عودة الأمل
{ في السودان قد تصبح ثائراً وتمسي خائناً، وكل شيء متغيِّر في دنيا السياسة والرياضة والثقافة.. يوم أن وقعت فصائل المنشقين عن الحركة الشعبية بقيادة “رياك مشار” و”كاربينو كوانجين” ود. “لام أكول” اتفاقية الخرطوم للسلام خرجت الخرطوم ثائرة تضج بالشعارات والهتافات وأبواق الإعلام الحكومي تنزع عن نفسها أية وقار وتهتف مع العامة في شوارع المدينة (ثائر ثائر يا كاربينو) الانتصار يا “مشار” مثلما استقبلت الخرطوم “قرنق” الذي كان عميلاً وخائناً فأصبح بعد اتفاق 2005م، وطنياً مخلصاً ورجل له قضية.
في يوم تمرَّد “كاربينو” في مدينة واو ومهاجمته لقوات تتبع للحكومة من مليشيات السلطان “عبد الباقي أكول” خرجت الخرطوم، أيضاً، وهي تهتف “خائن خائن يا كاربينو” قبل أن يصاب الرجل بلعنة الغدر ويقتله “بيتر قديت” في خضم الصراع (الجنوبي الجنوبي). ما أشبه أمس السياسيين بحاضر الرياضيين في بلادنا.. يوم أن استعر الخلاف بين د. “كمال شداد” رئيس اتحاد كرة القدم ورجل الأعمال العنيد “صلاح الدين أحمد إدريس” رئيس نادي الهلال ذبح د. “كمال شداد” القانون في رابعة النهار وفرض عقوبات قاسية على نادي الهلال ووضع فيلسوف الكرة السودانية نفسه في مواجهة مع الهلالاب بعد شعورهم بأن “شداد” لا يميَّز بين “صلاح إدريس” كفرد ونادي الهلال كمؤسسة كبيرة، واستثمر تلاميذ “كمال شداد” غير الأوفياء للأيدي التي أخذتهم من الأصقاع البعيدة وهامش الأندية والاتحادات الفرعية وارتقى بهم مقاماً عالياً.. وكانت طعنة “شداد” من الهلالاب ومن الذين من تحته (قاتلة).. ودفنت أمانة الشباب التي كان يقودها ألد خصوم “شداد” “حاج ماجد سوار” التراب على حقبة “شداد” وتمت تزكية د. “معتصم جعفر” المنتمي للمؤتمر الوطني بالأصالة كما يعتقد الكثيرون.. وتمت إزاحة “كمال شداد” من قيادة اتحاد الكرة العام بزعم أن فجر التجديد قد أطل وحقبة القديم قد توارت.. وبعد سنوات من تخوين “شداد” وإبعاده من اتحاد الكرة.. احتفظ “كمال شداد” بثلاث خصال.. عفة اللسان ونقاء الثياب من درن الفساد والولوغ في حب المال والمعرفة الأفقية بكرة القدم وقوانينها ولوائحها.. وحينما تربَّص د. “معتصم جعفر” بوطنه السودان ومن أجل أن يبقى في كرسي السلطة.. مدَّ الاتحاد الدولي لكرة القدم (بأكاذيب) عن تدخل السلطة في انتخابات كرة القدم التي سقطت فيها مجموعته تحت قطار الإصلاح الذي كان يقوده الجنرال “عبد الرحمن سر الختم”، ولكنه تنحى في موقف يحسب للرجل حينما شعر بتخاذل الرفاق وانحناء الحكومة لعاصفة التجميد .. وتعرَّضت أمانة الشباب في المؤتمر الوطني لحرب قذرة وانهالت السكاكين الصدئة للنيل من “طارق حمزة” الشاب الخلوق متهمين الأمانة و”طارق حمزة” بكل قبيح فقط،لأنهم قاموا بواجبهم الحزبي والوطني في التحريض لاختيار مرشح ارتأت أمانة الشباب فيه الكفاءة والريادة والنزاهة.. ولم تنحني قيادة الأمانة ممثلة في الشاب “عصام أحمد عبد الله” أشجع قيادات الوطني في تحمل المسؤولية.. ولم تجد حرجاً أمانة الشباب في إسناد ترشيح الاتحادات الولائية للبروفيسور “كمال شداد” ليقود الاتحاد في المرحلة القادمة في خطوة لا تمثل تراجعاً عن التجديد ولا نكوصاً عن التغيير، ولكنها خطوة اعتراف شجاعة جداً بقيمة “شداد” الأخلاقية وجودته المعيارية لقيادة اتحاد كرة القدم السوداني.. شكراً لـ”شداد” الذي صبر على ضيافة تلاميذه وتربُّص المقرَّبين وشكراً لـ”طارق حمزة” و”عصام محمد عبد الله” ثنائي المؤتمر الوطني الذي يصنع ربيع الكرة السودانية.