رأي

المشهد السياسي

الحادي عشر من أكتوبر.. هل هو البديل؟
موسى يعقوب
كان الحادي عشر من سبتمبر 2001م في التاريخ الأمريكي والعالمي يوماً صعباً، انهار فيه البرج التجاري العالمي بنيويورك، وخدشت فيه حرمة وزارة الدفاع الأمريكية في واشنطن.. وجاءت بعد ذلك إجراءات وسياسات أمريكية من إدارة الرئيس “بوش” (الابن) غيرت أجواء السلام والأمان في العالم الإسلامي الذي نسبت إليه حادثة تفجير الحادي عشر من سبتمبر – أيلول.
سياسات إدارة بوش (الابن) دفعت ثمنها الولايات المتحدة الأمريكية وما تزال.. فقد اتهمت البلاد الإسلامية بأنها داعمة للإرهاب ودخلت الدولة القطب مع بعضها في حروبات واعتداءات صارت منبوذة ومرفوضة من الجميع بمن فيهم نخب أمريكية، وما يشار إليه هنا قبل غيره هو الغزو الأمريكي لجمهورية العراق ورئيسها الراحل “صدام حسين” في 2003م بدعوى أن دولة العراق تملك أسلحة محرمة دولياً .. وتداعيات ذلك الاعتداء الغاشم وغير المبرر ما تنفك متصلة والشعب العراقي في حالة عدم استقرار وأمان وتفكك كما ترى.
وبعد رحيل الرئيس “بوش” (الابن) وخلفه الرئيس الديمقراطي (أوباما) لدورتين ما انقطعت تلك السياسة وأن اتخذت مسارات مختلفة منها (الجزرة والعصا).. وأشهرها (المحكمة الجنائية الدولية) وهي سياسية أكثر منها قانونية وصوبت بالكامل تجاه العالم الثالث والدول الأفريقية.. ومنها جمهورية السودان المتهمة بأنها داعمة للإرهاب ولها خروقات لحقوق الإنسان.
لكن في أواخر عهد الرئيس “أوباما” ومع المتغيرات الإقليمية بدأت سياسة العنف “البوشي” تتراجع وتحل محلها سياسات ومبادرات أخرى تميل أكثر إلى السياسة والدبلوماسية.. فكانت محاولات رفع العقوبات عن السودان التي بدأها الرئيس أوباما.. فللسودان داخلياً وخارجياً ما سنده على مضي الإدارة الأمريكية الجديدة في اتجاه تحسين العلاقات ورفع العقوبات رغم (المماطلة) والتسويف.. ! ودواعي ذلك كما قلنا مختلفة.. فقد صار السودان جاذباً اقتصادياً وسياسياً وأمنياً ودبلوماسياً ولعل من يطالع ما رشح عن (مجلس حقوق الإنسان) في جنيف في صحافة الأمس (الجمعة) يجد أن المقرر الخاص للعقوبات القسرية “إدريس الجزائري” في تقريره أمام المجلس، قد دعا إلى ضرورة رفع العقوبات الأحادية القسرية الأمريكية على السودان.. مطالباً بأن يكون الحادي عشر من أكتوبر القادم آخر يوم للعقوبات المفروضة على السودان.
وغير ذلك هناك دعم في المجلس المذكور من مجموعة دول عدم الانحياز والمجموعة الإسلامية والأخريات الأفريقية والعربية.. والمبادرات السودانية والأمريكية التي ظلت على اتصال في ذلك المجال – أي رفع العقوبات بشكل خاتم ونهائي كما ذكرت الدكتورة “تور الدبة”.
فهل سيكون الحادي عشر من أكتوبر القادم والمذكور هو التاريخ البديل للحادي عشر من سبتمبر 2001م الذي هز ودمر برج التجارة العالمي في نيويورك، وهز العلاقات والسلام في العالم ولا سيما العربي والإسلامي؟
نرجو أن يكون ذلك كذلك فالعالم في حاجة إلى السلام والاستقرار أكثر من غيرهما.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية