب إلى ألمانيا ويحرص أن يشتري بماله الحرام لحوماً حلالاً؟!
لما يطلب الأب من ابنه توصيل أخته إلى وجهتها فيحتج ويبذل الأسئلة التالية (ما لا صغيرة.. ليه ما تمشي براها) ويعرب عن بالغ انشغاله ويبقى مارق.
ثم فور عودتها ينفعل ويجوط (كانت وين.. مشى معاها منو.. وليه تمشي براها وعشان شنو).
أصدقاء بي شريحتين من الفهم الخالص.. إن دعوتهم لمناسباتك يسرفون عليك اللوم (ليه تعزمني.. هل أنا غريب؟!.. هو أنا محتاج عزومة؟!)، وإن لم تفعل يحتجبون عن الحضور ويرسمون لوحات الزعل بمختلف الألوان و(ما عزمتنا وما عبرتنا).
أما التناقض الذي أدخلني مدارس، فهو تناقض من يعمل (لايك وفولو) لأحد المشاهير على مواقع التواصل من أجل أن يشتمه ويعبر عن حقده عليه وكرهه له.
من ناحية الأمهات: لو ذهبتِ لمجاملة صديقاتك فأنتِ (صغيرة على المجاملات)، وإن لم تذهبِ لتقديم واجب العزاء في وفاة خالة بت عم جيران ناس عمك فـ(مالك صغيرة واللا صغيرة).
من جهة كبرتِ ويجب أن تتعلمي الطبخ والعواسة وتتحملي المسؤولية، ومن جهة ما تطلعي لوحدك لأنك صغيرة.
أما النموذج الأشهر فهو الذي يغرم بـ(طبيبة، إستايلست، إعلامية، ممثلة، مغنية…) ويختارها على هذا الأساس أن تقاسمه الحياة والمشاوير والريموت كنترول، ثم (بعد أن يتمكن) يطلب منها التخلي عن مهنتها ونشاطها الذي لا يناسبه..
(ما دايرة أقول ليك يناسبك البعاتي).
تسأله إن كان يحبها، فيقول أحبها ولكن..
تحبها ولكن! وفي سطر واحد؟!
أعلم أن أول ما يفعله الحب هو (كشط) لكن، وإزالة (بس)..
أحرجتنا مع الحب..
والله جد..
تناقض من الدرجة الأولى..
قصدت أن أستعمل التناقض نفسه وأنا أكتب (ما عايزة أقول) ثم أقول.
فذات حادث بسيط قال سائق الحافلة لسائق الكوريلا (أمشي من قدامي عشان ما أقول ليك يا حيوان).
دا على أساس قال ليهو مشتاقين مثلاً..
قالت حبوبة جيرانا (تعدد الشرائح دا أخير منو تعدد الزوجات)..
فيا عزيزي المتحدث: حتى لا نصرف أموال تفكيرنا بفنادق الحيرة الغالية، كلمنا من شريحة واحدة الله يرضى عليك.
و…..
خليك واضح
لدواعٍ في بالي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية