رأي

بعد ومسافة

الخبر أصل الحكاية!
مصطفى أبوالعزائم
شهد (استديو الأزهري) بالإذاعة السودانية أمس، ورشة عمل حول “تقنيات إنتاج الأخبار.. الواقع المطلوب”، نظمها مجلس إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وشهد بداياتها الدكتور “أحمد بلال عثمان” وزير الإعلام والأستاذ “ياسر يوسف” وزير الدولة بذات الوزارة، وشرفها بالحضور البروفيسور “علي محمد شمو” – مفخرة الإعلام السوداني – والدكتورة “رجاء حسن خليفة” عن مجلس الإدارة، إلى جانب قيادات العمل الإعلامي والإذاعي والتلفزيوني، وقد حرصت على تلبية الدعوة الكريمة التي تلقيتها من الأستاذ “الزبير عثمان أحمد” المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، لكنني تأخرت عن الافتتاح لارتباط مسبق داخل (الحيشان التلاتة) ضيفاً على برنامج (خطوط عريضة) لتحليل وقراءة ما وراء السطور ومحاولة النفاذ إلى المضامين الحقيقية لكثير من الأخبار التي تحملها صحف الخرطوم اليومية.
موضوع ورشة العمل يستهوي – بالتأكيد – كل من يعمل في مجال الإعلام والصحافة خاصة وأن مقدمي الأوراق والمناقشين من الخبراء في هذا المجال، وعلى رأسهم أستاذنا وأستاذ الأجيال البروفيسور “علي محمد شمو” الذي وجدته عند دخولي إلى استديو “الأزهري”، يتحدث عن قضايا الورشة ومقتضياتها ومآلاتها، وقد سبقه مدير عام الهيئة الذي تحدث في البداية، وأعقبه ممثل مجلس الإدارة الدكتورة “رجاء حسن خليفة” ثم وزير الإعلام، وقد كان البروفيسور “شمو” شجاعاً في طرحه ونقده العلمي والموضوعي لأدواء الخبر المصور في نشرات الأخبار بالتلفزيون، وبيّن أسباب ضعف الأخبار التلفزيونية المصورة خاصة عندما يتم التركيز على الشخصية الرئيسية دون الدخول أو محاولة الاستغلال الأمثل للصورة خدمة للخبر، منتقداً في ذات الوقت ما وصفه بـ(تدوير) اللقطة وتكرارها دون تناسب بين زمن اللقطة المصورة ومحتوى الخبر، ثم تحدث الأستاذ “عوض جادين محيي الدين” مدير وكالة سونا للأنباء، مقدماً ورقة قيمة عن (أحدث تقنيات الأخبار)، استعرض فيها بدايات إنتاج الأخبار وارتباط ذلك بالخلق، حيث يولد الإنسان وهو لا يعلم شيئاً ليتم بعد ذلك استخدام الآذان والأعين والأفئدة في اكتساب المعارف والتعليم للتعامل مع العالم والتواصل معه.
استشهد الأستاذ “جادين” بما قال به رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” ذات يوم من داخل الإذاعة السودانية في أعقاب (غزوة أم درمان) التي نفذتها قوات حركة العدل والمساواة، وقد لعب الإعلام دوراً كبيراً في إفشالها، وقال رئيس الجمهورية يومها من داخل سرادق ضخم احتفالاً بدحر قوات العدل والمساواة.. (كان الناس في الماضي على دين ملوكهم، وصاروا الآن على دين إعلامهم).. وفي هذا اعتراف صريح بأهمية الإعلام وقوة تأثيره في حياة الناس خاصة بعد التطورات المتلاحقة والمضطردة في التقنيات الرقمية من خلال أدوات ذات كفاءة عالية وتكلفة قليلة سهلة التشغيل ومتعددة الأغراض، مع مرونة في التكيف مع الظروف المرتبطة بالمكان أو الزمان أو حتى الظروف الشخصية.
الورقة كانت قيمة وثمينة يصعب استعراضها في هذه المساحة المحدودة، وكذلك ما أعقبها من نقاش وقد ابتدره البروفيسور “بدر الدين أحمد إبراهيم” الذي قدم أطر ذهبية للحلول، وأعقبه الأستاذ “محمد عثمان آدم” الذي قدم خلاصة تجربته في العمل بمجال الأخبار في وكالات الأنباء الأجنبية والمحلية – اسوشيتدبرس وسونا – وكذلك قدم الأستاذ “محمد أبشر عوض السيد” من واقع خبرته العملية الطويلة مداخلة قيمة حول أخبار تلفزيون السودان.
هذه الورشة ومخرجاتها يمكن أن تكون نواة لعمل كبير يتم تلخيصه ثم عرضه داخل قاعات المحاضرات في كليات الصحافة والإعلام، لكن الذي نرجوه قبل ذلك أن يتم عرضه واستعراضه في برنامجين، أحدهما مسموع بالإذاعة السودانية، وثانيهما مرئي من تلفزيون السودان.. ليت الأستاذ “الزبير عثمان” وجه بذلك حتى تعم الفائدة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية